أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الصادرة اليوم "الأحد"،أن جهود الجيش الأمريكي لشحن المعدات التي أدخلوها أفغانستان طوال سنوات الحرب الأحدى عشر بدأت بشكل جدي الشهر الجاري، عندما تم نقل معدات عسكرية عبر باكستان من خلال ميناء كراتشي. وذكرت الصحيفة في تعليق لها أوردته على موقعها الاليكتروني،أن شحن هذه المعدات ،التي تتضمن أكثر من 70 حاوية و20 مركبة عسكرية، يعد بمثابة اختبار حاسم لخطة احضار معدات عسكرية تابعة للجيش الأمريكي، تقدر قيمتها بنحو 22 مليار دولار أمريكي، من أفغانستان للولايات المتحدة. من جانبه، ذكر الجنرال الأمريكي ستيفن شابيرو أن نجاح عمليات الشحن أثبتت أن طريق قوات التحالف عبر باكستان من شأنه تمكين الجيش الأمريكي من تلبية أهداف الرئيس باراك أوباما بخفض عدد القوات الأمريكية البالغ قوامها 66 ألف جنديا إلى النصف بحلول شهر فبراير القادم. وأضاف: أن "باكستان لديها بكل تأكيد مصلحة قوية في السماح بعبور هذه الشحنات نظرا لكون ذلك صفقة كبيرة بالنسبة لها، لذلك فنحن على ثقة بأن الجيش الباكستاني سيقدم لنا يد العون في العبور عبر أراضيه ونقل هذه الشحنات". ومع ذلك،أوضحت "وول ستريت جورنال" أن الطريق عبر مدينة كراتشيالباكستانية ينطوى على بعض المخاطر ؛ حيث أن حركة طالبان نجحت خلال الأشهر الأخيرة في السيطرة على عدد من أحيائها ومع زاد من حدة هذه المخاوف تجلى في التفجير الانتحاري الذي وقع يوم الجمعة الماضية أمام قافلة أمنية باكستانية بمدينة بيشاور الشمالية. وأشارت إلى أنه في حال جرت هذه العمليات على قدم المساواه، فإنه سيكون من المتوقع لدى القادة العسكرييين أن تبلغ عمليات الشحن ذروتها في شهر أغسطس القادم حيت ينتظر أن تشحن الولاياتالمتحدة نحو 500ر1 مركبة عسكرية و1000 شاحنة شهريا- وأن ما يقرب من ثلثي هذه العمليات سوف تنقل عبر باكستان "وفقا لتصريحات مسئولين". وقالت "وول ستريت جورنال" إن المعدات الأكثر تطورا، مثل الأسلحة وأنظمة الاتصالات، يجب أن تنقل عبر الجو، وهو الخيار الأكثر تكلفة، لذلك اقترح مسئولون أمريكيون طريقا بريا بديلا ،يطلق عليه اسم شبكة التوزيع الشمالية، ويمر عبر آسيا الوسطى إلى بحر البلطيق وموانئ البحر الأسود. وفي هذا السياق، أوضح مسئولون أمريكيون أن التكلفة النهائية لهذه العمليات ربما تكبد الولاياتالمتحدة نحو 6 مليار دولار خلال ثلاثة أعوام لكي تنتهي من إحضار كافة المعدات التي ترغب في استعادتها من أفغانستان. من جانب أخر، رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن قيام القوات الأمريكية بتسليم قاعدة تابعة لها فى مقاطعة "نيرخ" بشرق أفغانستان للقوات الحكومية أزاح بدوره مصدر من مصادر التوتر المتصاعد بين أفغانستانوالولاياتالمتحدة. وأوضحت الصحيفة في تعليق لها بثته على موقعها الألكتروني- أن سكان المقاطعة وبعض المسئولين هناك اتهموا القوات الأمريكية وحلفائها من الأفغان بالعمل بدون التنسيق مع القوات الحكومية بجانب زعمهم أنهم يقومون بخطف وتعذيب واغتيال المدنيين المشتبه فيهم. وأشارت الصحيفة إلى أن المسئولين الأمريكيين نفوا بدورهم هذه المزاعم بل وتجاهلوا الموعد النهائي المحدد من قبل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ويلزمهم بسحب القوات الخاصة من المقاطعة،غير أنهم وافقوا على ذلك في ضوء تنامي حدة التصريحات شديدة اللهجة من جانب كرزاي. وكان الميجور جنرال طونى تومسون قائد القوات الأمريكية للعمليات الخاصة فى أفغانستان،قد أكد أن القوات الخاصة الأفغانية ستحل محل القوات الأمريكية، وستعمل إلى جانب قوات الشرطة المحلية على منع المتمردين من استخدام المنطقة فى شن هجمات على العاصمة كابول.