فتاوى العيد.. حكم من أكل أو شرب ناسيا في صيام الستة من شوال ..اعرف الموقف الشرعي من فاتته صلاة عيد الفطر .. هل يجوز أداؤها في ثاني أيام العيد؟.. لديك فرصة أيهما أولى.. صيام الستة من شوال أم أيام رمضان الفائتة؟ هل الفتور فى الطاعة بعد رمضان نقص؟ هل يشترط صيام الستة أيام من شوال بعد العيد مباشرة ؟
فتاوى العيد .. يحتفل المسلمون هذه الأيام بعيد الفطر المبارك، وفي هذه الآونة يبحث الكثير عن فتاوى العيد والمتعلقة بأحكام الاحتفال بالعيد أو الصيام في هذه الأيام، وكذلك مدى مشروعية زيارة المقابر في العيد، ونبرز في هذا التقرير فتاوى العيد لتوعية المسلمين بهذه الأحكام الشرعية.
ورد سؤال إلى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية يقول صاحبه :" شربت ناسيا أثناء صيام الست البيض فهل علىّ أن أعيد هذا اليوم حيث أفتى بذلك إمام المسجد " ؟.
رد الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء ، قائلا: أفتاك إمام المسجد برأي المذهب المالكي، فيجوز أن تعمل به ويجوز لك أن تسير على مذهب جمهور الفقهاء الذي قال في مثل هذا الموقف: ليس عليك صيام يوم آخر وإنما شربك وأكلك ناسيا إنما أطعمك الله وسقاك وهذا ينطبق على صيام الفرض والنافلة؛ أي في رمضان وغير رمضان.
وأجمع الفقهاء على ما جاء به الأئمَّةُ أبو حنيفةَ والشافعيُّ وأَحْمَدُ إلى أنَّ الصَّائِمَ إذا أكلَ أَوْ شَرِبَ ناسيًا لم يفسد صومه وَلا شَيْءَ عَلَيْهِ، سواءٌ قَلَّ الأكلُ والشربُ أو كَثُرَ.
كما استدل الفقهاء بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن أكل ناسيًا وهو صائمٌ فليُتمَّ صومَه، فإِنما أطعمه الله وسقاه" (رواه البخاريُّ ومسلمٌ)، ولَفْظُ مُسلم هو: "مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فليُتِمَّ صومَه، فَإِنَّما أَطْعَمَهُ الله وَسَقَاهُ".
وورد سؤال مضمونه: حكممن فاته صلاة عيد الفطر في أول أيام عيد الفطر المبارك ولم يصلها أمس في وقتها وهو بعد شروق الشمس بنحو ثلث ساعة ، فقد ورد في الأثر ، أن الفرصة لم تضع بعد ولم يفت الأوان، حيث إن صلاة عيد تعد من النوافل ، التي لها قضاء ، فيجوز ل من فاته صلاة عيد الفطر أن يصليها قضاءً في بقية اليوم أو في الغد أو بعده أو متى شاء كسائر السُنن والنوافل.
