يمتلك الفنان أحمد سميح حسا فنيا عاليا جعله يأخذ من تخصصه الدراسي جرافيك منصة للانطلاق نحو أعمال إبداعية وغنية بالحس الفني,خاصة أنه يفضل استخدام القلم الرصاص ليرسم خطوطا رفيعة تكون في النهاية لوحات مبهرة وقد رسم لوحته تلك بمقاس 10 - 15سم مستخدما الأقلام الحبر على ورق,ويتناول فيها الجانب الخفي للذكريات المنسية والمشاعر المكبوتة للمرأة والتي يمثلها الوجه النسائي الحالم الظاهر في جانب اللوحة، وتم التأكيد عليها من خلال اختفاء جانب الوجه خلف الجذع النباتي، والجانب الآخر من الوجه يتوارى خلف خصل من الشعر الساقط على جبين الفتاة. الجانب الآخر من اللوحة جانب حسي تم التأكيد عليه من خلال جذعين لشجرة العنب بما تمثله من تداخل وتشابك يشير إلى التعقيد في المسائل والمشاعر التي تدور في ذهن المرأة، وصعوبة اتخاذها للقرارات، إضافة إلى التأكيد على جانب الخيال الذي يظهر في أحلامها والتي تمثله دائما صورة الحدائق والجنائن. من حيث التقنية تم استغلال الخطوط المرسومة بالقلم الحبر في تداخلاتها وتشابكاتها في نقل الحالة النفسية الموجودة والتأكيد عليها، فالخطوط تتجمع وتتشابك لترسم الظلال، وتعود مرة أخرى وتبتعد وتتلاشى راسمة المناطق الظلية الفاتحة وفي تداخلها وتلاشيها ذلك تكمن المناطق الفاصلة بين الواقع والخيال.