حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية من أن تردي الأوضاع الاقتصادية وضعف الجنية سيؤدي إلى عودة تجارة العملة في السوق السوداء، وهو ما سيؤدي لانهيار العملة المحلية. وكشفت الصحيفة عن نقص حاد في الدولار، ولا يجد المستوردين العملة الأجنبية التي يحتاجونها لاستيراد السلع والبضائع الأساسية من الخارج، وهو ما يجعلهم يلجئون إلى السوق السوداء والجهات غير المشروعة من أجل شراء الدولار والذي غالبا ما يتم جمعه بصورة سرية أيضا من أشخاص يقومون ببيعه في السوق السوداء للاستفادة من فارق السعر الرسمي الذي تعلن عنه الحكومة المصرية، ويتم تداوله في البنوك. ويعد الصعيد هو المصدر الحالي للعملات الأجنبية حيث يوجد غالبية العاملين المصريين بالخارج، ويحولون أموالهم بالدولار ويدخلون بها إلى مصر من أجل بيعها بسعر أغلى من الخارج أو تحويلها من خلال البنوك. ورصدت الفايننشال تايمز سحب الكثير من المصريين لودائعهم بالدولار من البنوك، وذلك خوفا من أن تزداد الأوضاع سوءا وترفض البنوك بعد ذلك منحهم أموالهم، ويتاجرون بها الآن في السوق السوداء. واختفت تجارة العملة غير الشرعية في مصر منذ ما يزيد عن ثماني سنوات، لكن عودتها الآن أصبحت أكثر خطورة نظرا للنقص الحاد في الدولار، وتراجع قيمة الجنيه وعدم قدرة الدولة على ضبط أسواق الصرف وتوفير مصادر للعملة الصعبة.