على جانب:«مصر الآن تواجه الإرهاب، فتحفّظ فى إبداء آرائك حتى تنتهى تلك المعركة كى لا يستفيد منها الإرهابيون». «حقيقى أنه تم استخدام مفرط للعنف مع المتظاهرين مما أدى لمقتل بعضهم، لكنهم كانوا يستخدمونهم دروعًا بشرية لحماية القادة، والوقت ليس مناسبًا للحديث عن عدم كفاءة جهاز الشرطة». «لا يجب أن تعترض على قانون التظاهر، فهذا القانون لم يُسن لمواجهتك بل لمواجهة الإرهابيين». «من قُبض عليهم بموجب قانون التظاهر كان خشية احتجاج الإرهابيين بعدم تنفيذ القانون على الجميع». «يجب أن نحشد للتصويت على الدستور بنعم حتى لا نرسل رسالة للعالم بأن الإرهابيين يمتلكون شعبية». وعلى الجانب الآخر: «نعم لقد أخطأ قادتنا لكن ليس هذا وقت مناقشة أخطائهم، حتى لا يستفيد منها نظام مبارك الذى يريد الرجوع». «لا لم تخن جماعتنا الثورة لكن الظروف آنذاك كانت مختلفة، وليس هذا وقت ذكر مثل هذه الأشياء». «تضامن معنا وطالب بشرعية لست مقتنعًا بها، حتى لا يعود نظام مبارك ثم نتناقش بعد عودة رئيسنا». هذا مثال من الجمل التى دأب كلا الفريقين مؤيدو استبداد الإخوان ومؤيدو استبداد نظام مبارك على ترديدها، والهدف فى الحالتين واحد وهو ألا تتحدث عما تراه خطأً، وأن تتجاهل جرائمهم، وألا يكون هناك صوت يعلو فوق صوت المعركة كما يقولون، وهم فى الحقيقة لا يريدون أن يسمعوا سوى صوتهما. وعد الإخوان منذ وصولهم للحكم بالقضاء على الفساد والاستبداد، فزاد الفساد والاستبداد وتغير من يمارسه فقط، بينما وعد القائمون على الحكم الآن بالقضاء على الإرهاب خلال أسبوعين ولم يتم القضاء عليه حتى الآن، بل تم تنفيذ عمليتين ضد وزير الداخلية نفسه وأحد ضباط الأمن الوطنى، وهو ما يعنى أن الإرهاب اخترق وزارة الداخلية وقادر على تسريب معلومات من داخلها. الحقيقة أنهم لن يقضوا على الإرهاب، كما كانت الحقيقة أن الإخوان لم يقضوا على الفساد والاستبداد، فهذه الحرب الوهمية هى المبرر الوحيد لاستتباب حكمهم، وهى السبب الوحيد الذى يجعلك تقبل كلا منهما فى الحكم للقضاء على الطرف الثانى، وبعدم وجوده ستبدأ فى المطالبة بحقوقك المسلوبة، وبالتالى لابد أن تطول هذه الحرب ليظل حكم كل منهما يتمتع بالشرعية، هكذا تبنى دولة الخوف، فلا تتحدث فيما تراه صحيحًا ليس لخطئه ولكن لأن هناك طرفا آخر قد يستفيد منه، وفى النهاية لن نسمع سوى صوت الاستبداد بصورتيه، وعليك أن تختار بين السيئ والأسوأ. ألسنا نرفض الإرهاب ونقف ضده، لأنه لا يريد أن يسمع صوتًا سوى صوته ولا رأيًا سوى رأيه، ويلجأ لإرهابك، وإن لم تخشه يكن مصيرك القتل أو السجن؟ ألم يمارس الطرفان نفس هذه التصرفات حتى مع الفارق؟ فلماذا إذًا نقبل أن نخير بين أمننا وحريتنا؟ لقد دفع المصريون ثمن حرياتهم من دماء أبنائهم، يدفعون ثمن أمنهم من ضرائبهم، وبالتالى يستحقون الاثنين، لماذا نقبل دولة الخوف مرة أخرى؟ وفى النهاية نحزن عندما نصل للاختيار بين السيئ والأسوأ؟ أليس هذا ما فعلناه بأنفسنا؟ عندما تركنا لهما الساحة وحدهما بحجة أن الوقت ليس مناسبا. نقلا عن المصري اليوم