أكد الدكتور الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة جامعة عين شمس أن الابحاث العلمية الحديثة كشفت أن هناك علاقة وطيدة تربط بين عضلات جسم الانسان ومناعته ، وأنه لا مناعة بدون عضلات ، فالمرضى الذين يعانون من أمراض تهدد الحياة ، تصبح الكتلة العضلية فى أجسامهم من أهم الاشياء التى قد تعيد الامل لديهم فى الحياة . وقال بدران - فى تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط - إنه ثبت ان العضلات الهيكلية مسئولة عن إفراز ثلاثة أنواع من المواد المرتبطة بمناعة الجسم ، وهى حمض الجلوتامين ، ومادتى انترلوكين السادس والخامس ..موضحا ان هذه المواد لها دور مهم فى المناعة والوقاية من الميكروبات وتنشيط نمو الخلايا ومكافحة العدوى بالفيروسات والاصابة بالسرطان . وأضاف أن جسم الانسان يضم 630 عضلة هيكلية و230 مفصلا متحركا وأن العضلات تمكن صاحبها من إنتاج الغذاء والبحث عنه وتناوله ، و فى المجاعات وجد أن فقدان 40 فى المائة من الكتلة العضلية يعنى صعوبة إستمرار الحياة، مشيرا الى ان غياب الحركة يؤدى الى فقدان " 100 نسيرة عضلية هيكلية" كل يوم . واوضح أن العلاقة بين العضلات والمناعة تتمثل فى توفير الطاقة لجميع أجهزة الجسم شاملة الجهاز المناعى ، وأن الخلايا العضلية تفرز مجموعة من الوسائط الكيمائية العضلية تفيد فى عمليات التواصل بين الخلايا وتنسيق وتنظيم وظائف الكثير من أجهزة الجسم كجهاز المناعة والمخ والكبد والدهون والبنكرياس. ولفت بدران الي ان هذه الوسائط العضلية تزداد كلما إنقبضت عضلات الجسم ويترتب على ذلك أن يصبح الانسان أفضل صحة ومناعة ، منوها بأن قلة الحركة تسبب إنخفاضا فى هذه الوسائط وزيادة الوزن ونقص كفاءة الأعصاب والأوعية الدموية وزيادة فرص الاصابة بالسرطان والشيخوخة المبكرة والوفاة المبكرة . وأشار الى أن الحركة عنصر هام لنمو وسلامة العضلات ، وأن العضلات التى لاتستعمل تضمر وتضمحل حيث تعمل العضلات على تصنيع وتخزين الحامض الامينى المعروف علميا باسم " الجلوتامين " ذو الوظائف الحيوية حيث يرتبط نقص مستواه فى الجسم بإنخفاض المناعة ، لافتا الى ان هذا الحامض يتوفر فى السبانخ والبقدونس ولحوم الابقار والدجاج والاسماك والبقول ومنتجات الالبان .
وقال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة جامعة عين شمس ان أحدث الدراسات كشفت كذلك عن ان العضلات الهيكلية لها وظيفة إفرازية وان المواد التى تفرزها تلك العضلات تفيد فى عمليات التواصل بين الخلايا ، وهذا التواصل يلعب دورا مهما فى تطور الخلايا وإصلاح الانسجة أولا بأول واستتباب المناعة واستقرار البيئة الداخلية فى كل خلية . وأشار الى ان العضلات الهيكلية تفرز أيضا مادة معروفة بأسم "الانترلوكين السادس" الذى يتميز بدوره المهم فى المناعة وفى الوقاية من الميكروبات ، وترتفع مستوياته فى الجسم بعد إنقباض العضلات وممارسة الرياضة.
وأوضح بدران ان هذه المادة هى أول من يصل للدورة الدموية بعد القيام بأى نشاط عضلى ، مشيرا الى ان العضلات لها ذاكرة وبتكرار الانشطة اليومية تصبح تلك الانشطة أوتوماتيكية لا تحتاج لمزيد من التركيز ، لافتا الى ان ذاكرة القوة العضلية تختزن فى المخ الذى يصدر الاوامر للعضلات المعنية لتقوم بالمهام المطلوبة بالنيابة عنها ، والتكرار يزيد من الذاكرة العضلية . ولفت الي ان الصلاة رياضة روحية وهى من أفضل انواع الرياضات فهى تفيد الروح والجسد فى نفس الوقت وتصفى العقل وتريح البال ، كما ان طقوس الصلاة تجبر الانسان على الحركة المنتظمة وممارسة حركات غير معتادة مثل القيام والركوع والسجود وتحريك عضلات الرقبة .
وذكر ان هناك بعض الاغذية التى تعتبر اساسية فى بناء أنسجة العضلات وأفضل مصادرها اللحوم الحمراء والزبادى والبيض والاسماك والعدس وفول الصويا والنشويات البسيطة والمركبة والبوتاسيوم المتوافر فى الموز والبطاطس والطماطم والبروكلى والخضروات الورقية. ودعا بدران الى ضرورة محاربة ظاهرة المنشطات واستخدامها لبناء العضلات حيث يتحايل البعض للحصول عليها وبجرعات عالية ، مشيرا الى انها كثيرا ما تسبب فقدان الاملاح المعدنية وانخفاض ضغط الدم والاعياء ومشاكل فى الهضم وحساسية جلدية والام فى العضلات . وفى هذا السياق ، يعقد بعد غد "الثلاثاء" ندوة علمية بنادى الغابة بمصر الجديدة حول الرياضة وأمراض العصر تحت رعاية العامرى فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة ويلقى الدكتور مجدى بدران محاضرة يركز خلالها على الرياضة وصحة الجهاز التنفسى وذاكرة العضلات وشيخوختها وأثر الصلاة على العضلات ، وأغذية العضلات.