في البداية مازلت أنوه وأؤكد على أن الجهد المبذول في مسلسلات شهر رمضان المنقضي هو جهد طيب، ينطوي على مخاطرة كبيرة، لاسيما مع وجود احتمالات مجتمعية وسياسية قاهرة تكاد تنسف عملية عرض هذه الأعمال، أضف إلى ذلك أن كثيرا من هذه الأعمال الدرامية جاءت تنتقد وبعنف ومن دون مواربة النظام الفاشي الذي كان جاثما على صدور المصريين وقت إعدادها للعرض، كما أن فرص التسويق كانت ضعيفة للغاية تجعل من الإقدام على إنتاج أعمال درامية ضخمة بهذا الحجم والمستوى تكاليف انتاج بعضها يبلغ عشرات الملايين من الجنيهات كان يجعل منها مخاطرة قد تسبب اهتزاز كيان العديد من شركات الانتاج. ولكن لأنه ليس بالنيات وحدها نصنع فن نظيف، راق، يلبي إحتياجات، ويشبع أذواق الأسرة المصرية والعربية، فاننا نسجل هذا السقوط المشين لبعض مسلسلاتنا في شتائم وعبارات لا تليق ولا يستحقها البيت المصري والعربي على الاطلاق، وهذا لا يمنع وجود مسلسلات التزمت بالحد المرضي لرقي الحوار، يأتي في مقدمتها مسلسل " الداعية " لكاتب النص والحوار المهذب الدكتور مدحت العدل، على الرغم من أن بعض شخصيات المسلسل، تحرض على هذا الخروج عن النص ببيئتها وثقافتها. ولكن أن يقع في الفخ نجوم كبار لهم شعبيتهم ومشاهديهم وهم بالملايين، فهذا هو الخطر الأعظم. والمثير أن بعض هذه المسلسلات إستطاعت أن تكسب ود المشاهد وإعجابه، على الرغم من الأذى الذي سببته هذه المسلسلات الذي سببته لهم بعض مشاهدها ولست أتمنى بأثر رجعي أي تدخل من جهات رقابية فنية فالفنان يحدد بصلته بنفسه وكان لافتا للنظر في سابقة تستحق الرصد أن تحمل تترات بعض المسلسلات تحذيرات واضحة من الألغام المتحركة التي سوف تصادفهم عبر مشاهدها، وكان هذا في حد ذاته جديدا على البيت المصري، وإذا كانت التحذيرات موجهة أساسا لحماية الطفل، إلا أن ملايين النساء وجدن أنفسهن يطلبن الحماية لما أصابهم من خدش لأذواقهن وحياءهن لما استمعوا له " من ألفاظ وعبارات لم تكن مستعملة من قبل " ولم تعرف طريقها سابقا إلى البيت المصري، خاصة أن الخروج لم يكن بالشتائم فقط بل كان " شتيمة وضرب ". ولايمنع هذا من أن بعض المسلسلات كانت تحمل خاتم الجودة، تتصدرها مسلسلات: الداعية خاصة بالحوار الأقرب إلى الشاعرية المنسابة بتفوق مذهل من هاني سلامة وريهام عبد الغفور، ثم يأتي مساسل " موجة حارة بآداء إستثنائي من نجومه وعلى رأسهم صاحب القصة الأصلية رائد الدراما التليفزيونية الحديثة الراحل أسامة أنور عكاشة وكاتب السيناريو والحوار الذي كان أمينا على قطعة الألماظ التي في بين يديه، ثم النجم العبقري إياد نصار الذي أتوقع مدى الارهاق الذي أصابه بعد هذا التجسيد والتقمص الكامل الذي عايشه مع شخصية ضابط المباحث وظيفة وانسان، والآداء المبهر للنجمات معالي زايد، هنا شيحا وهالة فاخر. وفي مسلسل " فرح ليلى " سعدت بالحضور المميز للفنان عبد الرحمن أبو زهرة وبعض شباب النجوم، أما ليلى علوي ويسرا ، فقد أديتا ببراعة ونضج، وبخبرة السنين استطاعا أن يقدما السهل الممتنع وأن يقودا فريقي العمل بحنكة ومهارة. أما عن الأفضل في دراما رمضان 2013. أفضل ممثلة: معالي زايد، تليها ريهام عبد الغفور ثم هنا شيحا بالتساوي مع دنيا سمير غانم " الكبير قوي " أفضل وجه جديد: رحمة حسن أفضل شارة " تتر ": الكبير قوي أفضل مسلسل: موجة حارة / الداعية أفضل ممثل: إياد نصار/ هانس سلامة أفضل قصة: الراحل أسامة أنور عكاشة أفضل كاتب سيناريو: د. مدحت العدل " الداعية " / موجة حارة [email protected]