"القطايف" أشهى وأشهر الحلويات الرمضانية، شهدت فترات ازدهار لغلاء أسعارها واقتصارها على موائد الملوك والأثرياء، مما جعلها تظهر في قصائد الشعراء المرفوعة إلى الحكام لتخفيض ثمنها بل ودخلت معارك شعرية ساخنة مع الكنافة بدواوين الشعر العربي. ورغم أنها صنعت لأول مرة في بلاد الشام احتفالا بأول ابنة لحلواني بالقدس إلا أنها انتشرت في مختلف الدول العربية، وتطورت في طرق إعدادها وأشكالها وأحجامها عبر التاريخ. قطايف الشام ظهرت "قطايف رمضان" لأول مرة بمدينة القدس في أوائل القرن ال20، وارتبط ظهورها بحكاية طريفة حيث ابتكرها حلواني شامي كان يعيش مع زوجته في القدس وطالما تمنى أن يرزق بمولود منها يملأ عليهما حياتهما الهادئة ويكسر رتابتها، ورغم رضائهما لم يكفا عن الدعاء بأن يحقق الله لهما هذه الأمنية. وأخيرا استجابت السماء بعد 15عاما من الزواج بين الرجاء واليأس، وحملت زوجة هذا الحلواني لتنجب مولودة جميلة في أول يوم من رمضان، وبحكم المهنة وتحت تأثير الفرحة العارمة، بادر والدها بابتكار نوع جديد من الحلويات ليوزعها على المهنئين في "السبوع"، وعندما قدمه لهم أُعجبوا به وبطعمه اللذيذ وحين سألوه عن اسم هذه الحلويات، قال لهم سوف اسميها "قطايف" ومنذ هذا الحادث السعيد انتشرت القطايف في أحياء القدس وطلب الناس منه إعدادها لهم في مطعمه الخاص، ومع الأيام أصبحت حلويات لذيذة تصنع في رمضان فقط بجميع مخابز الحلوى. وتطورت من موادها الخام عدة أنواع، فهناك أطباق القطايف الحاذقة مثل قطايف بالجبنة والبقدونس وباللحمة المفرومة وبالدجاج والجبن الشيدر. ومن أطباق القطايف الحلوة القطايف بالمكسرات والقطايف بالقشطة والتي تسمى "عصافيري" ربما لصغر حجمها. وتتكون عجينة القطايف من دقيق وماء وحليب وسكر وخميرة.