لكل منهن لون ، وشكل ، ومذاق ، وطعم، وطبع خاص لاتوجد واحدة أجمل من الأخرى فلا الشقراء أجمل من السمراءولا الطويلة أفضل من القصيرةولا الرشيقة أفضل من البدينةولا صاحبة الشعر الحريري أفضل من الشعر المتموج لأن لكل منها من يفضِّلها ويقدِّر قيمتها فالأذواق تختلف ولكن الفرق بينهن في النظافة الداخلية والظاهرية والبريق فإذا كانت البنت ذات أخلاق فإن أخلاقها سوف تظهر على تصرفاتها وتبدو على ملامح وجهها فتعطيها ضياءً وسماحةوجمالاً خاصاً،فتبدو لامعة براقة كهذه التفاحةوليست كهذه بل هي جميلة الشكل والخُلُق ليس هذا فحسب وإنما تحرص على مصاحبة التفاحات الصالحات مثلهالأنها تعرف جيداً أن صديقة السوء كالدودةالتي تظل رويداً رويداً تنخُر داخل التفاحة السليمة إنها تفاحة أيضا ولكنها شريرة كمصاص الدماء تنشب أنيابها في صديقتها التفاحة الصالحة حتى تتركها فاسدة مثلها لماذا لأنها لا تطيق رؤية الصالحات الطاهرات لأن ذلك يُشعرها بأنها فاسدة عفنة فتحقد عليهن وتظل تراوغهن وتوهمهن بأنها صديقتهن وتحب مصلحتهن ثم بعد أن تفسدهن، تدير لهن ظهرها وتُخرجُ لهن لسانها هكذا نعم إن تفاحة فاسدة واحدة وسط الكثير من التفاحات السليمة ولكنها تؤدي إلى فسادهن جميعاًوكما قيل تفاحة فاسدة واحدة تفسد المجموعة كلها لذا ينبغي الابتعاد عن التفاحات السيئةومصاحبة التفاحات السليمة ولا تهتم كم هن كثيرات التفاحات الفاسدات بل تظل شامخة بشخصيتها وأخلاقها الفريدة حتى ولو بقيت وحيدة كالمُهرة الأصيلة حتى تجد من تستحق المصاحبة أما عن الحب يا فتاتي وما أدراك ما يحدث بسبب الحب تلك المشاعر البريئة الرقيقة التي قد تشعر بها الفتاة يستغلها بعض الفاسدين من الشباب فنجد أحدهم يقطف التفاحة القريبة من متناول يده لأنه جبان يعلم أنه مخطئ يريد أن يخطفها ويجري قبل أن يحاسبه أحد أو يحمِّله المسؤولية أو قد يأخذ التفاحات المتساقطة على الأرض، أوربما فوق رأسه التي تهافتت عليه ورخَّصت من قيمتها وقَدرهافنجده يتسلى بها تحت ستار الحب ويجرحها ويفسدها ثم يرميها على قارعة الطريق وحيدة تعيسةوالأسوأ من ذلك أن سُمعتها تسوء ويبدأ الجميع في وصفها بأنها سيئة الخُلُق غير عفيفة ولا طاهرة أما التفاحة الشامخة العفيفة العزيزة فهي بأعلى الشجرة أو كالتفاحة المغلفة البعيدة عن التراب والذباب لا تطمع بها يد الطامعين الذين يريدون الحصول عليها بسهولةولا تتسخ أو تصاب بميكروبات بل تنتظر حتى يأتي الشجاع الذي يغامر ويتسلق الشجرة الذي يستطيع دفع مهرها ويأخذها بعِزة وكرامة وشَرَف لها، و لهُ فلطالما حلم بها وأعد نفسه لليوم الذي يحصل فيه عليها ولكن بشرف وشجاعة مهما كانت المخاطرلذا فإنه يحافظ عليها ويصونها لأنه يعرف قَدْرها ولأنه تعب واجتهد لكي يصل إليها ولأنها عالية شامخة عفيفة فريدة نادرة بأخلاقها .