أوقاف الإسماعيلية تعيد أتوبيسا دعويا للعمل بعد إهمال 16 عاما    الشرع: السلطات السورية ما زالت تسعى لمحاسبة الأسد    زلزال يضرب كريت باليونان| هل شعرت مصر بالهزة؟.. البحوث الفلكية توضح    إحباط محاولة أوكرانية-بريطانية لاختطاف مقاتلة روسية بصواريخ كينجال    وزير الخارجية يستقبل سكرتير مجلس الأمن لروسيا الاتحادية    أغلى من تذكرة المباراة، "الفيفا" يحدد أسعار مواقف السيارات المخصصة لجماهير مونديال 2026    بعد إصابة 39 شخصًا.. النيابة تندب خبراء مرور لفحص حادث تصادم أتوبيس سياحي وتريلا بالبحر الأحمر    بعد تداول فيديو.. «الداخلية» تضبط سائق «ربع نقل» سار عكس الاتجاه في الجيزة    وزير العمل يتابع حادث انهيار سقف خرساني على عمال بالمحلة الكبرى    انخفاض طفيف في درجات الحرارة بشمال سيناء    جثمان إسماعيل الليثى يغادر مستشفى ملوى فى المنيا    حظك اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر.. وتوقعات الأبراج    بكام طن الشعير؟.. أسعار الأرز والسلع الغذائية ب أسواق الشرقية اليوم الثلاثاء 11-11-2025    أسعار الطماطم والبطاطس والفاكهة في أسواق الشرقية اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    بينها حالات اغتصاب.. نزوح جماعي وانتهاكات بحق النساء في الفاشر (تفاصيل)    وزير العمل يتابع حادث انهيار سقف خرساني بالمحلة الكبرى.. ويوجه بإعداد تقرير عاجل    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    غرفة عمليات محافظة البحر الأحمر: اليوم الاول من انتخابات النواب مر دون معوقات أو شكاوى    بسمة بوسيل تقف إلى جانب آن الرفاعي بعد طلاقها من كريم محمود عبد العزيز    بعد إجراء الكنيست ضد الأسرى الفلسطينيين.. بن غفير يوزع البقلاوة (فيديو)    طبقًا لإرشادات الطب الصيني.. إليكِ بعض النصائح لنوم هادئ لطفلك    انتخابات «النواب» بمحافظات الصعيد: إقبال متوسط في أول أيام التصويت    «متحف تل بسطا» يحتضن الهوية الوطنية و«الحضارة المصرية القديمة»    أبرزها "الست" لمنى زكي، 82 فيلما يتنافسون في مهرجان مراكش السينمائي    مقتل شخصين إثر تحطم طائرة إغاثة صغيرة في فلوريدا بعد دقائق من إقلاعها    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    سلطنة عمان تشارك في منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي    نورهان عجيزة تكشف كواليس اليوم الأول للمرحلة الأولى بانتخابات النواب 2025 في الإسكندرية    القنوات الناقلة لمباراة الكاميرون ضد الكونغو الديمقراطية في تصفيات كأس العالم    أسامة الباز.. ثعلب الدبلوماسية المصرية    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    ريم سامي: الحمد لله ابني سيف بخير وشكرا على دعواتكم    انهيار جزئي لعقار قديم قرب ميدان بلاس بالمنيا دون إصابات    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    مع دخول فصل الشتاء.. 6 نصائح لتجهيز الأطفال لارتداء الملابس الثقيلة    أهمهما المشي وشرب الماء.. 5 عادات بسيطة تحسن صحتك النفسية يوميًا    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    لماذا تكثر الإصابات مع تغيير المدرب؟    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    تجنب المشتريات الإلكترونية.. حظ برج القوس اليوم 11 نوفمبر    4 أسابيع من التقدم.. حظ برج الدلو اليوم 11 نوفمبر    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    زينب شبل: تنظيم دقيق وتسهيلات في انتخابات مجلس النواب 2025    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تصلح حالك مع الله.. 6 أعمال تجدد إيمانك وتحسن صلتك بالخالق
نشر في صدى البلد يوم 03 - 12 - 2019

كيف تصلح حالك مع الله .. يحتاج الإنسان بين الحين والآخر أن يجتهد بتجديد الإيمان، وإصلاح الحال مع الله تعالى، ولقد وجّه الله - تعالى- عباده إلى تجديد الصلة به، حيث قال: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ».
وقال النبي - صلّى الله عليه وسلّم-: «إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جوفِ أحدِكُم كمَا يَخْلَقُ الثوبَ، فاسألُوا اللهَ تعالى: أنَّ يجددَ الإيمانَ في قلوبكُم»؛ لذلك فعلى المسلم أن يبحث في كيفية إصلاح صلته بين ربه، بين وقتٍ وآخرٍ، والأعمال التي قد يأتيها المسلم لتجديد الإيمان، والصلة بالله كثيرةٌ جدًّا، وفيما يأتي ذكرٌ لجانبٍ منها:
1- تقوى الله -تعالى- على الدوام، والتقوى كما عرّفها ابن مسعود: أن يُطاع الله فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، وأن يشكر فلا يكفر، وورد سوى ذلك الكثير من التعريفات للتقوى، والتقوى وصيّةٌ صالحةٌ للأولين والآخرين، في كلّ زمانٍ ومكانٍ، ولقد أوصى الله -تعالى- بها في مواضعٍ كثيرةٍ في القرآن الكريم، منها قوله: «وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ».
2- معرفة الله تعالى، بأسمائه، وصفاته، وأفضاله المستمرّة على العباد، فكلّما تعرّف العبد على ربّه أكثر، استشعر قربه في سائر أوقاته؛ في الضيق والكرب، وفي كلّ أحواله.
3- تأدية الصلاة بأركانها، والحرص على الخشوع فيها، فهي أعظم أركان الإسلام، كما أنّها أساس صلة العبد بربّه، وفي إتقان الصلاة بأركانها واطمئنانها، وخشوعها، وصولٌ للعبد دون شكّ إلى مزيدٍ من تحقيق الإيمان في القلب، وتحسين الصلة بين العبد وربّه.
4- المداومة على قراءة القرآن الكريم، وحُسن تدبّره، فهو كلام الله تعالى، وفيه شفاءٌ لأمراض القلوب المستعصية، حيث قال الله – تعالى-: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ»؛ فالإنسان مهما شاء أن يتقرّب إلى الله سبحانه، إلّا أنّ أوْلى ما يتقرّب به هو تلاوة كلامه، وفهمه، وتدبّره.
5- ذكرُ الله تعالى، فإنّ الفرق بين الذاكر والغافل؛ كالفرق بين الحيّ والميّت، والذاكر لله -تعالى- في الأرض، مذكورٌ عند الله -سبحانه- في السماء، وقد جاءت الوصايا بالذكر كثيرةٌ جدًا، حيث قال الله – تعالى-: «وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا»، وقال النبي - صلّى الله عليه وسلّم- موصيًا أحد السائلين: «لا يزالُ لسانُكَ رَطْبًا مِن ذِكْرِ اللهِ».
6- قيام الليل، فهو من أعظم ما يستعين به المسلم على تجديد إيمانه، وتحسين الصلة بينه وبين ربّه.
آثار رضا الله تعالى على عبده
إذا كان العبد من أهل الله، وممّن رضي عنهم، نال بذلك فلاح الدنيا والآخرة، ومن آثار رضا الله على عبده ما يأتي:
1- الهداية للحق، فإنّ المجاور لربّه، المستمسك بطريقه، يحميه الله -تعالى- عن الفتن والمحن، ويهديه إلى الصراط المستقيم، التي هي أجلّ النعم وأفضلها على العبد.
2- الحياة الطيبة، فلا تكون الحياة طيبةً هانئةً، إلّا لمن جاور الله تعالى، واتّصل به، حيث قال الله تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَو أُنْثَى وَهُو مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً».
3- الولاية، فإنّ الله ولي المؤمنين، ومن كان الله وليّه، أخرجه من الظلمات إلى النور، حيث قال الله – تعالى-: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»، وهداه للصراط المستقيم، حيث قال – سبحانه-: «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ».
4- الرزق الطيب المبارك، فإنّ محق البركة وقلّة الرزق قد يعودان إلى الذنوب والمعاصي، والله تعالى يقول: « وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ».
5- النصر على الأعداء، فإنّ التمكين الذي وعد الله عباده به، قرنه مع حسن أفعالهم، واتصالهم بربهم، حيث قال: «وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ».
كيف تنال محبة الله ورضاه
أوضح الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتى الجمهورية السابق، إن التخلية والتحلية من الأسباب التى تقوي محبة الله -عز وجل- عند العبد، قائلًا: «خلي قلبك من السوى، وحليه بحب الله».
ونصح « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، بأن الله أحب إلى المسلم من أي شئ فى قلبه ومن نفسه، مستشهدًا بما جاء فى سورة الأحزاب من قوله -تعالى-{مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}.
واختتم عضو هيئة كبار العلماء أن محبة الله للعبد لها علامات ذكرها الله – سبحانه وتعالى- في القرآن، وتظهر صفات من يحبهم الله في الآيات القرآنية التالية:
1- {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} إذًا هو سبحانه يكره الإدبار يوم الزحف.
2- {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} إذًا هو سبحانه يكره العصيان، والاستمرار، وأن يستمر الإنسان في غيه، أو غير المتطهرين، فهو سبحانه يجب المتطهرين، {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .
