كشف رائد الحركة المسرحية الشاعر عزيز أباظة، في حوار له أجري معه في منتصف الستينيات، ونشر في كتاب "عشرة أدباء يتحدثون" للكاتب فؤاد دوارة، والذي نشر عن مكتبة الأسرة بالهيئة العامة للكتاب، عن بعض المواقف التي الطريفة التي كانت تحدث في مجالس أعلام الأدب والفكر وهم محمد السباعي، والشيخ عبد العزيز البشري، وحافظ إبراهيم، وإمام العبد، ومحمد صادق عنبر، وغيرهم، والذي كان يحضر مجالسهم وهو صغير في فترة الطفولة. وقال أباظة في حواره: "أذكر أني حينما كنت في السنة الثانية الإبتدائية نشر الشاعر الخالد أحمد شوقي قصيدته نهج البردة، في كتيب مصحوبة بشرح وتفسير للأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وكان وقتها الشيخ سليم البشري، وفي جلسة نوقش الشرح، وأجمع أغلب الحاضرين على أن واضعه هو الشيخ عبد العزيز البشري وليس والده الشيخ سليم البشري، وضيقوا الخناق على الشيخ عبد العزيز حتى اضطر إلى أن يعترف بذلك بعد أن طلب منهم أن يقسموا بحق آلاء الله وحق رسول الله القمر على ألا يشيعوا ذلك وكان هذان القسمان هما القسمان المحببان إلى الشيخ عبد العزيز البشري، لا تجلس إليه، ولو خمس دقائق إلا وتسمعه يقسم بهما عدة مرات". وأضاف: " ومن حسن حظي أن بعض أصدقاء الأسرة من هؤلاء الأدباء وغيرهم كانوا يحضرون لتمضية جزء من فصل الصيف في قريتنا الربعماية، وفي هذه الإجازات قرأت مع الشيخ عبد العزيز البشري معظم كتب الجاحظ، وكثيرا من أجزاء الأغاني وقرأت مع حافظ إبراهيم ديوان الحماسة لأبي تمام، ويخيل إلى أنه كان يحفظه كله عن ظهر قلب، كما قرأت معه ديوان البحتري، ومنذ ذلك العهد والبحتري يلازمني حتى الآن، إن صد عني طلبته، وغن أهملته لحق بي". وتابع: "وقد بقي عندي تذكار عزيز لهذه الفترة، لعلي أشرك المتأدبين في تذوقه معي وهو عبارة عن عشر كراسات من مختارات الشعر العربي، جمعتها من إملاء المرحوم حافظ إبراهيم خلال سنوات متعاقبة، منها ما قد تجده في بعض المراجع ومنها ما يتعذر عليك العثور عليه إلا بجهد يبذل، وفي اعتقادي أن هذه المختارات تكون ذخيرة أدبية بالغة القيمة". وأنهى: " وقرأت كذلك مع الشيخ محمد الخضري عددًا غير قليل من كتب النحو واللغة والتراث العربي، فقد كان رحمة الله أدبيا ذواقة بالإضافة إلى شهرته مؤرخًا، وكان صديقا لوالدي أقنعه بشراء سبعة أفدنة إلى جوار أرضنا وهكذا أتيح لي أن ألقاه كثيرًا". محمد عزيز أباظة، شاعر مصري ويعد رائد الحركة المسرحية الشعرية بعد أحمد شوقي، بالإضافة إلى كونه المدير السابق لعدة أقاليم مصرية منها القليوبية والمنيا وبورسعيد وأسيوط. ينحدر من الأسرة الأباظية المصرية المعروفة والشائع عنها أنها ذات أصول شركسية، وهنالك رأي آخر حيث ينسبها البعض لقبيلة العايد، من غطفان اليمن من قبيلة جذام القحطانية اليمانية الكريمة، كبرى قبائل دلتا مصر. وقد أكتسبت عائلة أباظة هذا اللقب من جنسية أمهم زوجة الشيخ العايد التي كانت من إقليم أباظيا (أبخازيا). ولد في منيا القمح في محافظة الشرقية عام 1898 وتلقى تعليمه الابتدائي في المدرسة الناصرية الابتدائية، وأكمل دراسته في كلية فيكتوريا في الإسكندرية ثم المدرسة التوفيقية بشبرا ثم المدرسة السعيدية، درس القانون وتخرج في كلية الحقوق بالقاهرة عام 1923. تمرن على المحاماة في مكتب وهيب دوس بك المحامي لمدة عامين، ثم التحق بالحكومة وشغل عدة مناصب فيها فعمل مساعدًا للنيابة فوكيلًا للنيابة في مديرية الغربية، وفاز بعضوية مجلس النواب عام 1929، عاد بعدها ليتولى عدة مناصب إدارية منها وكيلًا لمديرية البحيرة عام 1935، ومديرًا للقليوبية عام 1938 ثم مديرًا للفيوم ثم مديرًا للبحيرة، ثم عين محافظًا لبورسعيد وحاكمًا عسكريًا عام 1942، ومنها مديرًا لأسيوط. نال رتبة باشا أثناء خدمته في أسيوط، ثم عين عضوًا في مجلس الشيوخ عام 1947. اختير عضوًا بمجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1959 ورئيسًا للجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب كما عين عضوًا بالمجمع العلمي العراقي، حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1965.