أكد الكاتب الصحفى فهمى هويدى أن الوطن العربي يمر بمرحلة منعطف تاريخي كبير ينتقل من مرحلة مقاومة الاستعمار إلى مقاومة الظلم والاستبداد الاجتماعي ، وهذه المقاومات تأخذ أشكالا مختلفة ، منها المكبوت ومنها المعلن ، ولا يعلم أحد مدى سقف هذه المقاومات. وقال هويدى- فى حوار أجرته معه صحيفة "القبس" الكويتية نشرته بعددها الصادر اليوم الاربعاء - "إن العنف فى مصر له مصادر متعددة ، أولا العنف بدأ من السلطة وخطابها ، وهناك انتشار للغضب بسبب الفقر واليأس ، كما أن الإعلام محرض للعنف ، والجرائد توزع عيدان كبريت يوميا تشعل الناس وتشحنهم ، فنحن ما زلنا أمام إعلام مبارك ، ففي دراسة حول تحليل الخطاب الإعلامي خرجت النتائج بأن فوق 90 فى المئة معادون لمرسي في الإعلام الخاص ، وبالنسبة للإعلام الحكومي ما بين 15 إلى 22 فى المئة مع مرسي ، و80 فى المئة ضد مرسي ، فأين إعلام مرسي؟". وأضاف "هناك مصالح تستفيد من هذه التعبئة خاصة أن النظام الحالي لم يستطع - حسب هويدى- التواصل مع الناس ، إضافة إلى أفعال " الفلول " ، وتساءل : هل من الطبيعي أن تتم مهاجمة 26 مقرا للاخوان في يوم واحد؟ ، وهناك تأثير الأيدي الخارجية. وتابع قائلا " لدينا صراع الكرسي ، وآخر يريد أن يكون هو فقط في الصورة ، فالصراعات الموجودة متجددة بين من يخاف من الديموقراطية والإخوان ، ولهذا الصراع مخرجان: الأول من خارج النظام بالانقلاب عليه ، وأنا ضد هذا ، لأنها سكة فوضى ونهاياتها مجهولة ، وأحد خياراتها : محلى، خارجى، عودة العسكر ، والمخرج الثاني من خلال النظام بأن يصارح مرسي الشعب بالحقائق ويتواصل معهم مباشرة ، ويعلن عن رؤية واضحة تبين إلى أين هو ذاهب بمصر". وقال " إن الدين بعيد عن القضية ، فلم يحدث أن تحدث مرسي عن الدين في خطبه ، هذه معركة افتراضية ، وإذا كان هناك بعض المثقفين يريدون أن يفترضوا معركة لأغراض معينة ، فلا يجرونا إلى هذا". وأضاف "الحقيقية ، وقراءة الواقع - حاليا - صعبة ، فالبلد في مرحلة تعاف ، وهناك من يضغطون بشكل كبير على مصر، لأن هناك أطرافا كثيرة لها مصالح ، ولا ترغب في نهوضه ، وفي النهاية نحن من نصنع المستقبل ، وهذا البلد مسؤول عن نفسه، فبالإرادة والوعي ستتعافى مصر. وقال هويدى: إن هناك مشكلتين أساسيتين أمام الرئيس محمد مرسي ، الاولى من المعارضة التي لم تلتزم بأساسيات الحوار الحقيقي ومسيطرة على الإعلام ، وهذا يحتاج إلى توافق حتى يتجاوزها أو تنشكف وتظهر أنها لا تبحث عن الحلول ". وأضاف "أما المشكلة الثانية الاساسية مع الناس الذين ما زال لديهم آمال في تغيير واقعهم إلى الافضل بعد الثورة، فأبسط حقوقهم رؤية واضحة لمصر تبعث الأمل في التغيير" ، مؤكدا أنه من خلال الممارسة الديموقراطية من أحزاب سياسية حقيقية وعمل انتخابات محلية وحرية صحافة ونقابات ، يتعافى المجتمع وتخرج قيادات حقيقية تقود المجتمع ، ليست القيادات التي صنعها الاعلام كما هو الآن. وتابع قائلا " نحن ندفع ثمن غياب الديمقراطية ، وحدث فينا ما يسمى سياسة التشوه النفسي والسياسي والاجتماعي ، وعلاج هذا يستدعي وقتا ووعيا وممارسة وقيادة حكيمة". واستطرد فهمى " إن الفكر الإسلامي بعد ثورات الربيع العربي والانفتاح العالمي ، أخفق في كيفية التصالح مع الديموقراطية والقوة العلمانية الموجودة في المجتمع ، وكيفية تحويل الشعارات إلى سياسات تفيد وتنهض بالدولة ، إلا أنه نجح في تركيا بشكل كبير لأنه ابتعد عن المواعظ ونفذ ما ينفع الناس على الأرض ، فالتسامح ليس شعارا ، ولكنه ثقافة غير موجودة ، ولا حتى في المعارضة ، لذا دائما كنت أقول ان الاستبداد يحرق بدائله ويشوه الحاضر والمستقبل ، لأن بدائله تصبح مشوهة على كل المستويات".