وزير الأوقاف ورئيس الطائفة الإنجيلية يؤكدان أهمية وحدة الصف الوطني لمواجهة التحديات

هنأ وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ورئيس الطائفة الإنجيلية القس الدكتور أندريه زكي، الشعب المصري بالأعياد التي تزامنت جميعها في توقيت واحد، مشيرين إلى أهمية وحدة الصف الوطني في مواجهة التحديات والعمل معًا من أجل النهوض بالوطن والعمل على رفعته ورقيه، والتقدم به إلى مصاف الأمم المتقدمة في جميع المجالات.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الأوقاف، رئيس الطائفة الإنجيلية والوفد المرافق له، اليوم الثلاثاء.
وقال وزير الأوقاف إن المواطنة حقوق وواجبات، والمواطنة الحقيقية لا إقصاء معها، ولا تفريق فيها بين المواطنين على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق أو اللغة، وإن بناء الدولة والحفاظ عليها واجب ديني ووطني، والتصدي لكل محاولات هدمها أو زعزعتها ضرورة دينية ووطنية، وأن العلاقة بين الفرد ووطنه وبين المواطنين بعضهم مع بعض هي علاقة تبادلية تبنى على الحق والواجب ، تحترم خصوصية الأفراد من حيث الحقوق، وحق المجتمع من حيث الواجبات، كما تراعي الحق العام وتحترمه، مشيراً إلى أهمية التلاقي والتكاتف لنشر الوعي والفكر الوسطي المعتدل، وأن الوطن لكل أبنائه وهو بهم جميعًا.
وأكد وزير الأوقاف أن حقيقة الوعظ لا بد أن تترجم إلى إزالة المعتقدات الخاطئة، وتصحيح المفاهيم، فمن جهل شيئًا عاداه، والدور المشترك بين المسجد والكنيسة يبني ثقة الناس ويسهم في إحداث لحمة حقيقية بين طوائف المجتمع وتحقيق التعايش بين أبناء الوطن الواحد، لافتا إلى أهمية الحوار والنقاش بين أفراد المجتمع، وإظهار المشتركات الإنسانية بين الأديان جميعها، التي تجتمع على القيم ومكارم الأخلاق، وإعلاء قيمة العمل والانتماء الوطني، وترسيخ أسس العيش المشترك، وتحقيق الأمن والأمان والسلام للناس جميعًا.
وأوضح أن وزارة الأوقاف بصدد إصدار كتاب جديد بعنوان: "التسامح منهج حياة" يرسخ لخلق التسامح ، ويبين أنه خلق أصيل في ديننا ، وفي ثقافتنا ، وفي تكويننا وفطرتنا الإنسانية ، كما يبرز إجماع الشرائع السماوية على جملة من القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي تعد أساسًا للتسامح الديني والعيش الإنساني المشترك.
وأكد وزير الأوقاف، أن التسامح كمنهج حياة يجب أن يشمل كل جوانب حياتنا: بيعًا وشراءً وقضاءً واقتضاءً ومشاركةً وحياةً أسرية، بل إنه ليتجاوز ذلك كله إلى العفو والصفح وغض الطرف عن الهنات والعثرات، وإقالة ذوي الهيئات عثراتهم، مشيرا إلى أهمية مبادرة "إفطار الأسرة المصرية" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تضم جميع طوائف الشعب، ليؤكد أن أبناء الوطن الواحد لهم نفس الحقوق والواجبات.
من جهته، هنأ القس الدكتور أندريه زكي، وزير الأوقاف بعيد الفطر المبارك، واصفًا اللقاء بأنه محاورة صادقة بين نسيج مجتمعي واحد، لبناء مجتمع صلب متماسك، وليست مجرد معايدة، مؤكدًا أن الجميع ينعم في بلدنا مصر بالاطمئنان، نتيجة للوفاق الوطني والعلاقة المتميزة بين أبنائه، وأن الهدف هو العيش المشترك لمصلحة البلد، فالمصير مشترك لأبناء الوطن الواحد.
وأكد أن وزير الأوقاف يقوم بدور مهم فهو عالم فقيه، صاحب رؤية وموقف، وأصحاب المواقف دائمًا ما يدفعون ضريبة مواقفهم التي دائمًا ما تكون في مصلحة الوطن، فهو صاحب قلم ورؤية ومواقف ، مبينًا أن القيادة الدينية في مصر قيادة معتدلة وسطية ، ومؤلفات وزير الأوقاف حول المواطنة ستبقى في ذاكرة المجتمع المصري.
وأعرب زكي عن شكره لوزير الأوقاف على جهوده الوطنية البارزة ، وعلى إصدارات الأوقاف المتميزة التي تعالج القضايا المتعلقة بالوطنية ، مبيناً أن كتاب "مفهوم المواطنة" يجب أن يدور حوله حوار مجتمعي وندوة كبرى ، لأنه يناقش قضايا شائكة ومهمة في الوطن ، مشيدًا بالدور البارز لأئمة المساجد وواعظات الأوقاف المتميزات في نشر الوعي والفكر الوسطي المستنير والحوارات الصادقة.
وفي ختام اللقاء أهدى وزير الأوقاف رئيس الطائفة الإنجيلية والوفد المرافق له نسخًا من إصدارات الأوقاف: "الدولة مفهومها وتطورها" ، و"الشأن العام بين حرية الرأي ومسئولية الكلمة" ، و"عقد المواطنة"، وهو ما حاز إعجاب وثناء أعضاء الوفد وأشادوا بإصدارات الأوقاف المتميزة.