إسرائيل تزعم بداية مرحلة جديدة.. وتواصل الحرب ضد الفلسطينيين الأبرياء

تواصل إسرائيل تكثيف هجومها البري في وسط وجنوب قطاع غزة، حتى في الوقت الذي يقول فيه المسؤولون الإسرائيليون إن القوات ستنتقل إلى مرحلة جديدة من القتال.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلية ضربات ودفعت قواتها البرية إلى مناطق كانت قد حثت المدنيين في السابق على إخلاءها.
وتظهر الإحصاءات الفلسطينية أن واحدا من كل 100 شخص في غزة قُتل منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
يأتي ذلك في الوقت الذي يقوم فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بسلسلة من المحطات في الشرق الأوسط وسيلتقي بمسؤولين إسرائيليين يوم الثلاثاء. وستكون هذه زيارته الخامسة منذ هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حماس.
وقبل هبوطه في تل أبيب، زار كبير الدبلوماسيين الأمريكيين الدول العربية الأخرى المشاركة في محادثات حول وقف إطلاق نار إنساني محتمل وإطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والأردن وقطر.

الغارات مستمرة في التصاعد
قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مدينة خان يونس الجنوبية ب 30 غارة ليل الاثنين. وأصدر الجيش عدة أوامر إخلاء يطلب فيها من المدنيين مغادرة معظم المنطقة.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية التي تديرها حماس في غزة يوم الأحد إن ما لا يقل عن 22835 فلسطينيًا قتلوا وأصيب 58416 آخرين في غزة منذ 7 أكتوبر. كما اعترض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي عدة صواريخ أطلقت من داخل غزة.
وفي ضواحي البريج وسط قطاع غزة، سويت بعض المباني بالأرض أو انهارت جزئيًا، والبعض الآخر مثقوب بالرصاص أو ملوث بالدخان.
ولا يمكن العثور على المدنيين في أي مكان. كما أظهر الجيش الإسرائيلي للصحفيين فتحات ما قال إنه نظام أنفاق تابع لحماس يؤدي إلى منشأة لتصنيع الأسلحة فوق الأرض وتحتها.

قال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس في مقابلة مع محطة إخبارية إسرائيلية يوم الاثنين إن القيادي الكبير في حزب الله وسام الطويل قُتل في غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار على سيارته في جنوب لبنان. ويأتي ذلك بعد هجوم أسفر عن مقتل زعيم حماس صالح العاروري في جنوب بيروت الأسبوع الماضي، ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنه.
وتبادلت إسرائيل وحزب الله منذ ذلك الحين الضربات خلال اليوم الماضي، بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الأعمال العدائية في أكتوبر. بشكل منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل ناشطا من حركة حماس في سوريا، قال إنه كان شخصية محورية في إطلاق الصواريخ من سوريا باتجاه إسرائيل.
المرحلة التالية من الحرب
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن القوات الإسرائيلية ستتحول من 'مرحلة المناورة المكثفة في الحرب' إلى 'أنواع مختلفة من العمليات الخاصة'.
وضغطت الولايات المتحدة على المسؤولين الإسرائيليين في الأسابيع القليلة الماضية لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين وتنفيذ المزيد من الضربات الإستراتيجية. وقال بلينكن إنه سيحث الحكومة الإسرائيلية 'على الضرورة المطلقة لبذل المزيد لحماية المدنيين' في غزة خلال اجتماعاته في البلاد يوم الثلاثاء.
بلينكن في الشرق الأوسط
قبل توجهه إلى إسرائيل، ناقش بلينكن الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في غزة مع ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء محمد بن سلمان يوم الاثنين، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية التي تديرها الحكومة. إن المخاطر التي تنطوي عليها رحلة بلينكن كبيرة حيث وقف حلفاء أمريكا خلف إسرائيل في بداية الحرب، لكنها أصبحت خطيرة مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة.
وقال البيت الأبيض إن نائبة الرئيس كامالا هاريس تحدثت أيضًا مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ يوم الاثنين حول "الجهود المبذولة لمنع انتشار الصراع في غزة إلى المنطقة الأوسع، بما في ذلك لبنان والبحر الأحمر".
موقف ما بعد الحرب
إن إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة هو موقف 'صريح ورسمي لا لبس فيه' وليس موقف إسرائيل، حسبما قال هرتزوغ لشبكة NBC يوم الأحد. ويأتي ذلك بعد أن دعا بعض أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي إلى التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع.
كما انتقد بلينكن التصريحات، قائلاً إنه يجب السماح للمدنيين الفلسطينيين 'بالعودة إلى ديارهم بمجرد أن تسمح الظروف بذلك' و'يجب عدم الضغط عليهم لمغادرة غزة'.