الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح.. رئيس وزراء الكويت قدم استقالته اليوم الاثنين، بعد قرار من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بإقالة وزيري الدفاع والداخلية وعلى الرغم من إصدار أمر له بالاستمرار في منصبه وتشكيل حكومة جديدة، رفض قائلا: يجب أن أثبت براءتي أولا". وقدم الشيخ جابر المبارك استقالته من منصبه رئيسا للسلطة التنفيذية في الكويت يوم الخميس الماضي 14 نوفمبر 2019 وقبل اعتذاره اليوم عن تشكيل الحكومة الجديدة بعد الامر الذي اصدره امير الكويت، بعد جملة الاستقالات التي شهدتها الحكومة الكويتية في الايام الماضية على اثر حملة الاستجوابات المشتعلة في مجلس الأمة برئاسة مرزوق الغانم، أكد الشيخ جابر المبارك في رسالته إلى أمير الكويت على تقديره له لتكليفه بالمنصب، لكنه أعرب عن أسفه مما طاله من «افتراءات وادعاءات بها شبهة مساس بذمتي». وأضاف: أجد من الواجب علي أولا أن أثبت براءتي وبراءة ذمتي وإخلاصي في خدمة وطني، وما يستلزمه ذلك من أن أرفع لمقام سموكم الاعتذار عن هذا التعيين راجيا تفضلكم بقبوله. رسالة الشيخ جابر المبارك لقت صدا واسعا في المجتمع الكويتي وانتشرت رسالته الى امير الكويت عبر المواقع الاخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي ولاسيما تويتر والتي احتل فيها هاشتاج #جابر_المبارك صدارة التريند وقال الشيج جابر المبارك في رسالته: وفيما يلي النص الكامل لرسالة الشيخ جابر المبارك إلى أمير الكويت: «حضرة صاحب السمو الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أمير دولة الكويت تحية احترام وإجلال لمقام سموكم الكريم وبعد فقد تلقيت بيد التقدير أمر سموكم حفظكم الله ورعاكم المؤرخ 18 من نوفمبر 2019 بتعييني مجددا رئيسا لمجلس الوزراء وتكليفي بترشيح أعضاء الوزارة الجديدة وهي ثقة أعتز بها وتعني لي الكثير أرفع لمقام سموكم عنها كل الشكر والتقدير وكم كنت أتمنى تنفيذ أمركم السامي استكمالا للجهود التي بذلت في خدمة الكويت الغالية وأهلها. إلا أنه يا صاحب السمو يحول بيني وبين تنفيذ أمركم السامي هذا ما عجت به وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من افتراءات وادعاءات بها شبهة مساس بذمتي وإخلالي بالقسم العظيم الذي أقسمته مرارا أمام الله ثم أمام سموكم وأمام مجلس الأمة الموقر وأهل الكويت جميعا وهي أكاذيب لا صلة لها بالحقيقة صادرة بكل أسف من زميل وأخ تربطني به زمالة ورابطة أخوة وصداقة امتدت لأكثر من أربعين عاما ناهيك عما ينطوي عليه تصرفه من تداعيات بالغة الخطورة على مختلف الأصعدة ولا سيما أننا في دولة القانون والمؤسسات. أما وقد أصبح الأمر بين يدي قضائنا العادل النزيه الذي يحظى باحترامنا وتقديرنا جميعا فإنه احتراما لثقة سموكم الغالية وتقديرا لأهل الكويت الكرام أجد من الواجب علي أولا أن أثبت براءتي وبراءة ذمتي واخلاصي في خدمة وطني وما يستلزمه ذلك من أن أرفع لمقام سموكم الاعتذار عن هذا التعيين راجيا تفضلكم بقبوله. ويشهد الله على أني طوال مدة خدمتي قد اجتهدت في بذل قصارى جهدي ونفسي من أجل النهوض بواجبات منصبي واضعا نصب عيني دائما ثقة سموكم الغالية وتطلعات أهل الكويت جميعا في تحقيق رفعة الوطن وازدهاره وحماية مقدراته ومصالحه وأمواله. وإذ أجدد لسموكم خالص التقدير والاعتزاز بما حظيت به من ثقة سموكم وتوجيهاتكم السديدة في أي منصب كلفتموني به مؤكدا بأني كنت وسأظل جنديا مخلصا لوطني الغالي ولسموكم - حفظكم الله ورعاكم. وأسأل الله سبحانه أن يوفقكم برعايته وعنايته وأن يسدد دائما خطاكم وأن يحفظ كويتنا الغالية من كل سوء. وتفضلوا سموكم بقبول وافر الاحترام والتقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته رئيس مجلس الوزراء جابر مبارك الحمد الصباح» ويعتبر الشيخ جابر المبارك هو رئيس الحكومة الخامسة والثلاثين في تاريخ الكويت، والتي تم تشكيلها في 11 ديسمبر 2017، بعد استقالة الحكومة السابقة في 30 أكتوبر 2017. كما ان رئيس مجلس الوزراء الكويتي المستقيل قدى جرى تعيينه على رأس السلطة التنفيذية في البلاد منذ 30 نوفمبر 2011، وهو ابن أول وزير للأوقاف في الكويت الشيخ مبارك الحمد الصباح من زوجته