أعلنت لجنة الانتخابات في المالديف يوم السبت أن الشرطة أوقفت اجراء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة يوم الاحد في خطوة وصفها أنصار المرشح الأوفر حظا بالفوز بأنها تشبه إنقلابا جديدا في حين بدأوا اعتصامات أغلقت مناطق في العاصمة. وانتقدت بريطانيا والولايات المتحدة تأجيل الانتخابات في مجموعة الجزر الواقعة في المحيط الهندي التي تشهد اضطرابات منذ فبراير شباط 2012 عندما أطاحت قوات من الشرطة والجيش ومتظاهرين مسلحين بالرئيس السابق محمد نشيد. وقبل ساعات من فتح أبواب الاقتراع في الانتخابات التي كان نشيد في طريقه للفوز فيها على ما يبدو طوقت الشرطة مقر الأمانة العامة للجنة الانتخابات. وقال مفوض الانتخابات فؤاد توفيق في مؤتمر صحفي "لا يمكن أن نمضي قدما في الانتخابات إذا عرقلتها الشرطة." واضاف أن الشرطة "تجاوزت سلطتها." وقال مراسل من رويترز شاهد الأحداث إن قوات الأمن طوقت منطقة مركزية في مالي عاصمة المالديف تضم مكتب الرئيس والمحكمة العليا بينما أغلق أنصار نشيد الشوارع بالحبال والسلاسل البشرية والدراجات النارية والشاحنات. ونصب آلاف من أنصار نشيد خياما في تقاطعين رئيسيين للطرق حيث بدأوا اعتصاما أصاب العاصمة بالشلل. وشوهد نشيد ورئيس البرلمان عبد الله شهيد وسط الحشد. وقال أحمد خليل "33 عاما" وهو فنان يشارك في الاحتجاج "الشرطة هي المسيطر في هذا البلد. هذا انقلاب." وقال علي محمد مانيك عضو اللجنة الانتخابية "هذا يوم أسود للديمقراطية." وكان نشيد - الذي جاء للسلطة في أول انتخابات حرة في المالديف في عام 2008 - في طريقه للفوز على ما يبدو في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي جرت في 28 سبتمبر أيلول بعد ان احتل المركز الأول في الجولة الأولى التي جرت في السابع من الشهر ذاته. لكن المحكمة العليا ألغت تلك الانتخابات مشيرة إلى حدوث تلاعب في الجولة الأولى على الرغم من اعلان مراقبين دوليين أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة. وأمرت المحكمة فيما بعد باجراء انتخابات جديدة بحلول 20 أكتوبر تشرين الأول واجراء جولة الإعادة بحلول الثالث من نوفمبر تشرين الثاني إذا دعت الحاجة لذلك. وأيدت المحكمة العليا ذلك القرار في حكم صدر في ساعة مبكرة صباح يوم السبت بعد طلب من اللجنة الانتخابية. وتسود حالة من الارتباك حول ما إذا كانت الانتخابات ستمضي قدما إذ لم يوقع بعض المرشحين بعد على سجل جديد للناخبين. وقالت الشرطة إنها لن تدعم انتخابات تجرى "في انتهاك لحكم المحكمة العليا وقواعدها الإرشادية." وشكك توفيق أيضا في إمكانية إجراء الانتخابات قبل نهاية فترة الرئاسة الحالية في 11 نوفمبر. واتصل الرئيس محمد وحيد باللجنة الانتخابية كي تجري مباحثات مع جميع المرشحين لإيجاد وسيلة لإجراء الانتخابات الأسبوع المقبل يوم السبت 26 أكتوبر. وقال حامد عبد الغفور المتحدث باسم حزب المالديف الديمقراطي الذي ينتمي اليه نشيد إن هناك "تفويضا واضحا للمجتمع الدولي للتدخل ولكبح هذه القوى غير الديمقراطية... يجب المطالبة بترتيب مؤقت من خلال التدخل الدولي." وقال دبلوماسي أمريكي في سريلانكا القريبة من المالديف للصحفيين إن الفشل في إجراء الانتخابات "يمثل تهديدا حقيقيا للديمقراطية في المالديف." وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إنه سينظر إلى تأجيل الانتخابات مرة أخرى على أنه "شيء لا يقل عن محاولة إحباط العملية الديمقراطية. وهذا سيقوض الديمقراطية ويؤدي إلى درجة أكبر من الغموض ويزيد حالة عدم الاستقرار ويضر باقتصاد المالديف وسمعتها الدولية." وفاز نشيد -الذي عقد ذات يوم اجتماعا لأعضاء حكومته تحت الماء في ملابس الغطس لتسليط الضوء على مخاطر ارتفاع مستويات مياه البحار- في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التي اجريت في السابع من سبتمبر بنسبة 45.45 في المئة من الأصوات ولم يصل إلى نسبة 50 في المئة التي كان من شأنها حسم الانتخابات من الجولة الأولى.