محافظ الدقهلية يقدم التهنئة للأنبا إكسيوس الأسقف الجديد لأبرشية المنصورة وتوابعها    هانئ مباشر يكتب: ملحمة فى الجامعة!    تراجع الأوقية ببورصة الذهب رغم توقعات سيتي بنك بوصولها ل 3000 دولار    سفارة اليونان بالقاهرة تحتفل بالعيد الوطني وسط حضور دبلوماسي كبير    مواصفات وسعر سيارة إم جي ZS موديل 2024 الجديدة كليًا    أيمن موسى يكتب: بوتين يرسم ملامح «روسيا الجديدة»    باريس سان جيرمان يضرب موعدا ناريا مع دورتموند في نصف نهائي الأبطال    ضربة قوية لتجار المخدرات.. إحباط ترويج 400 طربة حشيش وضبط 4 عناصر إجرامية    محاولة خطف إعلامية شهيرة داخل سيارة.. وقرار قضائي ضد المتهم    المخاطر البيئية وحقوق الإنسان ضمن نقاشات قصور الثقافة بالغربية    جزء خامس ل«المداح».. حمادة هلال يعلن خبرًا سارًا برمضان 2025    بالأسماء.. تعيينات ل 19 رئيسًا لمجالس أقسام علمية بجامعة القاهرة    غادة عبد الرازق: اختياراتى فى الرجالة كانت غلط وكنت سند نفسى ولم أعتمد عليهم    أرتيتا يزيد الشكوك قبل مواجهة بايرن ميونيخ غدا    برلماني عن تدريس المثلية في مدرسة ألمانية بالقاهرة: الغرب يحاول اقتحام المجتمعات    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: مقترح ببيع الفينو بالكيلو.. و11 غطاسًا يواصلون البحث عن جثمان غريق الساحل الشمالي    حجازي يوجه بتشكيل لجنة للتحقيق في ترويج إحدى المدارس الدولية لقيم وأخلاقيات مرفوضة    "بوليتيكو": تكشف عن جمهوري جديد يدعم مبادرة عزل رئيس مجس النواب الأمريكي من منصبه    ننشر جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني لجميع المراحل في بني سويف    نوران جوهر تتوج بلقب «بلاك بول» للإسكواش    بالفيديو.. خالد الجندي: الأئمة والعلماء بذلوا مجهودا كبيرًا من أجل الدعوة في رمضان    إحالة 5 من العاملين بوحدة تزمنت الصحية في بني سويف للتحقيق لتغيبهم عن العمل    هانى سرى الدين: نحتاج وضع خطة ترويجية لتحسين المنتج العقاري ليكون قابلًا للتصدير    وزارة النقل العراقية توضح حقيقة فيديو الكلاب الشاردة في مطار بغداد الدولي    لجنة متابعة إجراءات عوامل الأمن والسلامة لحمامات السباحة تزور نادي كفر الشيخ الرياضي    أنشيلوتى: لدى ثقة فى اللاعبين وسنكون الأبطال غدا أمام السيتى    "من 4 إلى 9 سنين".. تعرف على سن التقدم للمدارس اليابانية والشروط الواجب توافرها (تفاصيل)    محافظ دمياط تناقش استعدادات مدينة رأس البر لاستقبال شم النسيم وموسم صيف 2024    روشتة صحية لمواجهة رياح الخماسين غدا.. وهؤلاء ممنوعون من الخروج للشارع    خبير تغذية يحذر من هذه العادات: تزيد الوزن "فيديو"    برلمانية: التصديق على قانون «رعاية المسنين» يؤكد اهتمام الرئيس بكل طوائف المجتمع    إصابة فني تكييف إثر سقوطه من علو بالعجوزة    وزيرة الثقافة تُجدد الثقة في محمد رياض رئيسا للمهرجان القومي للمسرح    بعد ردها على منتقديها.. ريهام حجاج تتصدر مؤشر جوجل    ضبط 7300 عبوة ألعاب نارية في الفيوم    شولتس يعلن اتفاقه مع شي على التنسيق بشأن مؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا    فوز العهد اللبناني على النهضة العماني بذهاب نهائي كأس الاتحاد الآسيوي    فانتازي يلا كورة.. دفاع إيفرتون يتسلح بجوديسون بارك في الجولة المزدوجة    انطلاق المعسكر المفتوح لمنتخب 2007.. ومباراتان وديتان أمام ديروط و التليفونات    بعد انتهاء إجازة العيد.. مواعيد غلق المحلات والمطاعم والكافيهات 2024    بعد تحذيرات العاصفة الترابية..دعاء الرياح والعواصف    عالم بالأوقاف: يوضح معني قول الله" كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ"؟    الحرية المصري يشيد بدور التحالف الوطني للعمل الأهلي في دعم المواطنين بغزة    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    توقعات برج الدلو في النصف الثاني من أبريل 2024: فرص غير متوقعة للحب    توفير 319.1 ألف فرصة عمل.. مدبولي يتابع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    ناقد رياضي يوضح أسباب هزيمة النادي الأهلى أمام الزمالك في مباراة القمة    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    بعد التحذير الرسمي من المضادات الحيوية.. ما مخاطر «الجائحة الصامتة»؟    بضربة شوية.. مقتل منجد في مشاجرة الجيران بسوهاج    المؤبد لمتهم و10 سنوات لآخر بتهمة الإتجار بالمخدرات ومقاومة السلطات بسوهاج    رئيس جهاز العبور يتفقد مشروع التغذية الكهربائية لعددٍ من الموزعات بالشيخ زايد    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    ننشر قواعد التقديم للطلاب الجدد في المدارس المصرية اليابانية 2025    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    «لا تتركوا منازلكم».. تحذير ل5 فئات من الخروج خلال ساعات بسبب الطقس السيئ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صيام ست من شوال وتمام الدهر ( الحلقة الثانية )


