سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رخصة ربانية لكي تستقيم الحياة .. على جمعة يوضح أحكام وشروط الطلاق .. ويؤكد: لفظ أنتي طالئ بدون قاف يقع عند المذاهب الأربعة .. وأبغض الحلال من الأحاديث الضعيفة .. وهذا حكم يمين الفور
الدكتور على جمعة خلال حوار تليفزيوني: * لفظ «إنتى طالق لو عملتي كذا» يقع طلاقا عند هذه المذاهب * هل يقع الطلاق بلفظ «أنتي طالئ» بدون حرف القاف؟ * يوضح معنى «يمين الفور» * كلمة «عليا الطلاق» لا يقع بها طلاق * "إن أبغض الحلال عند الله الطلاق" من الأحاديث الضعيفة * يوضح متى يكون الطلاق محرما أو واجبا ؟
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إن الطلاق رخصة ربانية وهبها الله لنا كي تستقيم الحياة وليس كي تُهدم، ويجب فعله في أضيق الحدود. وأضاف "جمعة"، خلال لقائه ببرنامج "من مصر"، مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع عبر فضائية سي بي سي، أن من الطلاق ما هو مكروه، ومنه ما هو مندوب، ومنه حرم، ومنه مباح وهكذا، وشروط وجوب الطلاق قليلة ومن ضمنها خيانة الزوجة أو انعدام النفقة للزوج بالإضافة إلى أن بقاءه في الأسرة يعطلها مثل الزوج المسجون، وتكون حالات الطلاق الواجب في أضيق الحدود ولها شروط معينة، لذلك يتخذ القاضي قرار الطلاق فوراً في 99% من هذه الحالات. وتابع علي جمعة أن يبدأ الزواج عن طريق قيام المأذون بزواج رجل وامرأة، يُستخرج لهما وثيقة زواج في وقت تحرير العقد، وهناك ما يسمى "بالتصادق" وهو ان يكون رجل وامرأة تزوجا منذ فترة زمنية ويعلم الناس بهذا الزواج فيصادقه المأذون بعد تحرير العقد، ويقوم المأذون بمهمة الطلاق أيضاً. وأشار الى أن بعد الطلاق يجوز للزوجين أن يعودا في حالة الطلاق الأول والثاني أما الثالثة فلا يجوز، وتكون مدة العدة 3 شهور أقلها 62 يوماً أو 30 يوماً كحد أقصى يستطيع الزوج فيهم العودة لزوجته وتسمى "رجعية"، وإذا انقضت شهور العدة وأرادا العودة يعودا بعقد جديد وتسمى "بينونة صغرى"، وكذلك في الطلاق الثاني، أما الطلاق الثالث فتصبح طلقة "بائنة" قبل مرور العدة، أما بعدها فتكون "بينونة كبرى"، وفي هذه الحالة إذا تزوجت المرأة من زوج آخر وكانت سعيدة معه عليها أن تكمل حياتها معه، وإذا حدث الطلاق وتريد العودة للزوج الأول تنتظر مرور شهور العدة ويعودا ولكن بعقد جديد، وبرخصة ثلاث طلقات جدد. أما في حالة الزواج من رجل آخر بعد الطلاق الثاني ولم يستمر الزواج، وتريد العودة لزوجها الأول، يجوز العودة أيضاً بثلاث طلقات جديدة أيضاً، أما في حالة عودة الزوج للزوجة بعد الطلاق الأول بغير رضاها، يجوز لها في هذه الحالة أن تختلع أي تتطلب الخلع، ويحسب طلاق مرتين، لأنه يكون أساء استعمال حقه بالعودة للزوجة دون رضاها. وأشار إلى أن هذه القوانين هي ما توصل إليه الفقهاء، لكن لا يوجد نص صراحة في القرآن أو السنة، لكنها اجتهادات الصحابة. أما عن الشروط الواجب توافرها في المطلق لوقوع الطلاق ..