التطرف.. جاءت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمى، والمؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الايسيسكو"، بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتحذر من الفكر المتطرف الأحمق وسعيه لتدمير المستقبل والحاضر، لافتاً إلى أن الإسلام ليس له علاقة بالفكر المتطرف الذى يدمر الشعوب ومستقبلها. وفيما يلي يستعرض "صدى البلد"، من خلال التقرير التالي أبرز ما جاء على لسان العلماء عن الفكر المتطرف وسبل محاربته والقضاء على التشدد والإرهاب. الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حذر من الفكر الديني المغلوط حيث بادر الأزهر الشريف إلى الإعلان عن مرصده لمكافحة التطرف، في الثالث من شهر يونيو لعام 2015م، بهدف رصد كافة رسائل التطرف والإرهاب التي تبثها الجماعات المتطرفة أياً كانت أيديولوجيتها، والعمل على تفنيدها ومكافحتها وبيان صحيح الدين، وكذلك الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية المنتشرة في الكثير من بعض وسائل الإعلام العالمية. وأكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خطورة الفكر المتطرف على الأوطان، محذراً الشباب من الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على معلوماتهم عن الإسلام وشريعته وأحكامه، موجهاً إلى أهمية استقاء معلوماتهم من المصادر الموثقة أو أخذها عن العلماء الثقات المشهود لهم بالأمانة. ودعا فضيلته كل القيادات العربية إلى الاهتمام بالشباب وإشراكهم في بناء أوطانهم وصناعة مستقبله، مؤكدًا أن هناك خطوات ملموسة فى هذا المجال بدأت في بعض البلدان العربية.
الدكتور علي جمعة علي جمعة: المتطرفون بدلوا دخول الإسلام من الرحمة إلى الحرب بينما يشير الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إلى أن وصية النبي محمد،صلى اله عليه وسلم، للأمة كلها صريحة في حديثه: "إلزم الإمام ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك"، مؤكداً أن المسلم الحقيقي يجب أن يعتزل جميع الجماعات المتطرفة التي جاءت أنشأت لتشويه صورة الإسلام عالميًا. وأضاف "جمعة"، خلال لقائه بطلاب جامعة الزقازيق: "بدلًا من الدعوة للدين بالحق والرفق والجدال الحسن تنفيذًا لأوامر الله عز وجل بالقرآن الكريم (وجادلهم بالتي هي أحسن)، انقلب الحال وأصبح المسلمون في صورة سيئة للغاية بسبب أفعال تلك الجماعات الذين يصدق فيهم حديث رسول الله صل الله عليه وسلم (الخوارج كلاب أهل النار). وأشار إلى أن تلك الجماعات بدلوا دخول الإسلام بالرحمة والسماحة وأركانه الخمسة بالحرب والقتال، مضيفًا: "انقلب الهرم بعدما جعلوا قضية القتال في سبيل الله هي المدخل للدين، وهذا ما يخالف صحيح الإسلام الذي جعل القتال بشروط". وذكر حديث رسول الله "أخاف على أمتي من رجل أتاه الله القرآن حتى إذا بدت عليه بهجته غيره وسل سيفه على جاره ورماه بالشرك"، لافتاً إلى أن هذا ما حدث مع سيد قطب أتاه الله القرآن وفسره جيدًا ثم غيره في الطبعة الثانية؛ ففي الجزء الثالث عشر فسره من خلال 300 ورقة كلها تكفر المسلمين. الدكتور شوقي علام
مفتي الجمهورية: سمات مشتركة بين موجات التطرف عبر التاريخ في حين يرى الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه من أكبر الأخطاء التي نقع فيها أن نظن أن المعركة قد انتهت، وأنه لا داعي أبدًا لمناقشة الأفكار الضالة ونستهين بالفكر المتطرف، ذلك لأن عواقبه خطيرة، ومن شأنها أن تضيع كافة الجهود التي تبذلها الدولة في مجال التنمية، مؤكدًا أن هذه الجماعات المتطرفة لا تمل أبدًا من عملية استعادة الأفكار المتشددة في صور مختلفة بوسائل مختلفة تخفى على عموم الناس". وأوضح المفتي أن قضية استعادة وعي الأمة كلها قضية مصيرية، وأن حروب الأفكار والمفاهيم أصبحت لا تقل في خطرها عن حروب الأسلحة المدمرة، مؤكدًا أن المعركة الكبرى التي نخوضها في مصر والعالم هي معركة الوعي وتصحيح المفاهيم. وشدد المفتي على وجود سمات مشتركة بين موجات التطرف عبر التاريخ، منها أنهم عمدوا إلى آيات من القرآن الكريم نزلت في مشركي مكة وأنزلوها على المسلمين، فقتلوا المسلمين وغير المسلمين؛ إذ على حد كلامهم الإسلام غاب منذ زمن طويل، وعادت الجاهلية، والشريعة لم تعد مطبقة. وأشار إلى أن هناك خللًا في فهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فتعمدوا التشويه في كلام الجانب النبوي.
