أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن الدراسات الحديثة كشفت عن أن الإفراط فى استخدام الأجهزة الإلكترونية التى تعمل باللمس يقلل من كفاءة الأصابع وعضلات اليد، وبالتالى من قدرة الأجيال الجديدة على استخدام القلم فى الكتابة واستخدام الأصابع فى الأنشطة اليومية. وقال بدران - فى تصريح اليوم الأحد "إن هناك 12 دراسة علمية حديثة أجريت خلال شهر يناير الحالى أشارت إلى أن قلة النشاط البدنى السبب الرابع للوفاة على مستوى العالم، وألقت تلك الدراسات الضوء على أهمية النشاط البدنى المنتظم فى حماية الإنسان من الإصابة بالأمراض غير المعدية خاصة سرطان المعدة". وأضاف أن تلك الدراسات تطرقت إلى أهمية التنقل من وإلى المدرسة أو الذهاب من وإلى العمل مشيا على الأقدام باعتبار أن ذلك يعد فرصة عظيمة للنشاط البدنى اليومى الذى يقضى على الخمول، منوها بأن ممارسة الرياضة بصفة عامة تسهل وظائف المخ والإدراك لدى الأطفال، وأن رياضة المشى بصفة خاصة تحمى كبار السن من مخاطر السكتة الدماغية، إلى جانب أن تعزيز النشاط البدنى يقلل من معدلات الإصابة بالسكر والربو. وأوضح بدران أن تلك الدراسات حذرت أيضا من الاستغراق فى مشاهدة التليفزيون لدرجة الإدمان لما يترتب على ذلك من زيادة الخمول البدنى والوزن والإصابة بالسمنة حيث تزيد كل ساعة مشاهدة للتليفزيون احتمالات السمنة بنسبة 10%، لافتا إلى أن العديد من الدراسات أفادت بأن مشاهدة الأطفال للتليفزيون لفترات طويلة يرتبط بزيادة معدلات الوزن أو السمنة خلال مراحل الحياة المختلفة من الطفولة والمراهقة إلى مرحلة البلوغ. ولفت إلى أن التوتر يقلل من النشاط البدنى الذى يعد الاهتمام به وقاية من نقص الكتلة العضلية فى المسنين، مشيرا إلى أهمية الرياضة خلال فترة الحمل حيث تفيد الجنين، وأن الحوامل اللائى يمارسن الرياضة ينجبن أجيالا أذكى حيث تزيد الرياضة من معدلات تدفق الدم لمخ الجنين، بالإضافة إلى ما يحدثه النشاط الرياضى من أثر إيجابى للحوامل من تقوية عضلات البطن، ومنع آلام الظهر، وتحسين الحالة النفسية، وتسهيل عملية الوضع. وبين بدران أن جسم الإنسان به 630 عضلة هيكلية، و230 مفصلا متحركا، وأن غياب الحركة يؤدى إلى فقدان 100 نسيرة عضلية هيكلية فى اليوم، موضحا أن للعضلات ذاكرة تختزن القوة العضلية فى المخ الذى يصدر الأوامر للعضلات المعنية بالقيام بالمهام اليومية المطلوبة دون كلل بعد التعود عليها. وقال بدران "إن الصلاة تعد أفضل رياضة للإنسان لأنها رياضة تفيد الروح والجسد معا وتصفى العقل، وتجبر الإنسان على حركة منتظمة، والقيام بحركات قد يغفل عن أدائها مثل القيام والركوع والسجود، بالإضافة إلى ما يقوم به السجود من تخليص الإنسان من الشحنات الضارة التى يتعرض لها نتيجة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية والتليفزيون، وذلك أثناء ملامسة الرأس للأرض مما يزيل التوتر الذى يقلل مناعة الجسم. وأكد أن العضلات لها دور فى مناعة الجسم حيث توفر الطاقة لجميع أجهزته بما فيه جهازه المناعى، وتفرز الخلايا العضلية مجموعة من الوسائط الكيميائية العضلية التى تفيد فى عمليات التواصل بين الخلايا وتنظيم وظائف أجهزة الجسم وفى مقدمتها الجهاز المناعى. كما أكد أن هناك 9ر1 مليون حالة وفاة سنويا على مستوى العالم نتيجة الخمول البدنى، وأن 60% من سكان العالم على الأقل لا يمارس النشاط البدنى المطلوب لصحة جيدة، موضحا أن الخمول البدنى نشأ بسبب قلة الحركة فى العصر الحديث، وعدم ممارسة النشاط البدنى بشكل كاف فى أوقات الفراغ أو فى الإنشطة المهنية والمنزلية والأنشطة الطارئة والمستجدة.