انتشر خلال الأيام الماضية تقارير حول بدء إثيوبيا عملية ملء سد النهضة، بعدما أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمعات من المياه خلف السد، وسط استمرار تعقد مشهد المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي واختتمت أمس. وقال ويليام دافيسون المحلل في مجموعة الأزمات الدولية في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن الخزان المتضخم الذي التقطه القمر الصناعي "سينتينل -1" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في 9 يوليو الجاري، يعتبر "تراكما طبيعيا للمياه خلف السد" خلال موسم الأمطار. أقرأ أيضًا: وقوع أي ضرر.. سامح شكري يحدد الخط الأحمر لمصر فيما يخص ملف سد النهضة الإثيوبي لا رسائل محددة.. وزير الري السوداني ينفي تذبذب موقف بلاده بشأن سد النهضة وأضاف:"حتى الآن، على حد علمي، لم يكن هناك أي إعلان رسمي من إثيوبيا بالانتهاء من جميع أقسام البناء اللازمة لإكمال إغلاق جميع المنافذ والبدء في حجز المياه في الخزان". وتابع:"إثيوبيا لم تتراجع عن الموعد المعلن لبدء حجز المياه وملء الخزان في منتصف يوليو الجاري، عندما يغمر موسم الأمطار النيل الأزرق". وكانت وسائل إعلام إثيوبية، أفادت ببدء حكومة أديس أبابا مل خزان سد النهضة دون أن يكون هناك اتفاق دولي ملزم لإثيوبيا، في انتهاكٍ كبير للمعاهدات الدولية. وحددت وسائل الإعلام الإثيوبية وقت بدء تعبئة خزان سد النهضة فعليا، وقالت إن الأمر بدأ يوم 8 يوليو الجاري أي قبل حوالي 5 أيام من اليوم. وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قد نفى بدء إثيوبيا ملء خزان سد النهضة منذ 8 يوليو، واستدرك قائلا إن بلاده سوف تبدأ ملء خزان سد النهضة للاستفادة من موسم الأمطار الغزيرة، مشددا على أنه لن يلحق بمصر أي ضرر. إلى ذلك، أكد وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، أن موقف السودان في مسألة سد النهضة غير متذبذب، لافتا إلى أن السودان ليس لديه أي رسائل بشأن قضية سد النهضة. وقال عباس في المؤتمر الذي عقد بوكالة السودان للأنباء إن الموقف السوداني كان ثابتًا وربما كان هناك ميلًا من أثيوبيا نحو الموقف السوداني، وحول مقترح آلية فض النزاعات قال: "هناك تقدم كبير وتقارب بشأنها وهناك تفاوض ملزم" كما نفى وجود رسائل محددة من السودان. وأوضح الوزير في هذا الخصوص، بحسب ما ذكرت الوكالة، أن الطرح الأول من السودان يتوافق تماما مع الموقف المصري وإنه لابد من وجود آلية قانونية ملزمة "أي أن تصبح اتفاقية سد النهضة اتفاقية قانونية دولية ملزمة"، مشيرًا إلى أن إثيوبيا كانت تقترح أن تنتهي إلزامية الإتفاق عند حد رؤساء الدول الثلاث. وقال الوزير إن الجانب الأثيوبي وافق علي متوسط تشغيل 3 سنوات متوسط تشغيل لسد الروصيرص ويطالب السودان أن تكون خمس سنوات وأقر بوجود تقدم فيما يتعلق بمسألة التشغيل المستمر ومعرفة استخدامات مياه الروصيرص في التخطيط المستقبلي، الأمر الذي يرتبط بمعرفة الطريقة المتوسطة لتشغيل سد النهضة. وكانت وزارة الري المصرية أعلنت أمس الاثنين اختتام الجولة الحالية من مفاوضات سد النهضة الإثيوبي. واستمرت المفاوضات على مدار 11 يومًا برعاية الاتحاد الأفريقي، وبحضور وزراء المياه من الدول الثلاث (السودان وإثيوبيا ومصر) وممثلي الدول والمراقبين بهدف التباحث حول اتفاق ملء وتشغيل السد. وقالت الوزارة، في بيان لها، إن اجتماعات اللجان الفنية والقانونية من الدول الثلاث تواصلت بغرض الوصول إلى تفاهمات بشأن النقاط العالقة في المسارين.
