السيسي من جلاسجو: نتطلع لاستضافة قمة المناخ المقبلة في مصر

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر بادرت لتنفيذ مشروعات تعمل على تقليل الانبعاثات والتحول إلى النقل النظيف.
وأضاف الرئيس السيسي، في كلمة له خلال الدورة ال 26 لقمة الأمم المتحدة حول تغير المناخ فى جلاسجو مساء اليوم الاثنين، إن مصر انتهت من إعداد الاستراتيجية 2050 التي ستعمل على المساعدة للتعافي من أثار جائحة كورونا.
وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر تدرك جيدا التحديات التي تواجهها الدول النامية، وأكد أن تنفيذ التزاماتنا مرهون بحجم الدعم الذي نحصل عليه.
وأكمل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه يتطلع لكي تكون القمة المقبلة في مصر في قارة أفريقيا.
ووصل اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي مطار جلاسجو الدولي للمشاركة في "قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ".
وسيشارك الرئيس في الدورة 26 لقمة الأمم المتحدة لرؤساء الدول والحكومات لتغير المناخ التي ستعقد على مدار يومي الأول والثاني من نوفمبر بمدينة جلاسجو.
مشاركة مصر في قمة المناخ
وفي هذا الصدد قال الدكتور حامد فارس، خبير العلاقات الدولية، إن القيادة السياسية المصرية ممثلة في الرئيس السيسي، مازالت تبذل كل الجهود في الحفاظ على بقاء البشرية في ظل حاجة العالم إلى نهج شامل للتعامل مع قضية تغير المناخ.
وأضاف فارس في تصريحات ل "صدى البلد"، أن مشاركة الرئيس السيسي اليوم في قمة المناخ في جلاسجو تؤكد أن مصر هي المدافع الأول عن المنطقة العربية والقارة الإفريقية، لما لها من ثقل سياسي واقتصادي ودبلوماسي.
المصريون يحتفون بوصول السيسي ل مطار جلاسجو للمشاركة في قمة المناخ.. شاهد
شيخ الأزهر: قمة المناخ فرصة حقيقية من أجل مستقبل أفضل للإنسانية
وتابع: "مصر قادرة على مواجهة التهديدات التي تؤثر على الشعوب العربية والافريقية، وخاصة قضية تغير المناخ التى تهدد العالم بأسره، لذلك لابد أن نرفع مستوى الطموحات في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة".
ولفت فارس إلي أن قمة المناخ يشارك بها أكثر من 147 دولة، وأكثر القارات تضررا من التغير المناخي هي القارة الإفريقية رغم أن الانبعاثات الحرارية الصادرة منها لا تمثل سوى القليل من الانبعاثات العالمية.
وتابع: "لذلك فإن مشاركة الدولة المصرية في هذه القمة تأتي في إطار الجهود الحثيثة و الدؤوبة نحو مساعي مصر للحفاظ على اتفاقية تغير المناخ التي أبرمت في العام 2015، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه تغير المناخ خاصة الدول التي لديها انبعاثات الحرارية.
وأشار إلي أن هذه القمة تعتبر ثاني أكبر حدث دولي خاص بالمناخ بعد قمة باريس 2015، وينظر لها على أنها الفرصة الأخيرة لإبرام معاهدات دولية لخفض الانبعاثات الحرارية.
الهدف من القمة
وأوضح فارس أن قمة المناخ تهدف إلى الإبقاء على درجة الحرارة عالميا في نطاق يمكن التحكم فيه، خاصة أن القمة تدرس مدى التقدم الذي أحرزته اتفاقية باريس 2015 التي نصت على خفض الانبعاثات وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة.
مشاركة الرئيس السيسي
وعن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة، قال خبير العلاقات الدولية، إن مشاركة الرئيس السيسي تأتي تلبية لدعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ولأن بريطانيا تعلم حجم الدور الكبير والمحوري الذي تلعبه مصر في كافة القضايا الإقليمية والدولية في إطار مفاوضات تغير المناخ.
وتابع: "من جانب مصر سيتم التركيز بشكل عام على الموضوعات التي تهم الدول النامية، وبشكل خاص على الموضوعات التي تهم الدول الافريقية".
أجواء مشحونة ومقلقة
وأضاف فارس أن القمة تتم في أجواء دولية مشحونة بالقلق مما يعزز أهمية خروج القمة بنتائج ايجابية وحاسمة لحل المشكلات الشائكة.
مشاركة مصر في مؤتمرات المناخ
ومن الجدير بالذكر أن الرئيس السيسي شارك عبر الفيديو كونفرانس في اجتماع رؤساء الدول والحكومات حول المناخ على هامش أعمال الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح فارس أن المشاركة الرئيس السيسي في قمة تغير المناخ، تأتي في ضوء مرحلة جديدة على صعيد عمل المناخ الدولي، وتطلع مصر لاستضافة القمة العالمية لتغير المناخ في 2022 بالإنابة عن القارة الافريقية التي أعلن عنها الرئيس السيسي في 20 سبتمبر.
التحديات التي تواجه القمة
وبخصوص التحديات التي تقف أمام قمة تغير المناخ، أضاف فارس أن أول هذه التحديات هو التمويل الذي يعد العقبة الأكبر، لافتا إلى أنه تم تأسيس صندوق المناخ الأخضر في العام 2010 ويحكمه 24 عضو ومقره كوريا الجنوبية.
وتابع: " مهمة الصندوق الأخضر هي بتمويل مشروعات التخفيف من الانبعاثات الحرارية، وكيفية التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية".
ولفت إلي أن الصندوق يواجه نقص في التمويل، وأن الدول الصناعية الكبرى تعهدت في قمة الدنمارك عام 2009 بتوفير تمويل قدره مائة مليار دولار سنويا لتمويل مشروعات المناخ في الدول النامية، ولكنها لم تنفذ هذه التعهدات.
وأوضح فارس أن التحدي الأخر أمام القمة هو ضمان التوزيع العادل بين الدول وبين نوعية المشروعات سواء التخفيف أو التكيف، والأتفاق على إلزامية التخلص من استخدام الفحم بحلول عام 2030 في بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وفي عام 2040 في سائر بلدان العالم.
الرئيس يصل مطار جلاسجو الدولي للمشاركة في قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ
الرئيس السيسي يصل مطار جلاسجو الدولي للمشاركة في قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ
دعوة الرئيس السيسي لحضور قمة المناخ
ومن جانبه قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن مشاركة الرئيس بقمة المناخ تأتي تلبيةً لدعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للقمة، وذلك في ضوء الدور الهام الذي تقوم به مصر على المستويين الإقليمي والدولي في إطار مفاوضات تغير المناخ.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس سيركز خلال أعمال القمة على الموضوعات التي تهم الدول النامية بشكلٍ عام والأفريقية على وجه الخصوص، خاصة ما يتعلق بتعزيز الجهود لدفع عمل المناخ الدولي، فضلاً عن التأكيد على ضرورة التزام الدول الصناعية بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ، وكذلك التأكيد علي تطلع مصر لاستضافة الدورة القادمة لقمة تغير المناخ خلال العام القادم 2022.
وأضاف المتحدث الرسمي أن برنامج زيارة الرئيس إلى بريطانيا سيتضمن عقد مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر كذلك أن يعقد الرئيس مجموعة من اللقاءات خلال القمة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، وذلك للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائي وكذلك التشاور وتبادل وجهات النظر والرؤى بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية.