يتميز شهر رمضان عن باقي أشهر السنة بمأكولاته وحلوياته العربية التي يتهافت عليها الصائمون، لتعويض ما فقدوه من نهار رمضاني طويل ابتلع ما يملكونه من طاقة. وفي لبنان تختلف الأطباق وتتنوع بين منطقة وأخرى حلويات تظهر خلال الشهر الكريم وتختفي بعده، وهناك من يبقى من الأطباق موجوداً حتى يُحلّي أبناء المدينة طيلة شهور السنة. في بيروت تحديداً حلويات رمضان تتنوع بين القطايف والكلاج وحلويات خاصة تبقى سراً خاصا لكل محال. والكلاج أو جلاش، كما تنطق في مصر، يقول البعض إنها تركية الأصل وهي إحدى الحلويات التي تشتهر بها بلدان كلبنان وفلسطين ومصر وسوريا تتكون من رقائق عجين البقلاوة التي توضع في قشطة المطبوخة، ومن ثم تطهي داخل الزيت الساخن. في شوارع لبنان محال الحلويات تنقل بعض عدتها إلى خارج عتبة محالها، ويبدأ معلم الحلويات يستعرض مواهبه بصناعة أشهى الأنواع في بسطته الصغيرة على مرأى من عين المارة، ويمتعهم برائحتها الغنية التي تفوح في المكان متسللة الى أنوفهم دون استئذان فارضة عليهم شراء البعض منها إذ يعطي انتشارها في الشوارع إلى جانب بائعي العصائر مشهدا رمضانيا مميزا في سهرات هذا الشهر الكريم. وللقطايف كذلك أصلها وفصلها، هذه الأكلة التي انتشرت في بلاد الشام ومصر تعتبر من أطباق الحلويات الرئيسية خلال الشهر الكريم، وللقطايف طرق تحضير مختلفة، فهناك من يلجأ الى أكلها نيئة بما يعرف بالقطايف العصافيري وهناك من يأكلها مشوية أو مقلية في الزيت، أما الحشوة فتتنوع بين جبنة، وقشطة، وجوز إذ تعتبر هذه الأكلة روح الشهر الكريم. في مدينة طرابلس (شمالي لبنان) للحلويات قصة مختلفة، أنواع لا تعد ولا تحصى وأطباق لا يمكن الحصول عليها إلا عند محال حلويات المدينة، زحمة غير اعتيادية تشهدها المحال طوال الشهر الكريم لشراء الحلويات الرمضانية وبينها (المعكرون ، الحلاوة بجبن، العثملية ، زنود الست، ورد الشام). المعكرون يعتبر من الحلويات الخفيفة والمشبعة بالسكر إذ أن مكوناته تقتصر على عجينة منكهة ومغمورة بالقطر. للأطباق المصنوعة من القشطة طعم آخر والطلب عليها يزداد بشكل لافت في جميع المناطق، نذكر من هذه الأطباق العثملية وهي عبارة عن شعيرية يتم فردها على شكل دائري وبداخلها قشطة وتحمص بالفرن، وهي أكلة معروفة في كثير من الدول العربية. ورد الشام وهي حلوى سورية الأصل وصلت حتى شمال لبنان إذ لا يمكن العثور عليها في باقي المناطق وهي عبارة عن رقائق يتم وضع بداخلها قشطة وعلى وجهها القطر. ويقول محمد هرموش، صاحب إحدى محال الحلويات في مدينة طرابلس (شمالي لبنان)، لمراسلة الأناضول: "شهر رمضان له خصوصية غذائية لا يمكن الاستغناء عنها إذ تنتشر حلويات خاصة بالشهر الكريم كزنود الست، ورد الشام، كنافة، عثملية، أي بشكل عام تلك المصنوعة من القشطيات". وأضاف هرموش : "هذه الحلويات خاصة بالشهر الكريم، ولا تصنع في بقية شهور السنة إذ أنها تختفي مع انتهاء الشهر الفضيل".