كيف تكون من الذاكرين الله كثيرًا
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الذكر عبادة غريبة، عجيبة، لطيفة، خفيفة، لأنها عبادة لا تستهلك وقتًا، ويمكن فعلها في كل الأحوال، مستشهدًا بقول الله تعالى: « فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، الأنفال.
وأوضح «علي جمعة» في بيان له، أن الله -سبحانه وتعالى- جعل العبادات كلها ذكر؛ ربط الحج بذكر الله، ربط الزكاة بذكر الله، ربط الصلاة بذكر الله ، ربط الصيام بذكر الله ، ربط كل شيء، مشيرًا إلى أن الذكر أيضا أوسع من هذا حتى سمى القرآن ذكرًا {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
وأضاف أنه ورد في الحديث «من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطي السائلين» موضحًا أنه جمع بين القرآن والذكر؛ وأن تلاوة القرآن هي نوعٌ من أنواع الذكر.
وتابع أنه يجب أن نعرف المفتاح وندرب أنفسنا على أن يكون هناك صلةٍ مع الله سبحانه وتعالى إلى هذا الحد الذي ننشغل فيه عن الدنيا ومسائلها فيُعطينا الله سبحانه وتعالى أحسن ما يُعطي السائلين. {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وأكمل: أصبحت قاعدة يقول فيها رسول الله ﷺ: «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله» لافتًا إلى أنه من هنا وجدنا الشريعة الغراء قد أمدتنا ببرنامج للذكر عجيب غريب، أمدتنا ببرنامج للذكر يقول لك بعد ما تنتهي من الصلاة -والصلاة تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، الله أكبر والسلام عليكم، السلام اسم من أسماء الله، وفي وسطها كله ذكر - فيقول: «من سبّح لله في دُبر كل صلاة» مع أننا منتهيين من الصلاة وكلها ذكر؛ لكن اذكر مرة أخرى لأن الذكر في غاية الأهمية.
وأشار إلى أنه لذلك اهتم المسلمون بجمع الأذكار في كتب كثيرة ، كل هذه الكتب إنما هي جمع ما كان عليه رسول الله ﷺ وما كان عليه الصحابة من الذكر في كل مقام، لافتًا إلى أنه كان إذا دخل المسجد ذكر «اللهم افتح لنا من أبواب رحمتك» ،وعندما يخرج «اللهم افتح لنا من أبواب فضلك» ،وعند دخول الخلاء -دورة المياه- فيقول: «اللهم إني أعوذ بك من الخُبُث والخبائث» ،وعندما يخرج يقول: «غفرانك».
وأفاد بأنها أشياء بسيطة ولكنها تحفظك ، سهلة أن يلهج الإنسان بالأذكار بالليل والنهار، وأن النبي ﷺ في الحديث يقول: «أفضل الأعمال إلى الله سُبحة الحديث» قالوا: وما سبحة الحديث يا رسول الله؟ قال: «القوم يتكلمون والرجل يُسبّح» وهى ما قالوا عليها : "خلوتهم في جلوتهم"، يعني هو خلوته مع الله سبحانه وتعالى في الجلوة وهو جالس مع الناس، لكن قلبه معلق بالله، القوم يتكلموا في شؤون الحياة ،والرجل يُسبّح ، واللسان يُعين الجنان لأن هناك ذكر بالقلب، وهناك ذكر باللسان، وهناك ذكر بهما .
واستطرد أن الإمام النووي يقول: إن ذكر اللسان حتى مع عدم حضور القلب مطلوب لأنه يذكرك. لكن أنت عندما تتعود على عدم الذكر فلن تأخذ فوائده فيقول ربنا: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
واختتم عضو هيئة كبار العلماء أن بعض العلماء ذكر: تدخل في حد الكثرة إذا واظبت على أذكار السنة. وهل نزيد عليه؟ قال: طبعًا تزيد عليه، بعض النابتة يقول لا، ولكن في الأية الكريمة {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أن "كثيرًا" مفتوحة الحد الأعلى من فضل الله علينا، داعيًا: فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
وصية نبوية تغفر ما تقدم من الذنوب
قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتى الجمهورية السابق، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ﷺ كان يُكثر الموعظة والوصية عسى أن ترق القلوب، وعسى أن تستقيم الأعمال، وأن يستجيب الناس لله رب العالمين، ومما ترك لنا من وصية إصلاح ذات البين.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» أن النبيﷺ عظَّم إصلاح ذات البين، والصلح بين الناس، وإزالة الخصام، والنزاع، والصدام تنفيذًا لأمر الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
وتابع "فالوفاق والصلح رحمةٌ في الدنيا، ورحمةٌ في الآخرة، والفساد بين الناس والإفساد أعظم من الكبائر التي نهى عنها رسول الله ﷺ ، وطلب الود، والصفاء بين الناس هو الذي يجعلك في نظر الله، وفي رحمته، وفي رضاه، يستجيب الله لك، ويؤيدك، وينصرك، ويُزيل الكآبة من نفسك، ويشرح صدرك، ويُنوِّر قلبك، ويغفر ذنبك، ويستر غيبك.