الوقفة الرابعة : فوائد صيامها :-
في مواصلة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة ، يجد بركتها أولئك الصائمين لهذه الست من شوال . ومن هذه الفوائد ما ذكره الحافظ ابن رجب - رحمه الله – فى كتابه " لطائف المعارف " : { أوًلا : أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله .
ثانيًا : أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها ? فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص ? فإن الفرائض تجبر أو تكمل بالنوافل يوم القيامة ، كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة ? وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل ? فيحتاج إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال .
ثالًثا : أن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان ? فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده كما قال بعضهم : ثواب الحسنة الحسنة بعدها ? فمن عمل حسنة ثم أتبعها بعد بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى ? كما أن من عمل حسنة ثم اتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها .
رابًعا : أن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب كما سبق ذكره ? وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر وهو يوم الجوائز? فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكرا لهذه النعمة ? فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب . كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتورم قدماه فيقال له : " لم تصنع هذا يا رسول الله ? وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! " ? قال : « أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا» ( رواه البخاري )
وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره وغير ذلك من أنواع شكره فقال: {َولِتكِمُلوْا اْلِعَّدَةَ ولِتكبِّروْا اللَّه علَى َماَهَداُكْم َولَعلَّكْم تَشُكُروَن} ( سورة البقرة : 185) فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكرا عقب ذلك ? كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهاره صائما ? ويجعل صيامه شكرا للتوفيق للقيام ? وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه ؟? فيقول : " لا تسألوا عن ثوابه ولكن اسألوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر للتوفيق والإعانة عليه "
خامًسا : أن الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان? بل هي باقية ما دام العبد حيا ً ?فالعائد إلى الصيام بعد فطره يّدل عوُده على رغبته في الصيام وأنه لم يملَّه ولم يستثقله ولا تكرّه به } أه
الوقفة الخامسة : حكم صيامها قبل قضاء مافات من رمضان :-
قال الشيخ خالد بن عبدالله المصلح ردا على سؤال " حكم صيام ست من شوال قبل قضاء رمضان " بموقعه على الشبكة العنكبوتية : { السؤال : اذا أرادت المرأة أن تصوم الستة من شوال وعليها عدة أيام قضاء من رمضان فهل تصوم أولا القضاء أم لا بأس بأن تصوم الستة من شوال ثم تقضي ؟
الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم
اختلف العلماء في جواز صيام التطوع قبل الفراغ من قضاء رمضان على قولين في الجملة :
الأول : جواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان : وهو قول الجمهور إما مطلقاً أو مع الكراهة.
فقال الحنفية : بجواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان ، لكون القضاء لا يجب على الفور بل وجوبه موسع وهو رواية عن أحمد .
أما المالكية والشافعية فقالوا: بالجواز مع الكراهة ، لما يترتب على الاشتغال بالتطوع عن القضاء من تأخير الواجب .
الثاني : تحريم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان : وهو المذهب عند الحنابلة .
والصحيح من هذين القولين هو القول بالجواز ، لأن وقت القضاء موسع ، والقول بعدم الجواز وعدم الصحة يحتاج إلى دليل ، وليس هناك ما يعتمد عليه في ذلك .
