أشادمظهر شاهين خطيب الثورة المصرية كما لقبه الميدان ، في حواره ل " صدى البلد" بالبرلمان المصري الذي أصبح ظهيراً للثورة و الشعب المصري .. أكد أن السلفيين سيمارسون " فقه الواقع " تحت القبة و أن مفاهيمهم ستتغير لصالح مصر ، رفض شاهين الليبرالية التي تخرج عن عباءة الإسلام .. كما أكد رفضه الخروج على الجيش لأنه – بحسب قوله - الملاذ الآمن لهذا الوطن .. و إلي نصّ الحوار . شاهين يجيب عن أسئلة صدى البلد و قرائها •ياسمين عبد الحميد : لماذا قمت بالتخلي عن المظهر التقليدي للداعية الإسلامي بخلع العمامة و حلق اللحية بعد عملك كمذيع مؤخراً في ال cbc ؟ هذا الكلام يردده فقط من عرفوا مظهر شاهين بعد الثورة ، في حين أني قدمت 1000 حلقة فضائية قبلها منذ 2004 ، لم أظهر بالعمامة في حلقة واحدة ، و أرى أن العمامة لها قدسيتها و كل مكان له هيبته و جلاله و الزيّ المناسب له ، إلى جانب أني غير مضطر للتمثيل على الناس و ارتداء العمامة طلباً لرضاهم ، فمن السهولة أن أرتديها في كل وقت حتى يُشار إليّ بالبنان ، و أكتسب العيش و الشهرة من العمامة ، لكن هذا ليس غرضي . •و ماذا عن المعارضين لعملك بالإعلام و أن هذا يفقدك رصيدك كداعية إسلامي ؟ أنا اشتغل في الإعلام في نفس مجال عملي كداعية و مصلح اجتماعي يبلغ رسالة ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة ، فلم أعمل كمذيع لبرامج رياضية مثلاً ، غير أني لست بدعةً في الإعلام و لست الداعية الإعلامي الأول .. و لكن قد يكون عملي في قناة cbc هو المتسبب في هذا النقد حيث يحكم عليها الكثير بأنها قناة " الفلول " لأن بها مذيعين كانوا محسوبين على النظام السابق .. و أنا أقول إنه بهذا الاعتبار تكون معظم قنوات مصر فلولا ، لأن المنتمين فيها للنظام القديم كُثر ، و لم يكن بينها قناة تعارض النظام بالكامل بما فيها القنوات الدينية . و تابع .. و فيما يخص ال cbc تحديداً فإن الأستاذين خيري رمضان و لميس الحديدي أصبحا بعد الثورة منتمين لها تماماً و يعبران عنها بشكل أو بآخر و يكنون لي كل الاحترام و التقدير و عملهما سابقاً في التلفزيون المصري لا يستدعي وصفهم بالفلول و إنكار دورهم التالي المساند للثورة و إلا فجميعنا بهذا المنطق جزء من النظام القديم . •و ما مفهوم الفلول عند مظهر شاهين ؟ من كان منتمياً للنظام السابق و صار حتى الآن عدواً للثورة هو فلول و كل من ينتقد الثورة لمجرد النقد و الهجوم . ياسمين عبد الحميد : اتهامك بالتحريض في أحداث الوزراء ، ألا يخيفك من التظاهر مرةً أخرى ؟ كلمة " التحريض " كانت من اختراع الصحافة و الإعلام ، في حين تعامل معي قاضي التحقيقات على أني شاهد لا غير ، و بعد هذا التحقيق أصبحت أقوى مما كنت وازددت إصراراً و لن يمنعني أي شيء من نزول التحرير .. و الفلول هم من كان وراء تشويه صورتي ، بل و يلقبوني بالفلول متناسين أن مليونيات التحرير لم تكن لتتفق على شخص يكون خطيباً للثورة على مدار عام ، إلا لأنه معبر عن كافة الأطياف الثورية ، فلا بد أنهم جميعاً وجدوا في مظهر شاهين معبراً عنهم و عن روح و مطالب الثورة خاصة و أن جميع التيارات اختارتني خطيباً للميدان في جمعة " الإسلاميين " 29 يوليو الماضي ، و لكن أعداء الثورة هم من يطلقون الأكاذيب علي لأني أتحدث عن العزل السياسي و إقصاء الفاسدين فأكون بذلك قد لامست موطن الألم داخلهم . •ياسمين عبد الحميد : ماهو تقييمك لأولى جلسات مجلس الشعب المنتخب بعد الثورة ؟ رغم سلبيات الجلسة الأولى إلا أن هذا البرلمان نقطة فاصلة في تاريخ مصر و كون كل أعضائه منتخبون بإرادة شعبية حقيقية أشرف عليها القضاء بشكل محترم و نزيه ، فخرج برلمان هو في الحقيقة يمثل " الظهير الثوري " الذي لن يصمت إذا تكررت من جديد أحداث مثل محمد محمود أو مجلس الوزراء ، خاصة و أنه صوت الشعب بأكمله الذي أعلن في أولى جلسات البرلمان وقوفه مع الثورة و حقوق الشهداء ، و هذا أكبر رد على من قالوا إن الأغلبية الصامتة ضد الثورة . •جهاد نور : ما مدى استعدادك لتولي منصب سياسي في الفترة المقبلة ؟ لن أترشح لأي منصب سياسي في الوقت الحالي ، و أفضل أن أتفرغ لدوري الشعبي على أرض التحرير كداعية إسلامي و هو من الأهمية عندي بحيث لن أسمح لأي دور آخر أن يأخذني منه . •جهاد نور : لماذا لم ترشح نفسك في البرلمان ؟ و هل موقفك ديني أم سياسي ؟ لا أريد أن يقولوا، إن مظهر شاهين وقف مع الثورة لتحقيق مكاسب شخصية ،مع العلم أنه قد عرضت عليَ العضوية أو أن أكون من المؤسسين في العديد من الأحزاب بعد الثورة و مع احترامي للجميع فقد رفضتها و سأرفض أي منصب يعرض عليَ الآن و لا أريد من هذه الثورة أي شيء إلا أن تعي بأني ثائر لأجل الوطن و حقوق الشهداء و المصابين ، و لا أريد أي شيء لنفسي الآن . •و هل من الوارد أن تقبل منصباً سياسياً في المستقبل ؟ كل شيء في الدنيا قابل للتغيير حتى طريقة التفكير ، أتحدث عن عقيدتي الآن التي قد تتغير في المستقبل و قد يتغير المجتمع و يفرض علي وضعاً كنت أرفضه من قبل . و لكن الآن يكفيني ما أعطته لي مصر ، فلم أتخيل يوماً أن أكون ثوريا و لا مشاركا في التغيير و لا أن أكون خطيب الثورة . •جهاد نور : مامدى ثقتك في برلمان الثورة ؟ كبيرة جداُ و ثقتي به نابعة من ثقتي في الشعب المصري الذي جاء به . •و ماذا عمن يصفون الشعب بالجهل في اختياراته ؟ للأسف من يرددون هذا الكلام، هم أنفسهم من نادوا طويلاَ بأن الديموقراطية تعني ما يأتي به الصندوق ، فلا ينبغي أن نجهل الشعب على الإطلاق لأنه اختار الإسلاميين لأن هذا منتهى الفصام في الشخصية . •ماهو الحد الفاصل بين دورك كشيخ و إمام مسجد و بين دورك كسياسي ؟ ليس هناك خط فاصل ، أنا في المسجد أنادي بالإصلاح و في الميدان كذلك ، و لن أتراجع عن هذا الدور و لن أعود إلى القفص الذي كنت فيه . •محمد متولي بركات : ماهو تاريخ مظهر شاهين النضالي ضد النظام السابق ؟ شأني كشأن معظم المصريين لم يكن لي أي تاريخ نضالي ضده ، و في الوقت ذاته لم أستفد منه و لم أكن تابعاً أو موالياً له ، ، وكنت شخصا عاديا "أمشي جنب الحيط" ، و كنا نصدق ما يتردد عن استقرار البلد و أكاذيب النظام القديم ، و نرددها أحياناً و كنا خائفين بقيام الثورة التونسية و اعتقدنا أن مصر ستسقط لو ثارت ،و عندما قامت الثورة خرجنا و حملنا المسئولية و تخلصنا من الخوف و الجبن . •إصرار الثوار على تسليم السلطة لمجلس الشعب ألا يعرض العلاقة بين الشعب و الجيش للخطر ؟ من يطالب بتسليم السلطة محق في طلبه، لأن الجيش وعد بتسليمها بعد 6 أشهر و لم يفعل ، و لكن أؤكد على أن هذا الطلب حباً في الجيش و حفاظاً على العلاقة بينه و بين الشعب . •حازم كمال : على أي قاعدة شرعية ناديت "بحي على الجهاد" ضد الجيش و هل الاقتتال مع المسلم مهما كانت الخلافات السياسية، جهاد أم فتنة ؟ من يردد هذه الكلمات لم ينزل للميدان و لم يستمع لخطبي التي كنت أكرر فيها إن الجيش خط أحمر ، و كانت لا تخلو من المحاولات بالتهدئة و الصلح ، فأنا أول من عقد هدنة بين الشرطة و الشعب في محمد محمود ، و كنت أقوم بتسليم بعض جنود الشرطة لرؤسائهم بعد القبض عليهم في الميدان و الاعتداء عليهم ، و أنا قمت أيضاً بتسليم بعض أفراد القوات المسلحة بعد أن تم حصارهم داخل عمر مكرم. •طارق موسى : ما رأيك في الخروج علي الجيش إن كان باغياً ؟ نرفض بكل قوة الخروج عليه لأنه الحصن و الملاذ الآمن لهذا الوطن . •و ماذا عن الخروج على " المجلس العسكري " ؟ ليس هناك خروج على المجلس و إنما هي فقط خلافات في الرأي لا تعني في النهاية الدخول في صدام . •و هل ينفصل الجيش المصري عن مجلسه العسكري ؟ نعم ينفصل و المجلس يقوم بدور استثنائي هو إدارة العملية السياسية في البلاد و نحنُ إن طالبناه بالعودة إلى ثكناته فلحرصنا على أن لا تطول المدة و يتسع المجال لمثيري الوقيعة بينه و بين الشعب ، فنحن أحرص على الجيش ممن يزايدون علينا ، و أنا أتمنى لو أن يتم تسليم السلطة قريباً . •جهاد نور : ألا ترى أن دورك بعد الثورة فيه خلط للدين بالسياسة ؟ عدم خلط الدين بالسياسة هي أحد أكاذيب النظام السابق التي صدقناها و رددناها ، فهم كانوا يسعون سعيهم لإقصاء الدين عن الحياة في مصر و إبعاد المشايخ عن الحكم في مصر ، و نعم هناك سياسة في الدين إذا كان بمعنى الإصلاح و محاربة الفساد ، فأنا دوري أن أعلم الناس الإيجابية و ترك السلبية و أن الساكت عن الحق شيطان أخرس و أن أوعيهم بأمور دينهم وأنها وثيقة الصلة بالحياة .. إن كانت هذه هي السياسة فنعم انا رجل سياسي بهذا الدور ، نحن فقط تركنا مهمة الأنبياء في الإصلاح و تكلمنا طوال الوقت في بعض الفضائل و النواهي . •و لكن هذا رأي نماذج كثيرة من المثقفين و الليبراليين أيضاً ؟ إذا كانت السياسة تعني أن أعي مصلحة بلدي و أعبر عنها و أحارب الفساد و أصلح المجتمع ، فهذا صلب الدين بشهادة النصوص الدينية ، أما السياسة بمعنى "لي ذراع" الدين و لي النصوص الدينية لتحقيق مكاسب أو أمجاد سياسية فهذا أمر لا يعرفه الدين . •و ماذا ترى هل حدث ذلك أو تتوقع حدوثه في مصر ،خاصة بعد أن أصبح التيار الإسلامي مهيمنا على البرلمان ؟ لم يحدث و بالعكس أنا أرى أن دخول بعض الإخوة السلفيين في العملية السياسية سيغير بعض المفاهيم لديهم حسب مجريات الأمور لصالح مصر ، و سيمارسون "فقه الواقع" ، بدليل أنهم أصبحوا يمارسون السياسة التي كانوا يحكمون عليها بالكفر. •وما رأيك في الليبرالية التي ينادي بها الليبراليون في مصر ؟ أؤمن بالليبرالية التي تعني مدنية حديثة ديمقراطية بها تعددية سياسية، وليس للدين سلطان عليها بمعنى أن يكون لها مرجعية مثل النظام الإيراني وحزب الله، أما إن كانت تعني الحرية المطلقة و الخروج من عباءة الدين والخروج على قواعد الإسلام فأنا أرفضها تماماً . •بعض أهالي الشهداء يهددون باقتحام المركز الطبي العالمي .. ما رأيك ؟ أرفض هذا التصرف و أرفض كل ما فيه اعتداء و عنف و اقتحام ، و أرى أن نستمر في ثورتنا مع انتظار حكم القضاء ، و أنا أثق أنه لن يخذل الشهداء. •كيف سيكون موقفكم مالم يصدر الحكم بالإعدام على الرئيس السابق و هل ستكون راضيا؟ أثق بأن " الله " لن يجامل أحداً ، أما مسألة الرضا فهي قلبية ، و قلبي ينادي بالقصاص للشهداء و أن تتحقق العدالة . •ميرفت قدري : ماهي مواصفات الرئيس القادم من وجهة نظرك و هل تريده رجلا عسكريا أم مدنيا ؟ أريده مدنيا له تاريخه السياسي أو العملي المُشرّف ، و يكون عليه توافقاً اجتماعياً و يقف على مطالب الثورة و يحقق النزاهة و العدالة بكل أشكالها في مصر . •إذا ترشح أحدهم عن التيار الإسلامي لرئاسة الجمهورية ، فهل يذهب إليه صوت مظهر شاهين ؟ المعيار الوحيد عندي سيكون الكفاءة ، فقط .