قصة ريا وسكينة، القصة الأشهر في التاريخ المصري، فمن منا لا يعلم قصة «مذبحة النساء»، لكن هل حقًا هم سفاحون، أم أبطال؟!، قصة تضاربت حولها الآراء، واختلفت الروايات. سيدتان من أهل مدينة الإسكندرية، في رواية تجدهما سفاحتين يستدرجان النساء لقتلهن، ودفنهن وسرقة مصوغاتهن الذهبية، ورواية أخرى تقول إنهما بطلتان كانتا تقتلان الجنود الإنجليز، فأي رواية هي الأصدق؟ أحفاد ريا وسكينة.. ياسمين رئيس لأول مرة في بطولة عمل مسرحي "حكايات ريا وسكينة".. ضمن اهتمامات الثقافة الروسية بداية القصة تبدأ الرواية من حي اللبان، أحد أفقر الأحياء في مدينة الإسكندرية، حضرت ريا وسكينة من صعيد مصر، إلى الإسكندرية، وعملتا فيها لثلاث سنوات، حيث تزوجت ريا من شخص يُدعى حسب الله سعيد مرعي، وعملت شقيقتها سكينة في بيت دعارة حتى وقعت في حب أحدهم، وتزوجته. بدأ الأربعة ريا وسكينة وأزواجهما، بمساعدة شخصين آخرين يدعيان عرابي حسان، وعبد الرازق يوسف، باستدراج النساء من الأماكن التي تشهد إقبالاً كبيرًا في السوق، وهو مكان «زنقة الستات»، الذي يقع بالقرب من ميدان المنشية، ويعد مسرحًا شهد العديد من جرائم عصابة ريا وسكينة. عملية استدراج النساء الحجرة المدفون فيها ضحايا ريا وسكينة تداول الكثير من الأشخاص ان ريا وسكينة كانتا لديهما أسلوب خاص في استدراج النساء، فكانتا تختاران الضحية التي ترتدي الكثير من المجوهرات والحُليّ، والذهاب للتحدث إليها، والتقرب منها، ثم استدراجها بعرض أوانٍ رخيصة الثمن من المنطقة الجمركية، ويذهبن بالنساء إلى منزلهن، وهناك كانت تنتظر باقي أفراد العصابة، اللذين يقومون بعمليات القتل وسرقة المجوهرات، وبعد ذلك دفن النساء في حجرة أسفل المنزل. البحث وراء ضحايا ريا وسكينة نظلي أبو الليل احد ضحايا ريا وسكينة بدأ البحث عن ضحايا ريا وسكينة، عام 1920، عندما أبلغت سيدة تُدعى زينب حسن، بالغة من العمر 40 عاما، عن اختفاء ابنتها البالغة من العمر 25 عاما، تُدعى نظلي أبو الليل. جرت عملية البحث عن الفتاة المفقودة نظلي، خاصة وأنه لم تقع عملية سرقة في منزلها، ما دفع الأم للخوف من كون ابنتها تم خطفها بهدف سرقة مجوهراتها. تلقى رئيس نيابة الإسكندرية، في شهر مارس من نفس العام، البلاغ الثاني، من شخص يُدعى محمود مرسي، يفيد باختفاء أخته زنوبة، الذي ذكر تحديدًا أن ريا وسكينة هما اخر من تواجدت معهما أخته قبل اختفائها، على الرغم من ذلك استبعدتهما النيابة من التحقيق. أبلغت فتاة، ابنة ال 15 من عمرها، البلاغ الثالث، عن اختفاء والدتها زنوبة عليوة، بائعة الطيور البالغة من العمر 36 عاما، وقالت الفتاة في البلاغ إن آخر من تقابل مع والدتها كانتا ريا وسكينة، لتتوالى بعد ذلك العديد من البلاغات عن اختفاء النساء. اكتشاف تورط ريا وسكينة في اختفاء النساء منزل ريا وسكينة أثار اختفاء النساء المتتالي في المنطقة، الذعر بين الأهالي، خاصة بعد أن عثر أحد عساكر الدورية في 11 ديسمبر عام 1920م، على بقايا جثة امرأة بالقرب من منزل ريا وسكينة، أثناء القيام بالحفر لاستجرار المياه في منزله الذي كان يؤجره لأحد الأشخاص، حيث استعمل المنزل كبيت للدعارة. وكانت سكينة قد استأجرت الغرفة التي عًثر فيها على عظام تحت البلاط، وعند ملاحظة انبعاث رائحة بخور قوية منبعثة من منزل ريا، وسؤالها عن الأمر، بررت بأن البخور من أجل إضاعة رائحة الرجال المخمورين الذين يدخلون المنزل برفقة أختها، لكن المخبر لم يقتنع بالأمر، وأمر بتفتيش الغرفة، ملاحظًا أن البلاط حديث التركيب، وتتصاعد منه رائحة عفونة. قام المخبرون بتفتيش باقي المنزل، وتم العثور على جثة امرأة، ثم العثور بعد ذلك على العديد من الجثث للسيدات المفقودات، مدفونات تحت بلاط المنزل، فضلاً عن العثور على عدد كبير من المصوغات الذهبية. القبض على العصابة وابنة ريا تشهد ضدها احضار بديعة ابنة ريا للاستجواب القت الشرطة القبض على ريا وسكينة، اللتين اعترفتا بالجرائم المنسوبة إليهم، بعد أن تم العثور على الجثث والمصوغات الذهبية في منزلهما، كذلك اعترفت عليهما بديعة ابنة ريا، التي طلبت الأمان من الحكومة، خوفًا من انتقام خالتها سكينة منها، فكانت شاهدة على استدراج ريا وسكينة للنساء، وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن تحت البلاط. أول امرأتين يصدر بحقهما حكم بالإعدام ريا وسكينة وزوجاهما انتهى الخوف والذعر في الإسكندرية، في 16 مايو عام 1921م، بعد أن صدر الحكم ضد ريا وسكينة وزوجيهما واثنين من البلطجية، اللذين شاركا في أعمال القتل، بالإعدام، لتكون ريا وسكينة أول امرأتين يصدر في حقهما الحكم بالإعدام، بعدما كان الدستور يمنع إعدام النساء. تم الحكم على حسن علي، الصائغ الذي كان يشتري مجوهرات الضحايا بالسجن خمس سنوات.