وفد الكنيسة الإنجيلية يهنئ وزير الأوقاف بعيد الفطر المبارك..صور

استقبل الدكتور محمد مختار جمعة ،وزير الأوقاف، اليوم الثلاثاء، القس الدكتور أندريه زكي ،رئيس الطائفة الإنجيلية ، على رأس وفد كبير من قيادات الكنيسة لتهنئته وقيادات وزارة الأوقاف بعيد الفطر المبارك .
وخلال اللقاء رحب وزير الأوقاف بالقس الدكتور أندريه زكي والوفد المرافق له ، مهنئًا الشعب المصري بأعياده المصرية المتكاملة والتي تزامنت جميعها في توقيت واحد ، لتؤكد بذلك على أصالة وعمق هذا الشعب ، وتقدم أنموذجًا للتعايش المشترك ، معربًا عن سعادته بهذا اللقاء ، مشيرًا إلى أن أحدث إصدارات وزارة الأوقاف جاءت لتقدم نموذجًا للتعايش من خلال كتاب "عقد المواطنة" وهو نتاج أعمال وبحوث مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثاني والثلاثين الذي عقد في فبراير الماضي بالقاهرة ، بعنوان: "عن عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي".
أكد وزير الأوقاف أن المواطنة حقوق وواجبات ، وأن المواطنة الحقيقية لا إقصاء معها ، ولا تفريق فيها بين المواطنين على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق أو اللغة ، وأن بناء الدولة والحفاظ عليها واجب ديني ووطني ، والتصدي لكل محاولات هدمها أو زعزعتها ضرورة دينية ووطنية ، وأن العلاقة بين الفرد ووطنه وبين المواطنين بعضهم مع بعض هي علاقة تبادلية تبنى على الحق والواجب ، تحترم خصوصية الأفراد من حيث الحقوق ، وحق المجتمع من حيث الواجبات ، كما تراعي الحق العام وتحترمه ، فعلى كل إنسان أن ينظر إلى واجباته ليطالب بحقوقه ، مشيراً إلى أهمية التلاقي والتكاتف لنشر الوعي والفكر الوسطي المعتدل ، وأن الوطن لكل أبنائه وهو بهم جميعًا ، وأننا نعمل معًا يدًا بيد لخدمة وطننا ، ونسعى لنشر ثقافة السلام والعيش المشترك وطنيًّا ودوليًّا.
كما أكد الوزير أن حقيقة الوعظ لابد أن تترجم إلى إزالة المعتقدات الخاطئة ، وتصحيح المفاهيم ، فمن جهل شيئًا عاداه ، والدور المشترك بين المسجد والكنيسة يبني ثقة الناس ويسهم في إحداث لحمة حقيقية بين طوائف المجتمع وتحقيق التعايش بين أبناء الوطن الواحد ، مؤكدًا أن قوة مصر الحقيقية تكمن في وحدة صفها الوطني واللحمة بين أبنائها مسلمين ومسيحيين ، مشيرًا إلى أهمية وحدة الصف الوطني في مواجهة التحديات والعمل معًا من أجل النهوض بالوطن والعمل على رفعته ورقيه ، والتقدم به إلى مصاف الأمم المتقدمة في جميع المجالات.
وأشار وزير الأوقاف إلى أهمية الحوار والنقاش بين أفراد المجتمع ، وإظهار المشتركات الإنسانية بين الأديان جميعها ، التي تجتمع على القيم ومكارم الأخلاق ، وإعلاء قيمة العمل والانتماء الوطني ، وترسيخ أسس العيش المشترك ، وتحقيق الأمن والأمان والسلام للناس جميعًا ، لافتًا إلى أن وزارة الأوقاف بصدد إصدار كتاب جديد بعنوان: "التسامح منهج حياة" يرسخ لخلق التسامح ، ويبين أنه خلق أصيل في ديننا ، وفي ثقافتنا ، وفي تكويننا وفطرتنا الإنسانية ، كما يبرز إجماع الشرائع السماوية على جملة من القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي تعد أساسًا للتسامح الديني والعيش الإنساني المشترك ، مؤكدًا أن التسامح كمنهج حياة يجب أن يشمل كل جوانب حياتنا : بيعًا ، وشراءً ، وقضاءً ، واقتضاءً ، ومشاركةً ، وحياةً أسرية ، بل إنه ليتجاوز ذلك كله إلى العفو والصفح وغض الطرف عن الهنات والعثرات ، وإقالة ذوي الهيئات عثراتهم.
ولفت إلى أهمية مبادرة "إفطار الأسرة المصرية" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تضم جميع طوائف الشعب ، ليؤكد أن أبناء الوطن الواحد لهم نفس الحقوق والواجبات.
وفي كلمته هنأ رئيس الطائفة الإنجيلية ، وزير الأوقاف بعيد الفطر المبارك ، واصفًا هذا الاجتماع بأنه محاورة صادقة بين نسيج مجتمعي واحد ، لبناء مجتمع صلب متماسك ، وليست مجرد معايدة ، مؤكدًا على أهمية هذا الوفاق الوطني والعلاقة المتميزة بين أبنائه ، وأن هدفنا هو العيش المشترك لمصلحة البلد ، فالمصير مشترك لأبناء الوطن الواحد .
وأكد أننا ننعم في بلدنا مصر بأن نعيش مطمئنين ، مبيناً أن كتاب "مفهوم المواطنة" يجب أن يدور حوله حوار مجتمعي وندوة كبرى ، لأنه يناقش قضايا شائكة ومهمة في الوطن ، مشيدًا بالدور البارز لأئمة المساجد وواعظات الأوقاف المتميزات في نشر الوعي والفكر الوسطي المستنير والحوارات الصادقة.
وفي ختام اللقاء أهدى وزير الأوقاف للدكتور أندريه زكي والوفد المرافق له نسخًا من إصدارات الأوقاف : "الدولة مفهومها وتطورها" ، و"الشأن العام بين حرية الرأي ومسئولية الكلمة" ، و"عقد المواطنة".