قال إن شروط المطلق هي الإدراك والإملاك . وأوضح أن الإدراك هو أن يكون الإنسان مدرك للمكان والزمان والأشخاص والأحوال مؤكدا أنه إذا سئل الرجل هل تتذكر أنك تلفظت بلفظ الطلاق وقال إنه لا يتذكر فلا يقع الطلاق حتى لو قالت زوجته أنه تلفظ به فلا يؤخذ بكلامها . وأشار علي جمعة الى أنه إذا لم يتذكر المطلق المكان الذي تلفظ به لفظ الطلاق فلا يقع الطلاق لأنه غير مدرك للمكان ،منوها الى أنه إذا لم يتذكر الزمان الذي تلفظ فيه بلفظ الطلاق فلا يقع الطلاق أيضا . وأضاف أن المطلق إذا لم يتذكر من الأشخاص الذين تواجدوا في وقت تلفظه بلفظ الطلاق لا يقع الطلاق. وأكد "جمعة"،ان إذا لم يتذكر الشخص أي حالة من الأربع حالات فلا يقع الطلاق وذلك وفقا للحديث الشريف "لا طلاق في إغلاق " موضحا أن معنى الإغلاق ألا يتذكر الفرد أحد هذه الأحوال ففي هذه الحالة لا يقع الطلاق ولكن إذا تذكرهم جميعا فهنا يقع الطلاق. وعلق على لفظ " تبقي طالق لو "، قائلاً: إن هذه الصيغة لا يقع بها الطلاق وذلك عند ابن حزم. وأضاف أن جملة "تبقي طالق لو" يؤخذ بها في بعض الأمور وهناك من المجتهدين من يرى أن هذا الشرط ليس واقعًا لأنه ليس الصيغة الشرعية التي طلبها الله من عباده وهي جملة "أنتِ طالق".
وأشار إلى أن الأئمة الأربعة أبو حنيفة والشافعى ومالك وأحمد يرون جملة "تبقي طالق لو" تقع طلاقاً، ولكن لا تقع طلاقاً عند بعض العلماء لأنهم يرون أن هذه ليست الصيغة الشرعية التى طلبها منا المولى عز وجل وهى " أنتِ طالق "، مُشيراً الى أن قول " انتى طالق لو عملتي كذا " لا يقع بها الطلاق الا عند المذاهب الاربعة يقع بها الطلاق .
وتابع: أنه يجب على الناس أن تأخذ بما يفتيهم به المفتي لأنه يأخذ بالعصر، ويجب فهم سنة الله ورسوله من المفتي ودار الإفتاء وهيئة كبار العلماء فهم من يعيشون العصر ويختارون الاختيار الفقهي المناسب لمصالح الناس ومقاصد الشرع.
وعلق الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، على لفظ "أنتي طالئ" بدلًا من «طالق» كما هو جارٍ على لسان كثير من أهل مصر: فخرجت من اللفظ الصريح إلى الكناية التي تحتاج إلى نية مقارنة للفظ يقع به الطلاق . وأضاف أن من قال لزوجته أنتى طالئ بدون القاف فى كلمة طالق، فلأبد من سؤاله على الإدراك والإملاك ثم النية.
وأشار إلى أن من قال لزوجته انتى طلقة فتكون كناية، فإذن الصيغة نفسها هى واحدة صريحة فإذا انتقلت للكناية يُسأل عن نيتة ولابد أن يكون صريح من المفتي.
حكم من قال لزوجته" إذا فعلت كذا أنت طالق أو لو خرجت أنت طالق " .. قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء أن حكم من يقول " إذا فعلت كذا أنت طالق أو لو خرجت أنت طالق" أن هذا يسمى « يمين الفور» ويمين الفور يقع على الوقت الحالى .
وأوضح أن « يمين الفور»لا يقع ألا على الوقت الذي قيل فيه أى أنه إذا حلف الرجل على زوجته «يمين الفور » في وقت معين ولم تخرج أو لم تنفذ ما حلف عليه في هذا الوقت لا يقع الطلاق حتى لو فعلت هذا الأمر الذي حلف عليه في وقت أخر كاليوم التالى على سبيل المثال .
وأضاف أن هذه الأحكام وضعها العلماء عبر الزمان وذلك ليحافظوا على الأسرة وليطبقوا شرع الله يقينا لأن الطلاق خلاف الأصل، فالأصل أن تستمر الأسرة والطلاق أمر طارئ عليه ،لذلك استصحاب الأصل يقين.
علي جمعة كلمة «عليا الطلاق» لا يقع بها طلاق وتستلزم كفارة ..قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن كلمة « عليا الطلاق » معناه "والله لأطلقك ".
