ظفر إلهام شاهين.. ورقبة الشعب

قامت الدنيا ولم تقعد بعد توجيه أحد الشيوخ – أو المحسوبين على الشيوخ – انتقادات لاذعة وكلمات جارحة للممثلةإ لهام شاهين، وراحت الفضائيات تصرخ وتولول على ما حدث بحق إلهام وتتحدث عن التطرف الدينى وعن ضرورة اتخاذ اجراء رادع بحق الشيوخ المتطرفين.
ولجأت إلهام للقضاء الذى اقتص لها بسرعة، وحكم على عبد الله بدر بالحبس عاما والغرامة 20 ألف جنيه ووقف برنامجه لفترة لا أذكرها، كما كانت سرعة تحرك الشرطة وسرعة القبض على بدر وإيداعه السجن بعد جهد كبير وتحريات وملاحقات.
وبرغم افتقادنا التام للأمن والغياب شبه الكامل للشرطة والشعور القاتل بحالة الانفلات الامنى لدى جميع المواطنين فى مصر إلا أن تحرك الشرطة ويقظتها وحسمها فى قضية إلهام كان مثار دهشة الكثيرين.

بالطبع من حق إلهام شاهين أن تلجأ للقضاء فيما رأت انه يمثل اهانة لها ، وبالتأكيد نحن ضد الاساءة لأى شخص سواء إلهام او غيرها ، وضد استخدام البعض خاصة من يحسبون انفسهم على رجال الدين لاسلوب الهجوم والتجريح الذى يرفضه الدين تماما ، لكن الغريب ان هذا الانزعاج والهجوم الاعلامى ، وهذا الردع ، وهذا الحسم وسرعة التحرك من الشرطة لا نجده فى كل القضايا والجرائم الخطيرة التى تهدد الجميع والتى تروح ضحيتها أرواح؟ كثيرة.
واذا كنا نتحدث عن اهانة شخصية واحدة هزت مصر كلها باعلامها وشرطتها، فما بالكم بهذا المذيع الذى أهان الشعب كله فى قناة الفراعين واتهم كل من لم يخرج فى المظاهرات ضد الرئيس مرسى بأنه خائن لمصر وعميل للصهيونية وانه ليس لديه نخوة؟
بالتأكيد هذه الاتهامات الخطيرة بالخيانة والعمالة وافتقاد النخوة طالت الملايين من المواطنين سواء مؤيدى او معارضى الرئيس الذين لم يخرجوا فى مظاهرات عكاشة صاحب القناة ، لكن أحدًا ممن أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب إهانة إلهام شاهين لم تتحرك لهم شعرة لاهانة شعب مصر كله بمؤيديه ومعارضيه.
لم نر هجومًا على توفيق عكاشة فى القنوات الفضائية ولا حتى استنكار لوصف شعب مصر كله بالخيانة والعمالة وافتقاد النخوة باستثناء من يخرجون فى المظاهرات ضد مرسى ، ولم نر اى تحرك لرفع الامر للقضاء للقصاص للشعب المصرى بنفس الحسم والسرعة اللذين تم بهما القصاص لإلهام شاهين.
قال لى احد الاصدقاء ساخرا وهو يشاهد الفيديو الذى يهين فيه عكاشة الشعب المصرى ان احدا لن يتحرك ضد هذه الاهانة ولا وسائل الاعلام ستتطرق للأمر لأن ظفر الهام شاهين عند هؤلاء برقبة الشعب كله.
الغريب ان الجميع اكتفوا كعادتهم بالسخرية من حديث عكاشة دون ان يفكر احدهم فى حجم الاهانة التى لحقت بالملايين من ابناء الشعب ، ربما تعودا على ان هذا الشخص يتحدث فى قناته على راحته دون ضابط او رابط او رادع دون حسيب او رقيب ، وربما كان الامر شعورا بأن اللجوء للقضاء قد لا يكون مجديا خاصة ان المذكور عليه احكام قضائية لم تنفذ لأن حسم الشرطة الذى رأيناه فى قضية الهام شاهين لن نراه فى قضية اهانة شعب مصر كله .
المزيد من أعمدة كمال ريان