وصلتني رسالتان متتاليتان علي البريد الالكتروني أولاهما من صديق أبي الذي يعيش في الولاياتالمتحدة ويحب الضحك والتسلية.. والثانية من إحدي تلميذاتي الصغيرات التي لا تزال طالبة في مقتبل العمر.. وقد ضحكت كثيرا من الرسالتين أولا لمحتوي كل منهما، وثانيا بسبب المرسلين لهما.. أما الرسالة الأولي ومصدرها صديق أبي فهي كالآتي: (قصة رائعة جداً جداً.. وسر روعتها يكمن- في رأيي- في رأيه هو - لسببين اثنين: الأول قدرة المؤلف علي اختصارها وتلخيصها لتكون من أقصر وأروع قصص الحب علي مر العصور.. والسبب الثاني هو النهاية السعيدة والرائعة للبطل.. أهدي هو الذي يهديها - هذه القصة لكل شخص مقبل علي الزواج: في قديم الزمان سأل شاب فتاة هل تقبلين الزواج بي قالت: لا.. فعاش الشاب حياة سعيدة للأبد).. طبعا ضحكت كثيرا عندما قرأتها وبخاصة لأن المرسل قد قضي حياة سعيدة مع زوجته الراحلة التي ما زال يقدرها ويبكيها.. وقد تزوج أولاده وله أحفاد رائعون وهم جميعا يعيشون حياة أسرية ناجحة وسعيدة.. فما الذي يجعله يعجب بهذه القصة؟ هل لأنه تعيس الآن وهو وحيد بدون زوجته؟ مؤكد أن هذا هو السبب.. ولكن من يقرأ القصة يعتقد العكس تماما ويتخيل أن من أرسلها هو رجل غير سعيد في حياته الزوجية بالمرة، بل ويلعن اليوم الذي تزوج فيه ويتمني لو أن كل مقبل علي الزواج يتراجع عن قراره.. أما الرسالة الثانية فهي عبارة عن مَثَل لطيف يعبر عن قيمة المرأة.. وهو كالآتي: (النساء كالتفاح علي الشجرة.. ثمر التفاح الجيد يوجد أعلي الشجرة.. ولا يريد الرجال أن يتسلقوا الشجرة لئلا يتعبوا أنفسهم.. كما أنهم يخافون أن يسقطوا أو يصابوا.. لذلك لا يصلون إلي التفاح الجيد.. وعوضا عن ذلك يأخذ الرجال التفاحات التي قد سقطت من الشجرة ووقعت في الأرض.. ربما تكون تفاحات بها عطب ولكن من السهل العثور عليها.. وقد تظن التفاحات التي علي قمة الشجرة أن هناك ما يعيبها، ولكنها في الحقيقة هي الأجمل والأفضل.. ولكن عليها أن تنتظر نوعا فريدا من الرجال.. رجلاً يأتي خصيصا للتفاحة الجيدة ويتسلق الشجرة ولا يعبأ بالمجهود والتعب والجروح التي قد تصيبه لأنه ينظر إلي التفاحة الجيدة).. وقد أعجبتني فكرة المثل، ولكنني ضحكت له أيضا.. أعجبتني الفكرة العامة بأن كل ما هو كبير القيمة هو صعب المنال ويحتاج إلي تضحيات وتعب، علي عكس الحصول علي أشياء أو معرفة أشخاص عديمي القيمة فهذا سهل متاح ولا يتطلب الكثير.. ولكنني ضحكت لأن مرسلة الرسالة لم تتجاوز الثامنة عشرة ورسالتها توحي بأنها قد تجاوزت الثلاثين.. والساخر حقا هو ورود الرسالتين في توقيتين متقاربين .. وهما تحملان فكرة مضحكة.. فالرجل والمرأة علي حد سواء يسعيان للارتباط والزواج لأنه سنة الحياة وقانون الكون، ثم يلعنان تلك الفكرة وينصحان الآخرين بعدم الزواج، حتي لو كانا يعيشان حياة زوجية سعيدة، وحين يترك أحدهما الحياة، يبكيه الآخر..