قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان، والتى من بينها إقامة موائد الرحمن لإطعام المحتاجين الهدف منه الثواب، ويمكن تعويض هذا الثواب بعدة طرق، خاصة أن الثواب فى كل وقت لا ينقطع؛ فيمكن أن يتم تعويضها بتوصيلها لمن يستحق. وأضاف " عاشور" في إجابته عن سؤال: " ما السبيل لتوصيل الصدقات لمن يستحقها بعد منع موائد الرحمن نتيجة للظروف التى نعانى منها، وانتشار فيروس كورونا؟"، عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية بموقع " فيسبوك " ، اليوم الإثنين، أن ذلك يكون من خلال طريقتين، أولهما: التحرى عن المحتاج الحقيقى، كالعاملين باليومية، مهما كانت قيمة العائد اليومى له، والمعروفين من البداية بأنهم غير قادرين على تلبية حاجتهم. وتابع المستشار العلمي لمفتي الجمهورية: أما الطريقة الثانية، فهى منح قيمة الصدقات لجهات رسمية، مثل: صندوق تحيا مصر، أو غيره من الجمعيات الموثوق منها لمساعدة الفقراء حقا، موجها حديثه للأغنياء، قائلا: الله يريد أن تزيد أموالكم فى هذا الوقت العصيب، فكلما أنفقت أكثر، يأتيك أكثر. البحوث الإسلامية عن توزيع الكمامات ومعقمات.. أموال الزكاة للفقراء وليست للأغنياء في سياق متصل، أوضحت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، أن من مقاصد الشريعة المطهرة حفظ النفوس ، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]. وأفادت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية في إجابتها عن سؤال: " هل يجوز للجمعيات الخيرية المشهرة أن تشتري كميات من أدوات وعقاقير الوقاية؛ وتقوم بتوزيعها على المستشفيات والموظفين في المصالح الحكومية والقطاع الخاص وفي الطرقات؛ للحماية من هذا الخطر؟"، أن الله تعالى أوجب على الأغنياء الزكاة تحقيقا لمعنى المواساة، ومن مصارف الزكاة مصرف " وفي سبيل الله". وأبانت أن الراجح أن المراد بهذا المصرف: كل سبل الخير التي تنتفع بها الأمة ، وعليه؛ فإنه يجوز لهذه الجمعيات بالتنسيق مع الجهات المختصة أن توجِّه جزءا من أنشطتها لهذا الباب. ونوهت أنه في الوقت ذاته يجب على الموسر القادر على شراء هذه الأدوات أن يتعفف عن أخذها؛ حتى يستطيع غير القادر أن يحصل عليها، فأموال الزكاة للفقراء وليست للأغنياء، ولذا يلزم هذه الجمعيات أو الأشخاص الذين يقومون بذلك: الإعلام بأن هذه الوسائل من أموال الزكاة . واستشهدت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية بقوله - تعالى- :{ إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله...} ،الآية (60) من سورة التوبة. وكانت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية اجتمعت مع نخبة من علماء الطب المتخصصين في الطب الوقائي والأمراض المعدية والفيروسات، وقد أجمعوا على أن تجهيز الموتى بسبب الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد19) من تغسيل وتكفين ونقلهم والصلاة عليهم، ودفنهم مع اتخاذ الإجراءات الوقائية للمتعاملين مع المتوفى، وهي التي حددها الطب الوقائي بوزارة الصحة، لا يترتب عليه نقل العدوى للأحياء المشاركين في هذه الأعمال بشرط الالتزام بالتعليمات الصحية في هذا الشأن. وتابعت أنه بناء عليه: تطبق أحكام الشريعة على الموتى بسبب هذا المرض كغيرهم مع الالتزام بالإجراءات المحددة من قبل الطب الوقائي بوزارة الصحة. وواصلت: ويناشد الأزهر الشريف جموع المواطنين الالتزام بما قرره الشرع الحنيف من حرمة الموتى، وما قرره الشرع لهم من حقوق التغسيل والتكفين والصلاة والدفن؛ حيث إنهم قد أفضوا إلى ربهم وصارت حقوقهم في ذمم الأحياء، والأزهر الشريف يوجه الشكر للطواقم الطبية التي تبذل جهدًا كبيرًا في مواجهة هذا الوباء، سائلًا الله رفع البلاء عن الجميع.