قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنه تم اتخاذ كل الإجراءات على الحدود مع سوريا والتي تضمن أمن واستقرار المملكة. وأشار الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه اليوم "الأحد" مع رئيس وأعضاء مجلس النواب الأردني، إلى النشاط الدبلوماسي المكثف الذي بذله الأردن لإيجاد حل سياسي انتقالي شامل يجنب سوريا الشقيقة مخاطر التقسيم، أو الانهيار"لا سمح الله". وفي الشأن الداخلي، أكد العاهل الأردني أن سيادة القانون هو أهم ركن من أركان الدولة وهو الضمانة الحقيقية للمسيرة الديمقراطية وأمن المواطن واستقرار الوطن. وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي أن الملك عبد الله الثاني دعا، خلال اللقاء، السلطات الثلاث إلى التعاون الكامل في التشريع وتطبيق القانون على الجميع بمنتهى الحزم والشجاعة والشفافية وبدون أي تهاون أو محاباة أو استرضاء. وقال الملك عبد الله الثاني "إن ما نشهده من عنف وخروج على القانون سواء في المجتمع أو في الجامعات أمر لا يمكن القبول به أو السكوت عليه"، مشيرا إلى أنه على السلطات الثلاث تحمل مسئولياتها الكاملة ووضع خطة لمعالجة هذه الظاهرة السلبية التي بدأ المواطن يعاني منها بشكل يومي. وفي معرض تناوله لموضوع دخول بعض النواب وزراء في الحكومة الأردنية، أكد الملك عبد الله الثاني أهمية الحفاظ على مبدأ التدرج في هذا الموضوع. وشدد العاهل الأردني في هذا الصدد على ضرورة تحديث النظام الداخلي لمجلس النواب وإنجاز مدونة السلوك لمأسسة عمل الكتل النيابية واستقرارها، بحيث نضمن وجود الضوابط العملية لمبدأ الفصل والتوازن بين السلطات وآليات الرقابة". وتساءل الملك عبد الله الثاني: إذا كان الهدف النهائي للإصلاح، هو حكومة برلمانية شاملة، فهل الأولوية اليوم هي دخول النواب في الحكومة، أم تحديث ومأسسة عمل مجلس النواب، بما يؤدي إلى نجاح تجربة إشراك النواب في الحكومات البرلمانية؟". ودعا النواب أن يفكروا في هذا الأمر ويراعوا المصلحة الوطنية لأن مسئولية إنجاح نهج الحكومات البرلمانية وترسيخ هذا النهج هي مسئوليتهم بالدرجة الأولى وبالتدرج". وجدد العاهل الأردني التأكيد على أن التعاون الكامل بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية هو الشرط الأساسي لنجاح المسيرة الإصلاحية في الأردن ومعالجة تحديات الفقر والبطالة، وتنمية المحافظات"، وقال إن شعبنا يراقب أداء السلطتين وسيحكم على هذا الأداء". وبدوره، عبر رئيس مجلس النواب الأردني المهندس سعد السرور عن تقدير المجلس لجهود الملك عبد الله الثاني التي دفعت في القضية الفلسطينية إلى أولويتها التي تستحق بعد أن تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة نتيجة الظروف التي دارت في الإقليم والمنطقة والعالم. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد السرور أن ما يجري على الأراضي السورية من نزف للدم العربي الشقيق " يؤلمنا جمعيا". وقال السرور "إننا جمعيا خلف الخط الذي انتهجه الملك عبد الله الثاني بأن الأردن يسعى بكل ما يستطيع لوقف هذا النزف ضمن آلية واضحة لا تسمح ولا تقبل بالتدخل بالشأن السوري الداخلي على الأرض السورية.. ونؤمن بأن الحوار والمحاولات السياسية والدبلوماسية الناجعة هي الطريق الوحيد لوقف شلال الدم لإعادة الأمن والاستقرار لأبناء سوريا".