يقوم المجلس الذي يرأسه وزير الأوقاف والشؤون الدينية ومفتي السلطنة والقضاة والمشائخ في عمان باستطلاع هلال رمضان، كما أن هناك لجانًا في جميع ولايات السلطنة تتكون من الوالي والقاضي، فإذا ثبتت رؤية الهلال يتم الإعلان عنها في جميع وسائل الإعلام. وتبدي الحكومة العمانية اهتمامًا كبيرًا بالتيسير على مواطنيها من العاملين في الجهات والمؤسسات الحكومية، حيث يقتصر الدوام الرسمي أثناء شهر رمضان على 4 ساعات بدلاً من 6 ساعات وهي مواعيد العمل اللائحية، والقانونية المتفق عليها في كل الجهات التابعة للدولة أو الحكومة العمانية. المجتمع العماني لا يبحث عن الجانب المادي لرمضان، وإنما يبحث عن الجانب الروحي، فلا يتنافس فيه الأفراد على الأسواق من أجل الشراء والبحث عن الطعام. تستقبل السلطنة وفودًا كثيرة من المفكرين الإسلاميين من جميع الدول العربية والإسلامية، وتعد لهم برامج لتوعية المواطن والمقيم في السلطنة بفضل رمضان المعظم وكيفية استثماره والفوز به، إلى جانب المحاضرات المتنوعة في الكم والكيف والتي تنمي الوعي داخل الأفراد. ومن بين مظاهر التكافل والتضامن الاجتماعي بشهر رمضان في عمان أن العائلات الثرية تستضيف العديد من البسطاء على موائد الرحمن التي ينظمونها كل عام طوال الشهر، حيث تنصب سرداقات هذه الموائد الكثيرة في عدد كبير من المساجد في كل ولاية، فتوزع أطعمة ومأكولات ومشروبات يتبرع بها الأغنياء والقادرون وأهل الخير، وعندما يؤذن المؤذن يفطر الناس المتجهون للمسجد لأداء الصلاة فقط على التمرات واللبن ومن ثم يصلون المغرب ثم يذهبون إلى بيوتهم ليكملوا طعام إفطارهم، أما الذين يتناولون الطعام في موائد الرحمن فيبقون في المساجد. بعد أداء صلاة العشاء والتراويح تقام المحاضرات حتى الساعة 11 أو الساعة 12 ليلاً وبعدها يذهب كل فرد إلى منزله لتناول بعض الوجبات الخفيفة. كما تنفذ الهيئة العمانية للأعمال الخيرية برنامجًا سنويًا تطلق عليه (إفطار صائم)، حيث تقوم بتوصيل المواد الغذائية إلى مراكز التوزيع في مناطق ومحافظات السلطنة، وذلك اعتبارًا من أوخر أيام شهر شعبان. لرمضان في سلطنة عمان خصوصية متميزة ترجع إلى سنوات بعيده نابعة من اعتزاز الشعب العماني باعتناقه الدين الإسلامي الحنيف. «القرنقشوه» من العادات الرمضانية المعروفة هناك، وفي إطارها يحتفل الاطفال بليلة النصف من شهر رمضان المبارك حيث ينتقلون من دار إلى دار يتوقفون أمامها يغنون طلبًا للحلوى وهم يضربون إيقاعًا ثنائيًا بسيطا على عبارة «قرنقشوه.. قرنقشوه.. اعطونا شوية حلوى»، يؤدي الأطفال ايقاع هذه العبارة الغنائية بقرع صدفتين من أصداف ساحل البحر، وقد اكتسب هذا الاحتفال اسمه «قرنقشوه» من صوت احتكاك السطح الخارجي للصدفتين، حيث تكثر البروزات والضلوع التي تحدث صوتًا يشبه كثيرًا منطوق كلمة قرنقشوه. ومن الأمور التي تشتهر بها غالبية القبائل في سلطنة عمان تلك المجالس التي يعقدها مشايخ وزعماء القبائل، يتحدثون فيها في مختلف الأمور الدينية والاجتماعية، كما يفضل الغالبية العظمى من الأطفال والشباب خلال فترة المساء وتحديدًا بعد أداء صلاة التراويح التجمع في حلقات ليتسامرون ويتناقشون. أما بالنسبة للأندية الرياضية ومراكز الشباب العمانية فتتحول خلال شهر رمضان الكريم إلى خلية نحل تمتلئ بالنشاط والحركة والحيوية، فتتنوع بها الانشطة الدينية، والثقافية، والروحية، وتعقد فيها الأمسيات الشعرية، كما يجدها الأدباء والشعراء من الشباب فرصة جيدة لالقاء عددا من قصصهم القصيرة وأشعارهم وابداعاتهم التي يتولاها آخرون بالنقد والتحليل من الناحية الفنية. العشر الأوآخر في رمضان يتمسك بهم الجميع في سلطنة عمان فيكثرون من ذكر الله.. ويحرصون على ختم القرآن من خمس إلى عشر مرات. أما ليلة القدر فليس لها أي طقوس خاصة، فمن رزقه الله رؤيتها حظي بها، ومن لم يرزقه الله تعالي فيتحراها في السنين القادمة.