أما ما يتعلق بصوم ست من شوال قبل الفراغ من قضاء ما عليه من رمضان ففيه لأهل العلم قولان :
الأول : أن فضيلة صيام الست من شوال لا تحصل إلا لمن قضى ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر . واستدلوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري : { من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر . } وإنما يتحقق وصف صيام رمضان لمن أكمل العدة . قال الهيتمي في تحفة المحتاج (3/457): ( لأنها مع صيام رمضان أي : جميعه ، وإلا لم يحصل الفضل الآتي وإن أفطر لعذر ). وقال ابن مفلح في كتابه الفروع ( 3/108 ) : ( يتوجه تحصيل فضيلتها لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطره لعذر ، ولعله مراد الأصحاب ، وما ظاهره خلافه خرج على الغالب المعتاد ، والله أعلم ). وبهذا قال جماعة من العلماء المعاصرين كشيخنا عبد العزيز بن باز وشيخنا محمد العثيمين رحمهما الله .
الثاني : أن فضيلة صيام الست من شوال تحصل لمن صامها قبل قضاء ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر ، لأن من أفطر أياماً من رمضان لعذر يصدق عليه أنه صام رمضان فإذا صام الست من شوال قبل القضاء حصل ما رتبه النبي صلى الله عليه وسلم من الأجر على إتباع صيام رمضان ستاً من شوال . وقد نقل البجيرمي في حاشيته على الخطيب بعد ذكر القول بأن الثواب لا يحصل لمن قدم الست على القضاء محتجاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتبعه ستاً من شوال ( 2/352 ) عن بعض أهل العلم الجواب التالي : ( قد يقال التبعية تشمل التقديرية لأنه إذا صام رمضان بعدها وقع عما قبلها تقديراً ، أو التبعية تشمل المتأخرة كما في نفل الفرائض التابع لها ا ه . فيسن صومها وإن أفطر رمضان ) . وقال في المبدع ( 3/52 ) : ( لكن ذكر في الفروع أن فضيلتها تحصل لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطر لعذر ولعله مراد الأصحاب ، وفيه شيء ).
والذي يظهر لي أن ما قاله أصحاب القول الثاني أقرب إلى الصواب ؛ لا سيما وأن المعنى الذي تدرك به الفضيلة ليس موقوفاً على الفراغ من القضاء قبل الست فإن مقابلة صيام شهر رمضان لصيام عشرة أشهر حاصل بإكمال الفرض أداء وقضاء وقد وسع الله في القضاء فقال :? فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ? (البقرة : 185 ) ، أما صيام الست من شوال فهي فضيلة تختص هذا الشهر تفوت بفواته . ومع هذا فإن البداءة بإبراء الذمة بصيام الفرض أولى من الاشتغال بالتطوع . لكن من صام الست ثم صام القضاء بعد ذلك فإنه تحصل له الفضيلة إذ لا دليل على انتفائها ، والله أعلم . } أه .
وسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله – في " مجموع فتاويه " : { هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيام ما علينا من قضاء رمضان ؟
الجواب : ( قد اختلف العلماء في ذلك ، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست ، وغيرها من صيام النفل ، لقول النبي : { من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر }. (خرجه مسلم في صحيحه ). ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان ، وإنما أتبعها بعض رمضان ، ولأن القضاء فرض ، وصيام الست تطوع ، والفرض أولى بالاهتمام } أه .
الوقفة السادسة : هل يلزم موالاتها ؟ :-
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء : { هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة ، أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا ؟
الجواب : ( لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة ، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام ، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما تيسر له ، والأمر في ذلك واسع ، وليست فريضة بل هي سنة } أه .
وقال الشيخ إبن باز – رحمه الله – في " مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " : { لا يشترط التتابع في صيام ست شوال
السؤال : هل يلزم في صيام الست من شوال أن تكون متتابعة أم لا بأس من صيامها متفرقة خلال الشهر ؟
الجواب : صيام ست من شوال سنة ثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة ؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أطلق صيامها ولم يذكر تتابعاً ولا تفريقاً ، حيث قال – صلى الله عليه وسلم - : " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر " أخرجه الإمام مسلم في صحيحه . وبالله التوفيق . } أه .