وأضاف خلال لقائه ببرنامج "من مصر " المذاع على قناة سي بي سي أنه إذا قالها الرجل لزوجته وفعلت المرأة الأمر الذي حلق الزوج عليه فلا يقع الطلاق ولكن يكون على الرجل كفارة يمين والتي تكون في هذه الحالة إطعام عشرة مساكين.
وأشار الى أنه إذا لم يخرج كفارة على كل يمين وقع سيحاسب عليه أو يطلق زوجته بإثبات عند المأذون.
هل إن أبغض الحلال عند الله الطلاق حديث للنبي فعلا؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق.
وقال "إن أبغض الحلال عند الله" هو من جنس الأحاديث الضعيفة المأخوذ بها ونسير عليها وتكون ثقافة شائعة وسطنا ولا شيء فى ذلك.
وأشار إلى أن هناك من يسمع قول إن هذا الحديث ضعيف فيرفضه ويتركه وهذا مخالف لكل علماء الأمة.
وأوضح أن الطلاق فعلا أبغض الحلال، لأنه يهدم أسرة وتبدأ معه المشكلات.
ونوه إلى أن من الحلال ما فيه بعض المكروه رغم حلته، ولكن سبحانه وتعالى يقول لك من الأفضل ألا تفعله وسأعطيك ثوابا عليه كالإسراف فى الطعام والشراب مثلا، قال تعالى "كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، أو شخص يحب تناول الطعام الحار أو الذى به دهون، فذلك مكروه رغم أنه حلال، لأنه يأتى بالقرحة والكوليسترول والعديد من الأمراض، فهناك أشياء بغيضة ولو كانت حلالا.
وذكر علي جمعة أن معنى أنها حلال أن الشخص لن يأخذ عليها إثم إذا فعلها ولكنها بغيضة فلا يقع فيها فيها بسهولة، ولا يفعلها من غير سبب أو دافع قوى وقتها نقول "يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ".
وتابع أن الطلاق بغيض لأن فيه إنهاء للعشرة والحب وأسرة ستهدم، ولو كان فى أولاد تكون المسألة أشد بغضا، حيث بتجربة السنين فالطلاق بداية المشكلات.
واستطرد: الطلاق وضع ليحل مشكلة ولكن على العقلاء أن يعلموا أنه بداية للمشكلات ويوزنوا المشكلة التى يريدون الهرب منها والطلاق بسببها والمشاكل اللى ستحدث بعد الطلاق، ويقدروا ويقولوا نطلق أو لا نطلق.
وذكر أنه ظهر فى العصر الحديث بعض الناس يدعون إلى ترك الحديث الضعيف أيضا، وهذا أمر سيئ للغاية، لأنه يوجد فى مجال هذا الضعيف أشياء مهمة جدا، ولأنه يوجد احتمال كبير أن تكون صحيحة ولكن سندها وتوثيقها أقل من درجة الحسن فهي فى أدون الدرجات، ولكن لها سند وبحث.
وفى الحقيقة بدأ هذه المسألة الأستاذ ناصر الدين الألباني، فهو الذى كان متشددا جدا فيها وناقشه العلماء ولكنه لم يقتنع بهذه النقاشات، وهو له مجهودات كبيرة فى مجال التوثيق ولكن كان رأيه هكذا وعلماء الأمة ردوا عليه.
متى نقول إن هذا الطلاق محرم ومتى نقول إنه واجب؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق.
وأجاب الدكتور علي جمعة عن السؤال قائلا: إن ابن خويزمنداد من المالكية كان يرى حرمة الاستمرار إذا اكتشف الرجل خيانة زوجته، فقال: يجب عليه الطلاق.
وتابع أنه من هنا جعل الفقهاء يقولون إن من الطلاق ما هو واجب ومندوب ومكروه ومحرم ومباح وما إلى ذلك.
واستطرد علي جمعة قائلا: إن هذا الكلام نقوله فى الدرس للتعليم لنعلم رأى الفقيه هذا، ولماذا قال ذلك، وما يترتب عليه، وبعد ذلك نفتى به عندما نحتاج إليه بطريقة معينة، لأن موضوع خيانة الزوجة ليس أمرا شائعا الحمدلله.