كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة اليوم الخميس النقاب عن أن مستشار الأمن القومي الأفغاني رانجين دادفار سبانتا ،أكد أن مطالب أفغانستان من واشنطن بالحد من الحصانة الممنوحة للقوات الامريكية ستكون العقبة الرئيسية في المفاوضات بين كابولوواشنطن حول تواجدها العسكري في أفغانستان .
وأضافت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته اليوم الخميس وأوردته على موقعها الإلكتروني-أن سبانتا أوضح موقف بلاده أثناء لقائه مع رئيس المفاوضين الأمريكيين ، والذي وصل إلى العاصمة الأفغانية كابول لعقد اجتماعات للتحضير لاجراء محادثات حول اتفاقية أمنية ثنائية بين البلدين، والتي من المقرر أن تبدأ خلال الأيام المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مستقبل النفوذ الأمريكي في هذه المنطقة الاستراتيجية أصبح على المحك وذلك بعد حرب استمرت أكثر من عقد ، بما في ذلك قدرة الولاياتالمتحدةالأمريكية على محاربة تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى في أفغانستان والجماعات الإرهابية في باكستان.
وأوضحت الصحيفة أن الجانبين متفقان على أن المناقشات لن تكون سهلة ، مشيرة إلى أن المحادثات تأتي في وقت تنعدم فيها الثقة بين الحكومتين الأمريكية والأفغانية ، حيث إزداد الغضب الأمريكي من إزدياد عدد حوادث الاعتداء من قبل القوات الأفغانية على الجنود الأمريكيين ،مشيرة إلى انتقادات الرئيس الافغاني حامد كرزاي لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول إدارته للحرب الافغانية والانتهاكات التي تقوم بها الولاياتالمتحدةالأمريكية للسيادة الأفغانية.
ولفتت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الى أن الخارجية الأمريكية رفضت التعليق على مضمون المفاوضات المقرر عقدها بين الدولتين ، منوهة في الوقت ذاته إلى أن العديد من الخلافات لابد من اجتيازها خلال المحادثات، ومنها الطلب المقدم من أفغانستان بضرورة تدخل الجيش الأمريكي للدفاع عن البلاد ضد أي هجمات خارجية.
وقال مستشار الأمن القومي الأفغاني رانجين دادفار سبانتا - في تصريح للصحيفة - إنه يأمل في أن يوضح الاتفاق الجديد ما ستقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية من رد إذا ما قصفت القوات الباكستانية الأراضي الأفغانية.
وأشارت الصحيفة الى أن كابول تكلف الولاياتالمتحدة من ناحية حاجتها لمعدات عسكرية حديثة، مثل الدبابات والطائرات المقاتلة، وهو الشيء الذي يعارضه العديد من المسئولين الأمريكيين نظرا لأنهم يرون عدم حاجة أفغانستان إلى هذه الأسلحة لمحاربة المقاتلين لديها ، كما أنها تفتقر إلى الخبرة والأيدي العاملة لتشغيلها .
وأكد سبانتا أن أصعب مسألة تتعلق بالمفاوضات، تتمثل في الطلب الأمريكي بمنح الحصانة لأفراد الجيش الأمريكي من المثول أمام القضاء الأفغاني لمحاكمتهم في جرائمهم الذين يرتكبونها أو قتل المدنيين عن طريق الخطأ وذلك خلال مدة بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان والتي تنتهى في عام 2014.
وقال مستشار الأمن القومي الأفغاني إننا كبلد مسلم، الرأي العام لدينا حساس جدا في هذا الصدد ، وهذه المهمة ليست سهلة، ولكن يمكن أن نجد حلا يتفق أيضا مع السيادة الأفغانية .
ولفتت الصحيفة الى أن مسألة الحصانة اكتسبت أهمية خاصة في أفغانستان، وذلك بعد قيام جندي أمريكي بقتل 17 شخصا في ولاية قندهار الجنوبية في شهر مارس الماضي، وأسرعت الولاياتالمتحدةالأمريكية بتهريبه إلى خارج البلاد لمحاكمته لديها ، وذلك على الرغم من مطالبة أفغانستان بمثول المتهم أمام القضاء الأفغاني أو محاكمته علنا داخل الأراضي الأفغانية.
وأشارت الصحيفة - في تقريرها - إلى أن واشنطن كانت قد فقدت إلى حد كبير قدرتها على التأثير على الحكومة العراقية بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق في ديسمبر الماضي بأمر من الرئيس الامريكي باراك أوباما بعد أن رفضت بغداد قبول طلب واشنطن بجعل القوات الامريكية المتبقية في العراق بمأمن من الخضوع لسلطة القضاء العراقي.