وزير الأوقاف وزير الأوقاف: ديننا السمح الحنيف قائم على الوسطية في كل شيء أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن التطرف تطرف على أية حال، حادًا كان أو مضادًا، فهو الذهاب إلى الطرف بعيدًا عن الوسط، وقد قال الإمام الأوزاعي (رحمه الله): ما أمر الله (عز وجل) في الإسلام بأمر إلا حاول الشيطان أن يأتيك من إحدى جهتين لا يبال أيهما أصاب الإفراط أو التفريط، الغلو أو التقصير. وقال وزير الأوقاف في تصريحات له: مع أن ديننا السمح الحنيف قائم على الوسطية في كل شيء حتى مجال العبادات، فلما رأى نبينا (صلى الله عليه وسلم) حبلًا مشدودًا في المسجد بين ساريتين أي عمودين من أعمدة المسجد سأل (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): (ما هذا؟ ) قالوا: حبل لزينبَ تُصلِّي فإذا كسِلَتْ أو فتَرَتْ أمسكت به قال: ( حُلُّوه ) ثمَّ قال: «لِيُصَلِّ أحدُكم نشاطَه فإذا كسِل أو فتَرَ فليقعُدْ»، ولما رأى (صلى الله عليه وسلم) سيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) يتوضأ فيسرف في استخدام الماء فقال: «مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟» قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ» . وأضاف وزير الأوقاف: وحتى الإنفاق سواء أكان إنفاقًا على النفس أم على الغير تحت أي مسمى فالوسطية مطلب راسخ، حيث يقول الحق سبحانه في كتابه العزيز: «وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا»، ويقول سبحانه: «وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا» . وأشار الوزير إلى أنه قد أكد القرآن الكريم على الوسطية في كل أبعادها، حيث يقول الحق سبحانه: «وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا»، ويقول سبحانه: «قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ»، ويقول الحكماء: لا تكن رطبًا فتعسر ولا يابسًا فتكسر . وأوضح أنه: غير أن البشرية بصفة عامة قد ابتليت بتطرفين متناقضين في حدية بالغة، الأول يقتل ويخرب ويدمر ويسفك الدماء باسم الأديان وتحت رايتها، محرفًا النصوص ومُخْرِجًا لها عن سياقها، والأديان براء من كل ذلك . وقال: فالأديان السماوية جميعها أنزلت رحمة للناس، حيث يقول الحق سبحانه: «طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (تركتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما: كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ)، الأديان يسر، وسماحة، وتراحم، وتعاون، وتكافل، فحيث تكون مصالح البلاد والعباد فتلك مقاصد الأديان العامة . وأوضح الوزير أن الطرف الثاني: يهدم في ثوابت الأديان هدمًا، ويأخذ الناس بقصد أو بجهل إلى طريق الانحراف والهاوية والضلال، وفي ذلك خطر لا يقل عن خطر التطرف باسم الدين، حيث يقول الحق سبحانه: «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى».