انتقد علي باباجان نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق المنشق عن حزب أردوغان الحاكم الطريقة التي تدار بها البلاد، معتبرا أنها تدار مثل "دولة جزرية" من قبل مجموعة من الأفراد. تصريحات باباجان تأتي بعد إعلانه تأسيس حزبا جديدا باسم ديفا "حزب الديمقراطية والتقدم، في أعقاب تخليه عن حليفه السابق أردوغان وانشقاقات متتالية من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وفقا لصحيفة "فاينانشال تايمز". ورغم أن باباجان تجنب الإشارة إلى أردوغان بشكل مباشر لكنه أكد أن المعركة تبدأ من "القمة" ثم تنتقل إلى صفوف الحزب والحكومة. وأضاف في مقابلة مع "فاينانشال تايمز "لقد أصبحت عملية صنع القرار في تركيا مركزية للغاية" ، موضحا أنها اقتصرت على "دائرة صغيرة" من الأفراد، وتابع قائلا "تركيا بلد كبير..إنها ليست دولة جزرية يمكن إدارتها من مركز واحد". وفي الأسبوع الماضي، أطلق باباجان حزبه ديفا، عقب سنوات من العمل في حكومات أردوغان رغم اشتهاره كأحد القادة الأساسيين المساهمين في تحرير الاقتصاد التركي، لكن الحليف السابق تحول إلى أشرس المعارضين المنتقدين استبدادية الرئيس التركي وإحكام أردوغان قضبته على السلطة في تركيا عقب تعديلات دستورية منحته صلاحيات واسعة. وأكد الوزير السابق أنه شعر "بالمسؤولية الاخلاقية" التي دفعته لاتخاذ قرار تأسيس الحزب، ومن قبله أحمد داود أوغلو ، رئيس الوزراء السابق ، الذي أسس حركة سياسيا في ديسمبر، وفقا للصحيفة. وأوضح باباجان أن "ديفا" سيكون حزبًا وسطيًا يهدف إلى الوصول إلى مجموعة واسعة جدًا من شرائح المجتمع، فيما يشير محللون إلى أن الحزب الجديد تكمن خطورته في قدرته على إحداث انشقاقات بالجملة داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، خاصة في ظل تراجع شعبية أردوغان داخل الحزب. وأشار رئيس الحزب الجديد إلى أن التطورات السياسية أو الاقتصادية المقبلة قد تجبر أردوغان على إجراء انتخابات مبكرة، معترفا بأن الطريق أمام حزبه سيكون "صعبا"، في ظل مخاوف من تداعيات دعمه وسط قمع تمارسه السلطات التركية على المعارضين. وأضاف باباجان أن الوصول إلى الناخبين سيكون صعبًا نظرًا لانعدام حرية وسائل الإعلام ، موضحأن حزبه سيسعى إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف الناخبين في مختلف الأماكن. وطالت انتقادات باباجان نفسه باعتباره أحد مؤسسي الحزب الحاكم، لكنه لم ينكر المسؤولية معترفا بأنه غير نادم على السنوات التي قضاها في حكومة أردوغان، وتابع "لكن في الفترة من 2015 إلى 2018 الوضع كان مؤلم" وبسؤاله عما إذا كان يعتقد أنه لا يزال من الممكن انتقال السلطة بشكل ديمقراطي في بلاده، رد باباجان قائلا "الديمقراطية التركية مريضة لكنها لم تمت بعد".