الأولى وضحة علي المنير. ولد في 4 يناير 1942 والتحق التحق بالديوان الأميري في 3 نوفمبر 1968 في عهد الأمير صباح السالم الصباح تقلد الشيخ جابر المبارك مناصب عدةً، فقد شغل منصب مراقب الشؤون الإدارية والمالية، وتدرج في المناصب ثم ارتقى حتى شغل منصب مديرا للإدارة ثم وكيل وزارة مساعد للشؤون الإدارية والمالية. وعين محافظا لمحافظة حولي، في 19 مارس 1979 حتى تولى منصب محافظ الأحمدي بعدها بست سنوات وفي 12 يوليو 1986 عين وزيرا للشئون الاجتماعية والعمل، ولم يكمل عامه الثاني حتى تولى في 27 يناير 1988 منصب وزير الإعلام قدم الشيخ جابر المبارك استقالته من منصب وزير الإعلام في 24 نوفمبر 1990 في فترة الغزو العراقي للكويت، حيث انتقل مقر الحكومة الكويتية الشرعية في الطائف وفي 25 مارس 1992 عين مستشارا بمكتب أمير الكويت الراحل جابر الأحمد. وفي 14 فبراير 2001 عُين نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع وتم التجديد له في نفس المنصب في 14 يوليو 2003 وعين نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية ووزيرا للدفاع، في 9 فبراير 2006 وبتاريخ 28 أكتوبر 2007 عين نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع وبعد إجراء انتخابات مجلس الأمة في 17 مايو 2008 أُعيد تعيينه بنفس المنصب بتاريخ 28 مايو 2008 وفي 2011 أصدر أمير الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمرا بتعيين جابر المبارك رئيسا لمجلس الوزراء بعد استقالة سابقه ناصر المحمد الأحمد الصباح واعيد تكليفه عدة مرات منذ ذلك الحين الى ان قدم استقالته في 14 نوفمبر 2019 حصل الشيخ جابر المبارك على العديد من الاوسمة منها «وسام الشرف والتقدير العليا للخدمة العامة» وهي أحد أرفع الأوسمة من وزارة الدفاع الأمريكية، وقلده الوسام دونالد رامسفيلد معالي وزير الدفاع الامريكي الاسبق؛ تقديرا لجهوده في تطوير العلاقات بين دولة الكويت والولايات المتحدةالأمريكية في 2004. كما منح «وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الأولى» من مملكة البحرين في 21 يناير 2007. وايضا منح «الوسام الأعلى للشمس الساطعة» من اليابان في 5 يناير 2009. ومن فرنسا منح «وسام جوقة الشرف برتبة ضابط» في 16 ديسمبر 2009. كواليس استقالة الشيخ جابر المبارك قدّمت الحكومة الكويتية برئاسة الشيخ جابر المبارك، استقالتها، الخميس الماضي، لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، على وقع الخلافات الداخلية وحملة الاستجوابات التي اطلقها نواب مجلس الأمة الكويتي وقبل أمير الكويت استقالة الحكومة وأصدر أمرا باستمرار النائب الأول لرئيس الوزراء المستقيل لتصريف الأعمال لحين تشكيل الوزارة الجديدة وأكد فيه رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، في تعليقه الاول على استقالة الحكومة الكويتية، أنه لم يشعر بوجود رغبة لدى أمير الكويت بحلّ مجلس الأمة، وأضاف أن «مشكلة الحكومة تكمن بعدم تجانس فريق الوزراء». وجاءت استقالة الحكومة الكويتية بعد يومين من استقالة وزيرة الأشغال العامة جنان محسن بوشهري بعد جلسة استجواب لها في مجلس الأمة كما تأتي قبل جلسة كانت مقررة لمجلس الأمة، الأربعاء المقبل؛ لبحث طلب طرح الثقة بوزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الصباح. وكان الناطق الرسمي للحكومة الكويتية، طارق المزرم، ذكر أن رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، تقدّم إلى الشيخ صباح الأحمد باستقالة الحكومة «ليتسنى إعادة ترتيب العمل الوزاري». وتأتي حملة الاستجوابات بعد أن انتشرت اتهامات للوزراء وممثلي الحكومة بإهدار المال العام، وتقدم عدد من النوّاب بطلب استجواب للحكومة، تمثل في استجوابين نيابيين قدّما ضد وزيرة الأشغال العامة ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان جنان بوشهري، ووزير المالية نايف الحجرف، تخص اتهامات بهدر المال العام. وكان 10 نواب قد قدموا طلبا بحجب الثقة عن وزير الداخلية، وهو أيضًا نائب لرئيس الوزراء، ومن المقرر التصويت على هذا الطلب الأسبوع المقبل، الى ان صدر اليوم أمر من امير البلاد الشيخ صباح الأحمد بإعفاء وزيري الدفاع والداخلية من منصبيهما.
