الحرية والعدالة جدل واسع يثار حول إمكانية عقد تحالفًا بين حزبي الحرية والعدالة والنور والتيارات السلفية الأخرى، خاصة بعد حصول النور على عدد كبير من المقاعد البرلمانية، لا سيما أن مواقعا إخبارية تناقلت أنباءً عن دعوة أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين صباح الخميس، على لسان أمين جمعة، نائب مرشد الإخوان، بشأن دعم تحالف بين حزبي الحرية والعدالة والنور وجميع التيارات السلفية الأخرى. ورحب الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور السلفي، بتصريحات حزب الحرية والعدالة، التي كشف فيها عن رغبته في التحالف مع التيار السلفي، مشيرا إلى أن هذا التحالف لا يعدو حتى الآن كونه إشارات من بعيد لبعيد، خاصة أنه لم تحدث بعد أي لقاءات مباشرة بينه وبين الدكتور محمود مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة. وقال عبد الغفور إن التحالف المرجو سيكون توافقًا فكريًا بالدرجةِ الأولى يهدف إلى دعم المصلحة العامة للشعب. وأشار رئيس حزب النور السلفي، في تصريح ل"صدى البلد"، إلى أن تحالف الإسلاميين لدعم مرشح واحد للرئاسة قد يكون مطروحا في وقت لاحق بمجرد أن تحدث لقاءات حقيقية بين التيارين. من جانبه، قال اللواء عادل عفيفي، رئيس حزب الأصالة السلفي، إن الهدف من دعوة حزب الحرية والعدالة للتحالف مع الإسلاميين، فرض سيطرتها هيمنتها على البرلمان، بعد أن أخفقوا في الحصول على أغلبية المقاعد ونسبة "50 في المائة +1"، مشيرًا إلى أن تصريحات "الحرية والعدالة " بهذا الشأن متضاربة، على حد تعبيره. ورأى عفيفى أن تشكيل تحالفات وتكتلات سياسية داخل البرلمان قد يلحق الضرر بالمصلحة العامة، وأنه من الأفضل أن يشكل البرلمان المصري بأجمعه كتلة واحدة تبحث عن المصلحة العامة، لافتًا إلى أن البرلمان الجديد هو المنتخب الأول بإرادة الشعب بعد 60 عامًا من التزوير، ومعوّل عليه أن يأتي بإصلاحات تشريعية حقيقية تخدم المصلحة العامة للشعب، على حد قوله. من ناحيته، لفت نادر بكّار، المتحدث الإعلامي باسم حزب النور السلفي، إلى أن الحزب لا يحبذ التحالفات السياسية، لكونها تزيد الشارع احتقانًا، منوهًا إلى أنه مازال الوقت مبكرًا للحديث عن تكتّل بعينه داخل البرلمان. وأوضح بكّار أن حزب النور دائمًا ما يرغب في الائتلافات الموسعة، ويدعم التعاون الجماعي لتحقيق مصلحة البلاد. وفي السياق ذاته، نفى الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، صحة ما تردد حول عزم الحزب عقد تحالف مع حزب النور السلفي وباقي أحزاب التيار السلفي، مشيرا إلى أن الكثير من الأفكار المشوهة والكاذبة تثار حول الحرية والعدالة بهدف النيل من مصداقية الحزب. ويصف الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، كل ما يتم تداوله بشأن تحالف بين حزب الحرية والعدالة والأحزاب السلفية بأنه إرهاصات أو تأليفات أو توقعات، مؤكدا عدم وجود حقيقة واضحة حتى الآن حول هذا الأمر. وقال غزلان إن الأمر سرعان ما سيتضح بالانتهاء من التشكيل النهائي للبرلمان، لافتًا إلى أن حزب الحرية والعدالة متحالف بالفعل مع 10 أحزاب تحت عنوان "التحالف الديمقراطي من أجل مصر"، وليس من بينها حزب واحد ينتمي للتيار السلفي. وأشار المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين إلى أن عددًا كبيرًا من الأخبار غير الصحيحة يتم تداولها على لسان جماعة الإخوان المسلمين، ولا علاقة للجماعة بها.