يصاب الجسم خلال شهر الصوم وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة بالخمول والتعب، لذا لا بد من مراعاته بانتقاء الأغذية السليمة وتنوعها لما توفره من نشاط للجسد وتمنحه فرصة الاستمرار بطاقة متجددة حتى موعد الافطار. لا بد على الصائم مراعاة التنوع الغذائي في رمضان للحفاظ على صحة سليمة وقدرة على تحمل الامتناع عن الطعام خلال شهر الصوم، ولكي يعتبر الغذاء سليمًا ينبغي أن يكون متوازناً ولا تقل فيه نسبة مصادر الكربوهيدرات عن 50% والبروتينات 30% من الغذاء، مع تناول كمية من الفواكه والخضروات والزيوت الضرورية لعملية تجدد الخلايا. وحول العادات الغذائية الصحية ينبه خبراء التغذية الى ضرورة التنوع في سفرة رمضان فلا تعتمد على الكربوهيدرات وحدها ولا البروتينات أو الدهون بل تتناسب محتوياتها مع حاجة الجسم وطاقته. وينصح أخصائيو التغذية بعدم الإكثار من المنبهات كالشاي والكاكو والإفراط في التدخين وعدم الشرب بعد الأكل مباشرة خاصة شرب الشاي كونه يحد من امتصاص الحديد، لذا يفضل شربه بعد 45 دقيقة من الأكل، مع مراعاة عدم تناول الوجبات الغنية بالدهون. وينصح بتقسيم وجبات الطعام الى ثلاث، الفطور والعشاء والسحور، مع الأخذ في الاعتبار الكمية والنوعية. وعلى الصائم أن يستهل فطوره بعد الماء والتمر باحتساء الشوربة التي تعد من الأطباق الضرورية عند الفطور للتعويض عن فقدان السوائل في الجسم ، ويفضل أن تكون من الخضار أو العدس وتكمن فائدة السوائل أنها تعيد للجسم توازنه مع تزويده بالأملاح والمعادن المطلوبة. ثم يأتي دور الوجبة الرئيسية والتي يفضل تناولها بعد ساعة إلى نصف ساعة بعد الفطور فيراعى أن تكون من مصدر للبروتين الحيواني كاللحم أو البيض أو اللبن. ويجب عدم الإفراط في تناول اللحوم لأنه قد يؤدي إلى تراكم الدهون والكولسترول. ويمكن أن تحتوي هذه الوجبة على مصدر للكربوهيدرات، والذي قد يكون أرزا أو مكرونة مع أهمية التركيز على الخضروات لاحتوائها على كميات من السوائل التي يحتاجها الجسم كما تسهل عملية الهضم، وبالتالي تقي من الإمساك وتوفر المواد الضرورية للجسم. أما الوجبة الثالثة التي تتوسط الفطور والسحور فيفضل أن تكون من الفواكه حتى يتحقق التوازن ويحصل الجسم على حاجته من الفيتامينات على أن لا تتعدى 200 جرام للشخص يوميًا. وتبقى وجبة الصائم الرابعة وهي السحور وينصح أن تكون مكوناتها من الفواكه والخضروات التي تعمل على التخفيف من العطش وبالإمكان تناول اللبن الرائب أو الجبنة لما لهما من قيمة غذائية بسبب احتوائهما على بعض الأحماض الأمينية وعلى بكتيريا خاصة تقوم بالقضاء على البكتيريا المضرة في الأمعاء ناهيك عن احتواء اللبن الرائب على الألياف.