قضاء صلاة العيد يجوز قضاء صلاة العيد ل من فاته صلاة عيد الفطر متى شاء في باقي اليوم أو في الغد وما بعده أو متى اتفق كسائر الرواتب، وإن شاء صلاها على صفة صلاة العيد بتكبير، وإلى ذلك ذهب الإمامان: مالك والشافعي -رضي الله عنهما-؛ لما رُوِيَ عن أنسٍ-رضي الله عنه-، أنه كان إذا لم يشهد العيد مع الإمام بالبصرة جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فيصلي بهم ركعتين، يُكَبِّرُ فيهما؛ ولأنه قضاء صلاةٍ، فكان على صفتها، كسائر الصلوات، وهو مُخَيَّرٌ، إن شاء صلاها وحدَهُ، وإن شاء في جماعة، وإن شاء مضى إلى الْمُصَلَّى، وإن شاء حيثُ شاء. ويجوزُ قضاء صلاة العيد ل من فاته صلاة عيد الفطر أن يصلِّيَ أربعَ ركعاتٍ، كصلاة التطوع، وإن أحب فصل بسلامٍ بَيْنَ كُلِّ ركعتين؛ وذلك لما رُوِي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «مَنْ فَاتَهُ الْعِيدُ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا»، ورُوِيَ عن عليّ بن أبي طالِبٍ-رضي الله عنه- أنه «أَمَرَ رَجُلا أَنْ يُصَلِّيَ بِضَعَفَةِ النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ يَوْمَ أَضْحًى، وَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعًا»؛ ولأنه قضاء صلاة العيد ، فكان أربعًا كصلاة الجمعة، وإن شاء أن يصلي ركعتين كصلاة التطوع فلا بأس؛ لأن ذلك تطوُّع. هل يجوز صلاة العيد منفردا حكم هل يجوز صلاة العيد منفردا .. صلاة العيد سُنة من صلاها أخذ ثوابها ومن لم يصلها فلا وزر عليه، فصلاة العيد يصح أن تصلى جماعة ويصح أن تصلى فرادى، ويجوز أداء صلاة العيد في المنزل، حيث إذا صلى شخص صلاة الفجر، ونام، ولم يلحق بصلاة العيد، فيمكنه أن يؤديها في منزله.
وورد سؤال آخر .. أيهما أولى صيام الستة من شوال أم أيام رمضان الفائتة؟.. سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى مسجلة له، عبر صفحة دار الإفتاء المصرية. وقال الشيخ أحمد ممدوح، إن من أفطر فى رمضان ثم انتهى رمضان ويريد الجمع مع الست من شوال ففى هذه الحالة التفريق أولى وأثوب من الجمع. وأضاف أن المرأة التى عليها قضاء أيام من رمضان فالأفضل هو قضاء ما عليها من رمضان ثم لها أن تصوم الستة من شوال. وأشار إلى أنه إذا كانت لا تستطيع ذلك وتريد أن تجمع بين النيتين فى الصوم، فنص الفقهاء على أن ذلك "كافٍ" بمعنى أن من كانت عليها قضاء من رمضان، فتصومها فى شوال فيحصل لها ثواب الستة من شوال ولكن بشرط أن تكون نيتها بقضاء الأيام التى عليها من رمضان وليس بصوم الستة من شوال، لأن الستة من شوال لا تكفى عن القضاء.
هل الفتور فى الطاعة بعد رمضان نقص؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء. وأجاب الدكتور على جمعة قائلًا إن الفتور ليس نقصًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما اشتكى له الصحابة من هذا الحال فقال ((لِكُلِّ عملٍ شِرَّةٌ، ولِكُلِّ شرَّةٍ فَترةٌ..))، والشرة هى أعلى منحى، أى تملك الإنسان حال وأصبح يسمع القرآن بطريقة معينة، فكل علو له فترة أى يفتر، وما سمى الإنسان إلا لنسيانه، لافتًا إلى أن طبيعة الإنسان انه نساي، ولذلك قال {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}. وأضاف: "الفتور فى الطاعة ليس نقصًا فهو أمر طبيعي، والإنسان فى نزول وطلوع فى الطاعة والعبادة كل مدة، ولكن ليس النزول معناه ان تترك الصلاة أو الصيام ولكن النزول معناه ان لا تصلى بعض السنن بعد الفرائض، او أن يقل استحضارك وخشوعك فى الصلاة، كمن يتوب ويقع فى الذنب بعد فترة فلا حرج وعليه ان يتوب مرة اخرى، قائلًا " اوعى تيأس أو تترك نفسك للشر أو للمعصية ولو أذنبت للمرة الألف تب واستغفر ربك". وأوضح أن أهل الله يقولون إن من شروط تمام التوبة نسيان الذنب واستعظامه ورد الحقوق لأصحابها والنية والعزم على ألا أعود لمثلها أبدًا.
وقال الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه ليس شرطًا صيام الستة من شوال بعد العيد مباشرة، مشيرًا إلى أنه يجوز صيام أي ستة أيام من شوال طوال الشهر.
وأضاف "الورداني" عبر فيديو البث المباشر على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، أنه لا يلزم أن يصوم المسلم الستة من شوال بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع ، وليست فريضة بل هي سنة.