لا استطيع أن أخفى إعجابى بأداء الشرطة فى قضية إلهام شاهين حيث استطاعت قوات الأمن أن تقبض على عبد الله بدر وأن ترحله للنيابة ومنها إلى سجن طرة ليقضى عقوبة الحبس على سب وقذف الفنانة المذكورة . وبداية فانى لا اعرف عبد الله بدر ولم اشاهد له برنامجا او مقطعا وان كنت قد كونت عنه انطباعا سلبيا بمجرد سماعى عنه وعن طريقته فى تناول القضايا وسب الآخرين ، وهى طريقة لا تتفق مطلقا مع قيم وتعاليم الإسلام الذى يأمر بالكلمة الطيبة مع من نتفق او نختلف معه . عبد الله بدر ومن على شاكلته يسيئون للاسلام لو احتسبناهم معبرين عن هذا الدين العظيم المتسامح ، لكن هؤلاء الشيوخ الذين يسبون ويشتمون لا يعبرون قط عن الإسلام ولا يمكن أبدا اعتبارهم حجة عليه . بعيداً عن عبد الله بدر فإننى لا أستطيع كما اشرت أن أخفى اندهاشى من سرعة وحسم قوات الشرطة فى موضوع الفنانة إلهام شاهين ، لكن المشكلة أو الأزمة إننا لا نجد حسم الشرطة ، ولا نجد الشرطة نفسها فى حياتنا بكل ما فيها من مآسٍ وأزمات وكوارث تهدد حياتنا . لا نجد الشرطة فى حالات الانفلات الأمنى الكارثى التى تهدد الجميع من خطف وقتل أصبحت للأسف خبرا عاديا مع كثرة حدوثها وتكرارها ، بل إن الشعور بالغياب التام للأمن أصبح هو المسيطر علي الجميع وهو الذى يشجع المجرمين على ارتكاب كل أنواع الجرائم دون رادع . لا نجد الشرطة ايضا بنفس الحسم فى عمليات الهجوم بالمولوتوف على مؤسسات الدولة وعلى مقار الاحزاب والصحف ، كما لا نجدها فى حالات قطع الطرق التى اصبحت اكثر من الهم على القلب وكذلك قطع السكك الحديدية وغيرها . آلاف حالات الاختفاء والخطف لاطفال وفتيات وآلاف الاستغاثات من أهالى الضحايا لكن الشرطة تقف عاجزة عن إغاثة الملهوفين ، وحدث ولا حرج عن حالات السرقات والبلطجة وسط غياب تام للأمن . عشرات أو مئات المتهمين فى قضايا خطف وقتل وسرقات وبلطجة ومولوتوف وخرطوش واعتداءات على مؤسسات الدولة ، وما زالت الشرطة عاجزة عن حماية المجتمع أو حفظ الأمن او تعقب المجرمين . حديثنا لا يعنى الهجوم على الشرطة ولا الغضب من سرعة القبض على عبد الله بدر ليقضى العقوبة المستحقة عليه ، لكنه الاندهاش من حظ الهام شاهين العالى ، فقضيتها شهدت سرعة رهيبة فى الحكم. وفى تنفيذ الحكم ، مع ان الآف الضحايا يبكون بدل الدموع دما حزنا على أبنائهم المخطوفين وضحاياهم المقتولين وهم يرون المجرمين يمرحون ويعيثون فى الأرض فساداً . لا تحدثوننا عن ثورة ولا غيرها قبل أن يحصل أبسط وأضعف مواطن فى مصر على حقه بالقانون بنفس الحسم والقوة التى تعامل بها القانون مع قضية الفنانة المذكورة ، إلا إذا كان هناك قانون خاص وشرطة خاصة لإلهام شاهين . المزيد من أعمدة كمال ريان