أكد السفير عبد الكريم سليمان سفير مصر لدي الكويت أن مجلس التعاون الخليجي لم يتقدم بعرض رسمي إلي مصر للانضمام إليه كما لم تطلب مصر هذا الأمر ، كاشفا عن أن مصر سترحب بذلك إذا قُدم إليها عرض رسمي ، لافتا إلى أن العلاقات المصرية الكويتية تمر بمرحلة قوية ، ولن تتأثر بعد الثورة ، متوقعا أن تزيد الاستثمارات الكويتية في مصر بعد انتهاء أنظمة الاحتكار من السوق المصري ، وتطرق سليمان في حواره ل" صدي البلد " إلي إجراء الانتخابات المصرية في الكويت وموضوعات أخري في نص الحوار التالي : هل من الممكن أن تقدم لنا صورة واضحة عن شكل وطبيعة العلاقات المصرية – الكويتية الحالية ؟ العلاقات المصرية – الكويتية ثابتة لا تتغير بتغير الأنظمة والدليل علي ذلك أن الاستثمارات الكويتية في مصر قوية للغاية وتعتبر الكويت ثاني دولة عربية لها استثمارات في مصر ، بالرغم من انها ليست استثمارات بهدف الربح علي قدر ما هي مكون رئيسي من مكونات الاقتصاد المصري وهو ما جعلها لا تتأثر بالأحداث التي جرت في مصر ، ومؤخرا وضعت الكويت مليار دولار كرأس مال لشركة مصرية تعمل في مجال البورصة ، وأعتقد أن الاستثمارات الكويتية ستزيد . كيف ذلك في ظل الوضع الحالي ؟ لأن السوق المصرية تم تنظيفه بشكل كبير من أساليب وأنظمة الإحتكارات وستتعامل الحكومة مع المستثمرين بمنطق الكفاءة أولا ثم مدي إفادته للاقتصادر المصري ، ومع تزايد فرص إعادة الأمن إلي الشارع المصري الذي يمثل الدفء للاستثمارات الأجنبية بشكل عام والكويتية بشكل خاص مع انقشاع موجة الفساد والاستبداد وهذا سيفيد أيضا في عودة السياحة العربية والأجنبية. ذكرت أن هناك ثوابت للعلاقات المصرية الكويتية .. بم تفسر اختلاف المواقف مؤخرا كرد فعل كليهما تجاه سوريا وهو مالم يكن يحدث قبل الثورة ؟ أختلف معك في هذا الأمر .. العلاقات المصرية الكويتية استراتيجية وبخصوص المثل الذي طرحته فالجميع يسير وفق ما يتفق عليه جميع الدول بالجامعة العربية، وأؤكد أنه لا اختلاف في المواقف ولا خلاف بين البلدين في أي من القضايا المطروحة حاليا. ماذا عن الحديث عن انضمام مصر لمجلس التعاون الخليجي ؟ أؤكد .. مصر لم تطلب ولم يتقدم المجلس أو اي من دوله بعرض رسمي لمصر بالانضمام وما تم تداوله بهذا الخصوص لا يتعدي أحاديث إعلامية وصحفية لكن هذه الفكرة سوف تفيد الجانبين ولو تقدم المجلس لمصر بعرض رسمي فهذا يعني إن المجلس مصر على ذلك وستكون قوة إضافية له ، كما أنه سيكون داعما لمصر اقتصاديا وسياسيا باعتبار أن الخليج وأمنه جزء لا يتجزء من مصر وبالتالي سيكون هناك علاقات أمنية موحدة ، وعندما يطلب ذلك من مصر فإنها سترحب بالتأكيد. هل تري أن مجلس التعاون الخليجي يمثل " كوته " داخل الجامعة ؟ لا أري ذلك .. هم بالفعل لديهم رأي موحد لكن لا يوجد انشقاق عن الجامعة العربية. هل سيستمر عدم الانشقاق إذا ما رفعت الجامعة يدها عن سوريا وغضت بصرها عن تدخل اجنبي؟ نعم .. لن يحدث انشقاق لأنه سيكون بالتوافق بين جميع الأعضاء . ماذا عن أثر محاولات التقارب المصري الإيراني علي علاقات مصر بالكويت؟ لا يوجد أي آثار سلبية تذكر لهذا الأمر والجميع يعلم أن أمن الخليج خط أحمر ولن تكون علاقاتنا مع أي دائرة أخري علي حسابه بل وأن يكون هذا التقارب مفيدا للخليج ، نحن ندرك أن إيران دولة فاعلة وقوة إقليميا وبالتالي ليس من مصلحة مصر ان تكون هناك توترات معها ، وكل ما أدعو إليه أن يكون هناك كثير من التأمل والتأني قبل تحديد شكل هذا التقارب مع إيران . بمعني ؟ يجب أن يكون الانفتاح ليس لمجرد التطبيع ولكن لابد أن يكون هناك أسس موضوعة ، وأن يتم تحديد شكل هذا الانفتاح وهو ما تدرسه مصر حاليا بحيث يكون لخدمة المصالح المصرية وكذلك الخليجية دون أن يكون علي حساب اي دولة عربية . بم تفسر هذا الهلع الخليجي من هذا التقارب؟ كان هناك سوء فهم للتصريحات المصرية الحماسية التي أطلقت عقب الإطاحة بالنظام السابق والمفاجأة التي أحدثتها هذه التصريحات للجميع. ماذا عن المحامين الكويتيين المدافعين عن مبارك وأثره علي العلاقات؟ هذا الأمر أخذ اكثر من حجمه لأنه لا يمثل موقفا رسميا أو شعبيا لدولة الكويت بدليل أن هناك محامين آخرين للدفاع عن الضحايا . هل تم إثارة هذا الأمر مع مسئولين كويتين ؟ لم يحدث ولا أستطيع أن أفتحه معهم لأن المحامين لا يمثلون الحكومة الكويتية . ما هو عدد المصريين المتواجدون بالكويت؟ لا يوجد لدينا عدد محدد عن الجالية المصرية في الكويت لكن هناك أرقاما تقديرية تشير إلي أن عدد الجالية يناهز 550 ألف مصري ، لافتا إلى أن الجالية بصفة عامة متميزة وتقوم بدور تنموي في الكويت وتشارك في نهضتها ، كما انها تقوم بدور آخر في نهضة مصر متمثل في أنها من ثاني أكبر الجاليات المصرية في الخارج من حيث التحويلات النقدية من الخارج وهو بلا شك أمر بالغ الأهمية لأي اقتصاد ، وأري أن هذه الجالية بالتحديد لديها وعي قومي بمصر كما أنها علي علاقة قوية بالشعب الكويتي بشهادة أمير الكويت في لقائي به مؤخرا . ماذا عن الروابط المصرية بالكويت ؟ الروابط مقسمة علي أساس جغرافي متصل بالمحافظات المصرية كرابطة المحروسة لأبناء قنا ورابطة النوبة لأهل النوبة والدقهلية وسوهاج وهكذ.ا ألا يؤدي هذا التقسيم الجغرافي إلي تشتيت الجالية ؟ حضرت الي الكويت منذ 3 شهور فوجدت تلك الروابط بهذا التقسيم ولو بيدي الأمر لقسمت تلك الروابط علي أساس مهني للأطباء والمهندسين وهكذا وهذا سيخلق ترابطا بخلاف التقسيم الجغرافي الذي يشكل التكتلات ، وسوف أقوم بالتحاور مع تلك الروابط لعرض الأمر عليهم. ماذا عن مجلس الجالية المصرية بالكويت ؟ المجلس موجود منذ السبعينيات ويضم ممثلي الروابط وبعض الفئات وهو يحتاج إلي تنشيط لدوره الحالي خصوصا أن بعض المصريين يعارضون طريقته ويطالبونه بدور أكثر فاعلية في رعاية مصالح الجالية المصرية . هل هناك تنسيق بين المجلس والسفارة ؟ منذ عامين قام القنصل العام بحل المجلس وتشكيل مجلس آخر وعلي أثر ذلك تواجدت بعض الخلافات مع السفارة وأراه اختلافا في وجهات النظر. هل هناك جاليات أخري في طريقها لسحب البساط من تحت قدمي الجالية المصرية ؟ الدور المصري هنا تنموي والمصري في الكويت ليس له هدف سوي تحسين دخله المادي وليس له أي تدخل سياسي وهو ما يجعله مرحبا به من الجميع هنا. ما هي أبرز مشكلات الجالية ؟ هناك مشكلات مزمنة من ابرزها مطالبة الجالية ببناء مدرسة مصرية لتعليم أبنائهم خصوصا في ظل هذا العدد الكبير ونحن نحاول حل هذه المشكلة لأنه طلب مشروع تماما ، كما تبرز مشكلة أخري متمثلة في العقود زهيدة الثمن التي لا تساوي إنفاق العامل علي نفسه وربما يسافر من مصر وهو يعلم ذلك ويجازف ، بالإضافة إلي ذلك لا توجد أي مشكلات أخري تمثل ظاهرة ، ولا أعتقد أن هناك مصريين مقيمين بالكويت بشكل غير شرعي. كيف تمت الانتخابات البرلمانية للمصريين بالكويت ؟ أفضل ما بهذه الانتخابات بالخارج هي ترسيخ حق مكتسب اصلا للمصريين المغتربين وإحداث تواصل بينهم وبين السفارات ، والجانب السلبى فى الأمر هو عملية الفرز في السفارات لأن الإمكانات البشرية المتاحة محدودة للغاية ومع ذلك قام أفراد البعثة بعملهم علي أتم وجه حتي انهم كانوا يمضون يومين دون نوم ولا راحة ، هذا رغم ان المسجلين في الانتخابات كان عددهم 74 ألف فقط من إجمالي عدد الجالية المصرية وأتوقع ان يزيد هذا العدد عند فتح باب التسجيل مرة أخري في انتخابات الرئاسة. ماذا عن المعوقات والمشكلات ؟ وزارة الخارجية أول مرة تقوم بهذه المهمة وكانت تمثل لنا كابوس حقيقي بسبب ضيق الوقت والإجراءات المعقدة ومع ذلك كانت شبه ملحمة في الكويت ، ولكن كان يجب ان تتم بالبريد الإلكتروني او تتلق اللجنة العليا للانتخابات المظاريف مباشرة بالبريد العادي بالإضافة إلي ذلك كان هناك إصرار من بعض أعضاء الجالية علي الفرز بانفسهم كما كانت هناك مخالفات خارج السفارة باستخدام مكبرات الصوت وتوجيه الناخبين وتم إصراف هؤلاء بعيدا عن مقر السفارة . وماذا عن انتخابات الرئاسة القادمة ؟ لو فتح باب التسجيل مرة اخري ستكون لدي السفارة المصرية بالكويت مشكلات كبري لأن العدد المسجل سيتضاعف وبالتالي سيحدث تكدس اما المقر وهو ما سيحدث مشكلة مع الأمن الكويتي لأنه سيفسر عن تجمهر أكثر من 40 ألف شخص ، ويجب علي مصر أن تراعي هذا الامر خصوصا في الدول المتواجد بها جاليات كبيرة مثل الكويت والسعودية والإمارات ، وأن يتم تقسيم الانتخابات الرئاسية علي محافظات بحيث ينمع التكدس ويتم إنجاز تلك الانتخابات علي 10 أيام علي الاقل إن لم تكن 15 يوما وهذا ليس تنصل من العمل ولكن لأن المطلوب حينئذ سيكون مستحيلا ولن يتم إنجازه ، كما يجب أن يكون وقت الفرز 5 أيام وليس 24 ساعة والأفضل من هذا الأمر هو التصويت الإلكتروني. كانت هناك 3 دول خليجية ترفض في البداية إجراء الانتخابات المصرية علي أراضيها .. هل كانت الكويت من بينهم ؟ لا .