عام مضى على رحيلك يا أمى وكأنه الف عام .... اشتقت اليك يا أمى اشتقت الى كلامك الى انفاسك الى همساتك الى دعواتك الى ضحكاتك ثوراثك ومعاتبتك لى عندما اخطئ... لاابالغ عندما اقول ان جدران البيت اشتاقت الى صدى صوتها والارض الى خطوات قدميها فقد اصبح البيت ظلمة بمجرد رحيلها بعد ان كان معطرا بوجودها . مااصعب ان تشعر ان بركة البيت نزعت بمجرد رحيل هذه المراة الصعيدية التى كانت مثل الوتد صلبة لها كلمة رنانة وتتسم بالحكمة والبلاغة رغم انها امية لاتعرف القراءة ولا الكتابة ولكنها انجبت ابناء وبنات نحسبهم عند الله صالحين غرست فيهم حب العلم والتعليم والاخلاص والتفانى فى العمل .وان يكونوا صادقين مع الله لكى يصدقهم الناس فى القول والفعل .. لقد حرصت على تحفيظ اخى الكفيف القعيد القران كاملا وان يلتحق بالازهر ليصبح عالما من علمائه ويحصل على اكثر من ليسانس ودكتوراه سواء فى الدعوة او فى علوم القران ويتحدث اللغات الاجنبية بطلاقة ليطلق عليه بعد ذلك قاهر الجهل والظلام بعد طه حسين. لذا تم تكريم امى لتصبح اما مثالية على مستوى الجمهورية ..نعم هى تستحق ذلك واكثر منه اعلم جيدا ان الموت هو الحقيقة المؤكدة فى حياتنا واننا جميعا سنلقى هذا المصير ولكن الفراق هو اصعب شئ فى الوجود خاصة انت كنت مرتبطا بذلك الشخص ارتباطا وثيقا تشعر بالامه باحزانه ترتمى فى حضنه وقت ان تضيق الدنيا فى وجهك تتلهف على دعوة منه لعل الله يستجيب الدعاء اتذكر دعواتك ياامى التى مازالت ترن فى اذنى وكاننى اسمعها منذ لحظات " يارب يحبب فيكى خلقه الرب فى عرشه والجند فى فرشه ..يجعل وجهك جوهرة ولسانك سكرة وتتفتح يارب الابواب المغلقة امامك " وربنا يرضى عليكى ...اتذكر عندما كنتى تقولين " والله ربنا هايكرمك وقولى كده بعد ماموت " كنت اخذ هذه الكلمات عن طريق الدعابة واقول تموتى ايه وتسبينى لوحدى كنت اعلم جيدا اننى فى نعمة من عند الله بسبب وجودها بيننا فعندما كنت اتذكر " ماتت التى كنا نكرمك من اجلها " اعلم ان الابناء هم احوج لابائهم وامهاتهم فهم مفتاح باب دخول الجنة ..وقد خاب من ادرك والديه ولم يدخل الجنة
ومن المفارقات الغريبة ان اصدقائى عندما كانوا يشاهدون امى لايصدقون اننى ابنتها نظر للجمال المفرط الذى حباها الله به فكانت ذات عينين ملونتيين وذات بشرة بيضاء ناصعة وشعرها كسبائك الذهب مثل جدتى ... فكنت اقول لها مازحة "عاجبك الاحراج ده .... اعرف انى قد كررت كثيرا كلمة امى نعم اكررها لاننى افتقدت هذه الكلمة التى اشعر انها لو خرجت منى ونطقتها سيقول اللسان اين هى من نطقت كثيرا باسمها وسينبض القلب من فراقها احتاج اليك فى وقت كثرت فيه الشدائد ... اقول نصيحة لكل من لديه ام ان يدعو الله كثيرا لها وان يبارك فى عمرها وصحتها فهى كنز امامك لاتفقده اغتنم هذه الفرصة ولاتجعلها تفوتك فرب العزة اعطانا فرصة للحبو على الجنة لكى نكون خداما تحت اقدام امهاتنا فى النهاية ادعو الله لامى ان يرحمها ويتغمدها برحمته وان تلحق بالنبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وكفانى ان امى ماتت بين ذراعى ونلت جزءا من بركاتها ودعائها اسال الله ان يغفر للمسلمين والمسلمات وان يبارك فى ابى ويعطيه الصحة واخوتى كذلك اقول لكى كلمات من القلب زينب فى القلب لن انساها زينب اشتقت الى رؤياها اشتقت الى ضمة مااحلاها والى دعوة مااجمل صداها سيظل قلبى يقول اهواها فهى امى ومالى سواها الشمس تمر على وجهك لتشرق وتستمد ضياها والقمر يتغزل فى عيناها والارض تحضنها فى محياها وتضمها كطفلة بريئة فى مثواها فالكرم وحسن الخلق شيمة لها ورب الخلق اعطاها وحاباها لصدق فى الكلام وحب الخير والجار والرضا بالعيش كافاها الهمنا الهى بعدها صبرا