أكد مؤتمر شعبي حاشد عقد في غزة ظهر اليوم بمشاركة مئات الفلسطينيين من مختلف التوجهات والأطياف السياسية والشعبية والعشائرية "أن العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني تاريخية ومتينة وقديمة قدم الزمان والمكان ولا يمكن أن تنال منها نوائب الدهر ومؤمرات المتآمرين". وشدد "المؤتمر الشعبي لحماية وتعزيز ثوابت العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري" والذي نظمته مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني وبمشاركة نخبة من الشخصيات الوطنية والحزبية الفلسطينية والمصرية (عبر الفيديو) على أن مصر هي قلب العروبة النابض وهي قائدة الأمة وقلب الوحدة العربية وأن فلسطين في مركز هذا القلب وأن دور مصر في مواجهة الاحتلال والعدوان هو دور مركزي لا يمكن الاستغناء عنه وهو قدر مصر الذي لا تستطيع الانعتاق منه او التحلل من الالتزام باستحقاقاته. وقال المؤتمر في بيانه الختامي "إن الحفاظ على هذا الإرث التاريخي للعلاقات الاستراتيجية بين الشعبين وما يقتضيه ذلك من تعزيز لاواصر الأخوة والتعاون المشترك يرقى الى مستوى الضرورات الوطنية والقومية الدينية، الأمر الذي يعنى أنه من غير الجائز أن تتأثر علاقة الشعبين وتواصلهما وتعاونهما تأثرا سلبيا بأي متغيرات أو خلافات سياسية، ذلك لأننا لا يمكن أن ننسى تاريخ مصر تجاه شعبنا في فلسطين". وشارك في المؤتمر الذي نظمته "جمعية أساتذة الجامعات في فلسطين" في ذكرى "العدوان الثلاثي على مصر" و"وعد بلفور" المشئوم مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني منها تجمع الشخصيات الوطنية المستقلة، بيت الحكمة، الهيئة الخيرية لإغاثة الشعب الفلسطيني، جمعية مخاتير (كبار السن) فلسطين، التجمع الثقافي من أجل الديمقراطية، نقابة المحامين، مؤسسة تحالف السلام، جمعية الأخوة المصرية الفلسطينية، مركز الاعلام المجتمعي، اضافة الى نخبة من الأكاديميين والمفكرين والمثقفين والوجهاء وممثلي الفصائل وقيادات العمل النقابي والنسائي والأطر الطلابية. وأكد المؤتمر احترام خيارات الشعب المصري وعدم التدخل في شئون الغير، متمنيا لمصر الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، مشددا على أن أمن فلسطين هو أمن مصر الحبيبة، وان أمن مصر هو من أمن فلسطين الغالية، ولا يمكن أن تغمض عين لإحداهما قبل أن تهدأ عين الأخرى وتقر". وأضاف البيان: إن مصر وفلسطين هما شعب واحد وعدوهما عدو واحد، وإن مصر هي سند لفلسطين وان احتلال فلسطين هو إضعاف لمصر وفصل لها عن عمقها العربي، وهذا ما يفسر المواقف المصرية الأصيلة، حيث لم يكن بالإمكان مواجهة الهكسوس بدون مصر، او طرد الصليبيين أو صد المغول بدون مصر، اضافة الى الجهود المصرية في تمكين شعبنا من مواجهة سياسات العدو الصهيوني الغاشم". وتابع: نؤكد للشعب المصري الحبيب أن عدونا وعدوكم هو من قتلنا وقتلكم واحتل أرضنا وأرضكم وهجر أبناءنا وأبناءكم، إنه من قتل أطفالنا في مدرسة الفاخورة كما قتل أطفالكم في بحر البقر، إن عدوكم يا شعب مصر هو إسرائيل التي قتلت عام 1967 الآلاف من الاسرى المصريين". وأكد المؤتمر في بيانه الختامي أن "العلاقة بين مصر وفلسطين يجب أن تستند الى الصراحة والوضوح ونشر الحقائق حول ما يجرى وتبادل المعلومات لتوضيح الحقيقة وقطع الطريق على أي محاولة لتشويه العلاقة بين الشعبين". وبدأ "المؤتمر الشعبي لحماية وتعزيز ثوابت العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري" فعالياته بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم عزف السلام الوطني الفلسطيني والسلام الوطني المصري. وسبق ذلك صدحت أرجاء مركز "رشاد الشوا الثقافي" غرب غزة، حيث مقر المؤتمر الاغاني الوطنية لمشاهير المطربين المصريين ومنها "بالأحضان"، "صورة"، "يا حبييتي يا مصر"، "أحلف بسماها وبترابها". ورفع المشاركون في المؤتمر الأعلام المصرية والفلسطينية، فيما اكتست القاعة باللافتات التي تؤكد عمق العلاقات المصرية الفلسطينية والمصير المشترك الذي يربط بين الشعبين ومنها "مصر وفلسطين.. شعب واحد عدو واحد"، "أنا فلسطيني أحب مصر"، "في كل عصر.. مصر هي مصر"، "من غزة المقاومة الى مصر الأبية. الف تحية"، "مصر درع الأمة وقاهرة الأعداء"، "قوة مصر وعزتها قوة للأمة كلها"، "غزة هي الثغر الحارس لأمن مصر القومي"، ""دم واحد.. مصير واحد.. عدو واحد"، "مصر وفلسطين.. معا نحو القدس".