كانت مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، والملقبة ب "العاصمة الاقتصادية لفلسطين" ، حتى بداية شهر رمضان، تعاني ركوداً في أسواقها، فيما أقفل عديد من التجار محلاتهم في أسواق البلدة القديمة في المدينة، بسبب الوضع الاقتصادي القائم من جهة، ومضايقات المستوطنين الإسرائيليين الذي يعيشون في البلدة القديمة بالمدينة، من جهة أخرى. وما إن يبدأ رمضان، حتى تعود الحياة من جديد للمدينة وسكانها، وتمتليء الأسواق بالبضائع، فيما يعيد التجار فتح أبواب محالهم المغلقة طيلة أيام السنة، وتصبح كل حارة في المدينة موطيء قدم للمتسوقين، الذي يجيئون من مختلف مدن الضفة. وعلى الرغم من سياسة الإغلاق والتهويد التي تمارسها إسرائيل بحق المدينة خاصة في شهر رمضان، إلا أن الحضور اللافت لأهالي المدينة وسكان الضفة في أسواقها يصعب الأمر على الجيش الإسرائيلي الذي يتواجد بكثافة لحماية المستوطنين وحركتهم في الأسواق. وعلى عكس المدن الأخرى، فإن أسعار السلع في المدينة تشهد انخفاضاً، خاصة في البلدة القديمة، بحيث تنخفض أسعار بعض السلع نسبة 30٪ عن أسواق المدن الأخرى، كخطوة من تجار البلدة وعدد من الشركات الكبيرة لتشجيع السكان لارتياد هذه الأسواق، بحسب رئيس غرفة تجارة الخليل محمد حرباوي. وقال حرباوي خلال حديث مع وكالة الأناضول للأنباء، إن توافد الناس إلى الحرم الإبراهيمي الشريف في رمضان لأداء الصلاة والشعائر الدينية فيه، أعطى الأسواق حركة لا توجد في أوقات أخرى من السنة، "ونحن نستغل هذا الموسم الذي يستمر شهراً للترويج لمدينتنا وبضاعتنا بأسعار مخفضة". ويقول رئيس الغرفة، إن نحو 35٪ من البضائع المعروضة للبيع في السوق هي صناعة محلية بامتياز، مشيراً إلى وجود أكثر من 400 شركة ومصنع، تتوزع إلى قطاعات الأغذية، والمشروبات، والألبسة والأحذية، والصناعات الحرفية. وتتعرض أسواق المدينة لحملة مداهمات ومضايقات يمارسها المستوطنون بدعم من الاحتلال الإسرائيلي، بهدف تهجير سكان البلدة القديمة في المدينة، حيث يبلغ عدد المستوطنين في البلدة نحو 1000 مستوطن، استولوا على منازل السكان الواقعة فوق المحال التجارية العربية. وطالب التاجر عبد الحفيظ أبو اسنينة الجهات الرسمية الفلسطينية، بتقديم تسهيلات تجارية للمستثمرين، وذلك بهدف تثبيت السكان في بلداتهم وحاراتهم في المدينة، "كالإعفاءات الضريبية على بعض المنتجات المحلية، وخاصة صناعة الجلود التي تشتهر بها الخليل". وقال، "باستثناء شهر رمضان، فإن باقي شهور السنة نعاني خلالها ركوداً، بسبب تخوف السكان من الخروج والتعرض لمضايقات المستوطنين، لكن التسهيلات التجارية تجعل الحركة أكثر كثافة، بالتالي إعادة القوة الاقتصادية للسوق والمدينة".