كشف الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في بيروت، أن السلطات اللبنانية أغلقت قبل 3 أيام الحدود وبشكل كامل في وجه الفلسطينيين المقيمين في سوريا. وأوضع فادي الطيّار في حديث مع مراسلة الأناضول أن "حوالي 100 شخص موجودون حاليا على الحدود السورية وهم غير قادرين على دخول لبنان وقد غادر عدد آخر الحدود عائدين للداخل السوري". وأكّد الطيار أن "الأونروا" تتابع الموضوع وعلى اعلى المستويات لتحديد الأسباب الكامنة وراء هذا الاجراء علما أن لبنان يستضيف أكثر من 92 ألف فلسطيني نزح من سوريا إليه جراء الأزمة العاصفة هناك. ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش برفض السلطات اللبنانية السماح لمعظم الفلسطينيين الهاربين من سوريا بدخول لبنان. وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان، ومقرها نيويورك، في بيان صادر اليوم الجمعة وصل مراسلة الأناضول نسخة منه إن "الحكومة اللبنانية بدأت في 6 أغسطس 2013 بمنع الفلسطينيين القادمين من سوريا من دخول البلاد". وأوضحت أن "منع طالبي اللجوء من دخول البلاد انتهاك لالتزامات لبنان الدولية"، مشيرة إلى أن "أسراً بأكملها، بينها أطفال ومسنون ومرضى" عالقون على الحدود. وطالبت المنظمة الحكومة اللبنانية "بسرعة إلغاء قرارها منع دخول الفلسطينيين القادمين من سوريا"، مضيفة أن "لبنان يرفض دخول هؤلاء دون مراعاة للمخاطر التي تتهددهم". ويقيم نحو 500 ألف فلسطيني في سوريا، وخاصة في مخيم اليرموك، جنوبي دمشق، كما يقيم حوالي 450 ألف فلسطيني في 12 مخيما موزعا على الأراضي اللبنانية. ومنذ بداية الأزمة السورية مارس/ 2011، قدّم الأمن العام اللبناني تسهيلات للوافدين السوريين، حيث كان يسمح لهم بدخول لبنان مهما كانت نوع الوثائق التي يحملونها(هوية، جواز سفر، دفتر عائلة، وثيقة.....). وكانت نقطة المصنع الحدودية (شرقي لبنان) تشهد حركة نزوح عالية. لكن قبل أكثر من أسبوعين أصبح الأمن العام يمارس سياسة التشديد على الوافدين، حيث لا يسمح بالدخول إلا لمن لديه هوية أو جواز سفر. وكان عضو "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" محمد سرميني قال إن "النظام السوري بدأ خطوات عملية لنقل عدد من اللاجئين السوريين في لبنان إلى مخيم في منطقة الصبورة بالعاصمة السورية دمشق". وأوضح سرميني، في حديث مع مراسل وكالة "الأناضول" في وقت سابق، أن النظام السوري "يُعد لإنشاء أكثر من مخيم داخل سوريا لجذب اللاجئين من الدول المجاورة لسوريا إلى هذه المخيمات". ومضى قائلا: "ولهذا الغرض التقى نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في سوريا قدري جميل قبل 3 أيام وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور في بيروت؛ ما قد ينتج عنه محاولات تضييق على السوريين لحثّهم على المغادرة إلى المخيمات التي يقيمها النظام داخل سوريا." وأعلن وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وائل أبو فاعور، أن حكومة بلاده اتفقت على "مجموعة إجراءات تدخل في إطار حماية سيادة الدولة اللبنانية وحماية النازح السوري وحماية المواطن اللبناني والعلاقة اللبنانية - السورية". وأضاف الوزير اللبناني في الوقت نفسه أن "اللاجئ السوري مرحب به في لبنان، ولكن هناك قوانين يجب الالتزام بها". ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان، بحسب الموقع الرسمي لمفوضية شؤون اللاجئين على شبكة الإنترنت، 676 ألف لاجئ. فيما تقول السلطات اللبنانية إن عددهم الفعلي (أي المسجلين وغير المسجلين) يفوق المليون ومئة ألف لاجئ سوري.