وأضاف أنه إذا رضي الإنسان بالفساد بين الناس وبينه وبين أخيه خرج من نظر الله، وعُلِّق إلى أن يعود، وأن يتوب، وأن يصلح ما بينه وبين أخيه.
ونوه عضو هيئة كبار العلماء أن هذه وصية رسول الله ﷺ لنا؛ فإذا نحن أطعنا فقد أطعنا لأنفسنا، وإذا نحن أبينا فقد أبينا عليها لا يضر الله شيئًا، مبينًا أن الله - سبحانه وتعالى- هو الغني عني، وعنك، وعن العالمين؛ فهو رب العالمين.
وأفاد أن النبي ﷺ نهانا عن الهجر فقال: «لا يهجر أحدكم أخاه فوق ثلاث ليالي فيلتقيان فيُعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، وفي معرض آخر يقول – صلى الله عليه وسلم-«فمن بدأ بالسلام فقد خرج عن العهدة فلو استجاب له أخوه فمعه، وإذا لم يستجب له أخوه فليس بهاجر» يعني الذي بدأ بالسلام فلم يستجب له أخوه ليس بهاجر، وأصبح الهجر منحصرًا في ذلك الذي أبى.
واستشهد فى كلامه بما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله ﷺ «تُفتَّح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيُغفر لكل من لم يشرك بالله شيئا» من رحمة الله، من واسع مغفرته - سبحانه وتعالى-؛ فهو الرحمن الرحيم «إلا رجلٌ بينه وبين أخيه شحناء» مشاكسة خصام صدام «فيُقال» أي ينادى في الملأ الأعلى، وتنادي الملائكة التي وكلها الله لتنظيم هذه الأعمال من فتح أبواب الجنان، من الغفران، من السجلات التي تكتب لمن لم يشرك بالله شيئا «فيُقال أنظرا هذين حتى يصطلحا، أنظرا هذين حتى يصطلحا، أنظرا هذين حتى يصطلحا» وكأن المنادي يؤكد فيُعيد ثلاث مرات، ويكررها كما ورد في الحديث، والإنظار الإرجاء، التأجيل، التعليق أي: علِّقوا هذين فلا يُحكم لهما بجنة حتى يُغيرا من حالهما، وحتى يصطلحا.
واستدل أيضًا بما روى عن ابن عمر- رضى الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ «أفضل الصدقة إصلاح ذات البين»؛ فلو أصلحت بين اثنين كُتب لك من الصدقة ما الله به عليم، كيف ذلك؟ أخرج أبو الشيخ الأصبهاني عن أنسٍ - رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «من أصلح بين اثنين أصلح الله شأنه»، انظر الفضل، وانظر أبواب الرحمة.
و أكد على ضرورة تدبر الوصايا التي تركها لنا رسول الله ﷺ ، وكيف أنه يرسم لك البرنامج الذي تُسأل عنه، فقد يسأل أحد الناس ربه قائلًا: يا رب أريد أن أكون مرتاح البال، وأكون سعيدًا، ومستجاب الدعاء كيف هذا؟ «من أصلح بين اثنين أصلح الله شأنه»؛ فكلنا يريد أن يُصلح الله شأنه {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} ما عليك إلا أن تبدأ، أصلح بين الناس، أنو؛ فإن الدال على الخير كفاعله، «وأعطاه الله بكل كلمةٍ تكلمها عتق رقبة»، ما هذا الفضل العظيم؟ هناك يقول أفضل الصدقة الإصلاح بين الناس إصلاح ذات البين، أفضل الصدقة ما قيمة هذه الصدقة يا رسول الله؟.
واختتم قائلًا: "كل كلمة ستتكلم بها في الإصلاح بين الناس، وإصلاح ذات البين سيُعطيك الله بكل كلمة وكأنك قد عتقت رقبة، ليس هناك رق الآن، والرقبة ذهبت والحمد لله رب العالمين، وتحرر الناس، ولكن ما زال باب ثواب عتق الرقبة مفتوح أمامك أصلح بين الناس، أوليس هذا أجرٌ عظيم لا يتناسب مع المجهود الذي أبذله؟ نعم؛ فإنك تتعامل مع كريم، واسع، غفور، رحيم، ملك السماوات والأرض، ملك يوم الدين ومالكه، مع من تتعامل؟ أنت تتعامل الآن مع رب العالمين «أعطاه الله بكل كلمةٍ تكلمها عتق رقبة»، ثالثًا «ورجع وقد غَفر ما تقدم من ذنبه» صفحة جديدة كل ما تقدم من ذنبك غُفر، ابدأ صفحة جديدة مع الله".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.