الوقفة السابعة : هل تصام متتابعة أم متفرقة ؟ :-
قال الدكتور محمد مصلح الزعبى في بحثه " صيام ست من شوال دراسة حديثية فقهية " تباينت أقوال الذين استحبوا صيام ست من شوال في كيفية صيامها ، فقد وجدت ثلاثة أقوال في هذه المسألة :
أحدها : أنه يستحب صيامها من أول الشهر متتابعة . وهو قول الشافعي وابن المبارك وغيرهما ، وحجة أصحاب هذا القول أنّ اتصالها بيوم العيد أفضل من عدم اتصالها به ، وعلة الأفضلية : أن المبادرة في العبادة فيه من الفضائل ما لا يخفى ، ولِمَا في التأخير من الآفات ، ولكن يحصل أصل السنة بصيامها متتابعة ، أو متفرقة في جميع الشهر ".
ثانيها : إنه لا فرق بين أن يتابعها أو يفرقها من الشهر كله ، فكلاهما سواء . وهو قول وكيع وأحمد وغيرهما ، وحجة أصحاب هذا القول أن الفضيلة تحصل متتابعة ومتفرقة ، والصائم بالخيار إن شاء صامها متتابعة ، وإن شاء صامها متفرقة ، سواء أكان ذلك في بداية الشهر أم في آخره ، لأن الحديث ورد بها مطلقا بلا تقييد ، ولأن فضيلتها أنها تصير مع الشهر ستة وثلاثين يوما ، والحسنة بعشر أمثالها ، فذلك كثلاثمائة وستين يوما وهو السنة كلها .
ثالثها : أنها لا تصام عقب يوم الفطر ، بل يتم وصلها بالأيام البيض من شوال ، فيصام أيام العاشر والحادي عشر، والثاني عشر من شوال ثم الأيام البيض . وهو قول معمر وعبد الرزاق وعطاء ، وغيرهم ، وحجة أصحاب هذا الرأي أن الأيام الأولى من شوال هي أيام أكل و شرب ، وبما أن الفضيلة تتحصل بصيامها مطلقاً ، فالأولى تأخيرها وجمعها مع الأيام البيض ، لتحصيل فضيلتين : صيام ست من شوال ، وصيام الأيام البيض[.
الترجيح : لم أجد دليلاً صحيحاً من السنة يرجح رأياً على الآخر ، وقد وردت بعض الآثار في ذلك لا تسلم من الضعف ، منها ما رواه الطبراني بسنده من طريق أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة فكأنما صام السنة .
ولذلك فإنني أميل إلى ترجيح القول الأول ، القائل باستحباب تتابعها في أول الشهر، وبعد العيد مباشرة ، لأجل المبادرة في العبادة ، ولأن الهمة تكون أعلى ، لقرب اتصالها بالطاعة ، كما أن فيه استبشار لقبول طاعته وصيامه .
كما أن الآثار الواردة في ذلك وإن كانت ضعيفة فلا يوجد لها معارض ، ومذهب جمهور المحدثين أن الحديث الضعيف يؤخذ به في فضائل الأعمال ، وهذا من فضائل الأعمال . } أه .
وقال الشيخ إبن باز – رحمه الله – في " مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " : { شهر شوال كله محل لصيام الست
السؤال : هل يجوز للإنسان أن يختار صيام ستة أيام في شهر شوال ، أم أن صيام هذه الأيام لها وقت معلوم ؟ وهل إذا صامها تكون فرضاً عليه ؟
الجواب : ثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : " من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر " خرجه الإمام مسلم في الصحيح ، وهذه الأيام ليست معينة من الشهر بل يختارها المؤمن من جميع الشهر ، فإذا شاء صامها في أوله ، أو في أثنائه ، أو في آخره ، وإن شاء فرقها ، وإن شاء تابعها ، فالأمر واسع بحمد الله ، وإن بادر إليها وتابعها في أول الشهر كان ذلك أفضل ؛ لأن ذلك من باب المسارعة إلى الخير ، ولا تكون بذلك فرضاً عليه ، بل يجوز له تركها في أي سنة ، لكن الاستمرار على صومها هو الأفضل والأكمل ؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم : " أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل " والله الموفق . } أه .
وقال الشيخ إبن العثيمين – رحمه الله – في " كتاب الدعوة " : { السؤال : هل هناك أفضلية لصيام ست من شوال ؟ وهل تصام متفرقة أم متوالية ؟
الجواب : نعم ، هناك أفضلية لصيام ستة أيام من شهر شوال ، كما جاء في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر " رواه مسلم في كتاب الصيام بشرح النووي ( 8/56 ) ، يعني : صيام سنة كاملة .
وينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا إذا انتهى رمضان كله ، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولاً ثم صام ستاً من شوال ، وإن صام الأيام الستة من شوال ولم يقض ما عليه من رمضان فلا يحصل هذا الثواب سواء قلنا بصحة صوم التطوع قبل القضاء أم لم نقل ، وذلك لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال :" من صام رمضان ثم أتبعه ..." والذي عليه قضاء من رمضان يقال صام بعض رمضان ولا يقال صام رمضان ، ويجوز أن تكون متفرقة أو متتابعة ، لكن التتابع أفضل ، لما فيه من المبادرة إلى الخير وعدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصيام . } أه .
الوقفة الثامنة : هل يجوز قضاؤها في غير شوال ؟ :-
قال فضيلة الشيخ عبدالرحمن السعدى في " الفتاوى السعدية " : { حكم قضاء ستة شوال في ذي القعدة
السؤال : إذا صام ستة أيام من شوال في ذي القعدة ، فهل يحصل له الأجر الخاص بها ؟
الجواب : الحمد لله : أما إن كان له عذر من مرض أو حيض أو نفاس أو نحو ذلك من الأعذار التي بسببها أخر صيام قضائه أو أخر صيام الست ، فلا شكَّ في إدراك الأجر الخاص ، وقد نصُّوا على ذلك . وأما إذا لم يكن له عذر أصلاً ، بل أخر صيامها إلى ذي القعدة أو غيره ، فظاهر النص يدل على أنَّه لا يدرك الفضل الخاص ، وأنَّه سنة في وقت فات محله ، كما إذا فاته صيام عشر ذي الحجة أو غيرها حتى فات وقتها ، فقد زال ذلك المعنى الخاص ، وبقي الصيام المطلق } اه .
وجاء في مركز الفتوى بموقع إسلام ويب على الشبكة العنكبوتية : { إيقاع صيام الست من شوال في غير شوال :
هل يصح ، كقضاء السنن الرواتب في غير وقتها للعذر كقضاء النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الظهر البعدية بعد العصر . أو لايصح ؛ لأنها سنة فات محلها ؟
صمت خمسة أيام من شوال ثم أفطرت ، ثم جاءني الحيض. فهل يكتب لي صيام ستة من شوال ؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
فقد ذهب بعض أهل العلم إلى عدم مشروعية قضاء الست من شوال لأنها سنة من وقت مخصوص فلا تحصل في غيره ، وعلى هذا القول فإن لك ثواب ما صمته من الأيام ولا يشرع لك قضاء اليوم الذي فاتك صومه ، لكن يرجى لك حصول أجره بنيتك .
قال البهوتي في كشاف القناع : ولا تحصل الفضيلة بصيامها في غير شوال لظاهر الأخبار . انتهى .
وقال العلامة ابن باز رحمه الله : ولا يشرع قضاؤها بعد انسلاخ شوال ، لأنها سنة فات محلها ، سواء تركت لعذر أو لغير عذر .
وقال أيضاً رحمه الله : صيام الأيام الستة من شوال عبادة مستحبة غير واجبة ، فلك أجر ما صمت منها ، ويرجى لك أجرها كاملة إذا كان المانع لك من إكمالها عذراً شرعياً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل مقيماً صحيحاً. رواه البخاري في صحيحه. وليس عليك قضاء لما تركت منها . انتهى.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن من فاته الست من شوال أو شيء منها فإنه يقضيه في ذي القعدة
جاء في نهاية الزين من كتب الشافعية : وتفوت بفوات شوال ويسن قضاؤها .
وفي حواشي تحفة المحتاج : قوله سن له صوم ست من ذي القعدة ، لأن من فاته صوم راتب يسن له قضاؤه . أفتى بذلك شيخنا الشهاب الرملي حكماً وتعليلاً . انتهى.
وعلى هذا القول فالمشروع لك لتحصيل كمال الأجر هو أن تقضي ذلك اليوم الذي فاتك بسبب الحيض .} أه .
الوقفة التاسعة :هل تشبيه صيامها بصيام الدهر فرضا أم نفلا ؟
يرى بعض الشافعية أن المراد من قوله صلى الله عليه وسلم : « كصيام الدهر » أي فرضا ، أي ثوابه كثواب الفرض وإلا لم يكن لخصوصية رمضان وستة من شوال معنى ، إذ من صام شهرا غير رمضان مع ستة من غيره يحصل له ثواب الدهر أي السنة ، بينما يرى بعض المالكية : أن هذا الأجر مختلف : فخمسة أسداسه الناشئة عن رمضان : أجر فرض ، وسدسه ثواب نفل .
والله الموفق .

** نائب رئيس هيئة قضايا الدولة – الكاتب بمجلة التوحيد .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.