ليلة فلكية مميزة .. ذروة زخات شهب التنين تتساقط على مصر .. اقتران المريخ مع الشمس يوقف جميع الاتصالات على الكوكب الأحمر

أشرف تادرس :
شهب التنين ترى بالعين المجرد وتبلغ 10 في الساعة

البحوث الفلكية :
المريخ يختفى من السماء حتى نهاية عام 2021
أشرف تادرس :
يجب عدم إستخدام التلسكوب لرصد المريخ في الوقت الحالي

نشهد اليوم الجمعة الموافق 8 أكتوبر ليلة فلكية مميزة حيث يصادف اليوم وجود ظاهرتين فلكيتين في غاية الأهمية وهما تساقط شهب التنين من السماء ، واقتران المريخ بالشمس.
ويقترن كوكب المريخ بالشمس حين يمر الكوكب الأحمر بالقرب من الشمس يوم الجمعة 8 أكتوبر 2021 وسوف يفصل بينهما 0°39' درجة وهذا سيجعله غير مرصودا تماما لعدة أسابيع حيث سيكون مطموسا في وهج الشمس.
القمر يختبأ عن الانظار فى السماء الليلة
أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية أن كوكب المريخ سيمر بالقرب من الشمس في السماء، حيث يحمله مداره حولها، إلى الجانب البعيد من النظام الشمسي، وأبعد ما يكون عن الأرض.
وعند الاقتراب الأقرب للمريخ من الشمس؛ سيظهر على مسافة زاوية 39 دقيقة قوسية فقط من الشمس؛ مما يجعله غير مرئي تماما لعدة أسابيع، حيث سيختفى فى وهج الشمس.
وقال معهد الفلك أن عام 2020 كان عامًا جيدًا لمشاهدة كوكب المريخ. حيث ظهر الكوكب الأحمر كنقطة حمراء لامعة في سماء الليل. وعلى الرغم من أن كوكب المريخ بدأ في عام 2021 ساطعًا ، إلا أنه تلاشى بسرعة. وأصبح غير مرئى في أغسطس ،و اختفى المريخ خلف الشمس بالنسبة للأرض والآن إقترن المريخ بالشمس.
سيختفي المريخ تمامًا من السماء، وسوف يقطع المريخ دورته حول الشمس والتى تستغرق 687 يوما من أيام الأرض وتبلغ متوسط المسافة بين كوكب المريخ، والشّمس نحو 228.0 مليون كم، وتبلغ متوسط سرعته المدارية 24.14 كم/ث.
سيعود المريخ مجددا في الظهور فى السماء قبل نهاية عام 2021، حيث يظهر في الشرق قبل شروق الشمس في أواخر نوفمبر ، لبدء دورة جديدة من الظهور خلال عام 2022.
وستتوقف جميع الاتصالات من وإلى المركبات الفضائية التي تستكشف كوكب المريخ خلال فترة اقترانه بالشمس والتي قد تسبب تشوه فى الإشارات من وحدات التحكم الارضية الى المركبات على المريخ والعكس او فقد أي بيانات هامة نتيجة تأثير الجسيمات المشحونة التي تنطلق من الشمس.
يجب التذكير بعدم محاولة استخدام المنظار او التلسكوب لرصد المريخ في الوقت الحالي نظرا لقربة من الشمس وهذا خطير لان الشمس قد تصبح في مجال رؤية تلك الأجهزة ما قد يتسبب بأضرار العين.
ستكون الفرصة الحقيقية لرصد كوكب المريخ بالعين المجردة في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر 2021 حيث يرصد منخفضا باتجاه الافق الشرقي قبل شروق الشمس ، وفي النصف الاول من العام 2022 سوف يزداد لمعان المريخ تدريجيا الى يصبح ملاحظا في السماء في ربيع 2022.
كما تشهد سماء الوطن العربي يوم الجمعة 8 أكتوبر 2021 ذروة تساقط شهب التنين في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة بدون الحاجة لاستخدام التلسكوبات او أجهزة رصد خاصة.
"البحوث الفلكية" توضح الفصول على كوكب زحل
وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك ب المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، أن اليوم سوف نكون على مشاهدة بديعهة فى سماء مصر حين تتساقط شهب التنين وهي زخة شهابية صغيرة يبلغ عدد الشهب فيها حوالي 10 شهب في الساعة.
وصرح الدكتور "تادرس " فى تصريحات خاصة ل"صدي البلد" أن ظاهرة تساقط شهب التنين تحدث نتيجة حبيبات الغبار التي يخلفها المذنب جياكوبيني الذي تم اكتشافه عام 1900.
إن افضل وقت لمراقبة هذه الشهب سيكون مباشرة بعد بداية الليل من موقع مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدن (وليس من المنزل) والنظر باتجاه الأفق الشمالي، وستحتاج عين الإنسان لحوالي 20 دقيقة لتتكيف مع الظلمة ويجب على الراصد أن يعطي نفسه ساعة على الأقل لرؤية أحد الشهب.
لحسن الحظ سيكون القمر هذه السنه في طور هلال بداية الشهر وسيغرب مبكراً لذلك لن يؤثر على رصد شهب التنين هذه السنة ما سيترك السماء مظلمة للاستماع برصد شهب التنين .
تاريخياً شهب التنين أنتجت عواصف شهابيه في الأعوام 1933 و 1946 حيث سجل الالاف الشهب في الساعة والمذنب مصدرها عاد في 1998 وأيضا تساقطت بمعدل حوالي 100 شهاب بالساعة ومنذ 10 سنوات في أكتوبر 2011 سجل حوالي 600 شهاب في الساعة على الرغم من وجود القمر متزامنا مع الشهب في تلك الليلة.
يرجع السبب في أن تساقط الشهب يكون في بعض الأحيان جيد كما حصل في العام 2011 مقارنة بسنوات اخرى إلى ان المذنب مصدر هذه الشهب كان في أقرب نقطة من الشمس (الحضيض) وذلك يعني مزيدا من الجزئيات الغبارية المنتشرة على طول مداره عندئذ يكون عرض الشهب في أفضل أحواله.
خلال العام الحالي 2021 لا يتوقع حدوث عاصفة شهابيه للتنين نظرا لان المذنب مصدر هذه الشهب سيكون بعيدا، واقترابه التالي سيكون في العام 2025 ولكن لا يمكن الجزم بعدد الشهب التي ستشاهد بالضبط فزخات الشهب مشهورة بتحدي التوقعات فهي إما ان تنتج تساقط مميز أو تكون أقل من التوقعات.
معظم زخات الشهب حصلت على تسميتها نسبة لمجموعة النجوم التي تنطلق من أمامها ظاهريا من منظورنا على سطح الأرض وفي حالة هذه الشهب فإن نقطة انطلاقها أمام مجموعة نجوم التنين.