أعلن وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني، ان الاتحاد المغاربي بات يفرض نفسه اليوم اكثر من اي وقت مضى. واضاف خلال اجتماع لنظرائه وزراء الخارجية في اتحاد المغرب العربي اليوم "الأحد"، بالرباط أنه لا خيار أمام دول اتحاد المغرب العربي في المرحلة الراهنة إلا العمل المشترك فيما بينها من أجل مواجهة التحديات والتهديدات الناجمة عن الظروف الدقيقة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة الساحل والصحراء جراء تنامي الإرهاب والجريمة المنظمة، فضلا عن الوضع المتفجر في مالي. وأقر العثماني بأنه رغم وجود ترسانة من النصوص القانونية التي تؤطر عمل اتحاد المغرب العربي، فإن الحاجة ملحة لبلورة إرادة سياسية لتفعيله على أرض الواقع. وزاد المسؤول الحكومي، الذي افتتح الجلسة أمام نظرائه وزراء الخارجية من الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، بأن السياق الحالي بالمنطقة المغاربية يستدعي الان وأكثر من أي وقت مضى تدشين استراتيجية موحدة ومندمجة للاستجابة لتطلعات شعوب دول المغرب العربي للتنمية الشاملة والاندماج الاقتصادي. وحول سياقات عقد اجتماع وزراء الخارجية لفت العثماني إلى أنه يأتي في خضم "مرحلة انتقالية تحمل دلالات وإشارات سياسية قوية"، قبل أن يسترسل بأن "دول اتحاد المغرب العربي توجد اليوم أمام مسؤولية تاريخية لتحقيق التنمية الشاملة؟ والمغرب مستعد للمضي قدما في تحقيق الأهداف التي تصبو إليها شعوبها". وأبرز الوزير بأن المغرب حريص على "بذل كل الجهود الرامية إلى إقامة نظام مغاربي جديد قوي ومتماسك يقوم على احترام سيادة وسلامة أراضي الدول الأعضاء؟ وذلك وفق استراتيجية واضحة تمكنه من أن يصبح تكتلا فاعلا على المستوى الإقليمي والدولي". ويبحث وزراء المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا في الرباط سبل إقامة اندماج مغاربي، وتنشيط الآليات والمؤسسات الكفيلة بمواجهة التحديات المتعلقة بالأمن والتنمية خصوصا في الظرفية الحالية التي يطبعها عدم الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء.