أكد الكاتب الصحفى فهمى هويدى أن "قراءة الواقع - حاليا - صعبة ، فمصر في مرحلة تعاف ، وهناك من يضغطون بشكل كبير عليها، لأن هناك أطرافا كثيرة لها مصالح، ولا ترغب في نهوضها، وفي النهاية نحن من نصنع المستقبل، وهذا البلد مسؤول عن نفسه ، فبالإرادة والوعي ستتعافى مصر". واشار هويدى- فى حوار أجرته معه صحيفة "القبس" الكويتية نشرته بعددها الصادر الاربعاء- أن الوطن العربي يمر بمرحلة منعطف تاريخي كبير حيث ينتقل من مرحلة مقاومة الاستعمار إلى مقاومة الظلم والاستبداد الاجتماعي ، وهذه المقاومات تأخذ أشكالا مختلفة ، منها المكبوت ومنها المعلن ، ولا يعلم أحد مدى سقف هذه المقاومات. وقال "إن العنف فى مصر له مصادر متعددة ، أولا العنف بدأ من السلطة وخطابها ، وهناك انتشار للغضب بسبب الفقر واليأس ، كما أن الإعلام محرض للعنف ، والجرائد توزع عيدان كبريت يوميا تشعل الناس وتشحنهم ، فنحن ما زلنا أمام إعلام مبارك. وأضاف "هناك مصالح تستفيد من هذه التعبئة خاصة أن النظام الحالي لم يستطع - حسب هويدى- التواصل مع الناس ، إضافة إلى أفعال " الفلول " ، وتساءل هل من الطبيعي أن تتم مهاجمة 26 مقرا للاخوان في يوم واحد ، وهناك تأثير الأيدي الخارجية. وتابع قائلا " لدينا صراع الكرسي ، وآخر يريد أن يكون هو فقط في الصورة ، فالصراعات الموجودة متجددة بين من يخاف من الديموقراطية والإخوان ، ولهذا الصراع مخرجان الأول من خارج النظام بالانقلاب عليه وأنا ضد هذا , لأنها سكة فوضى ونهاياتها مجهولة والمخرج الثاني من خلال النظام بأن يصارح مرسي الشعب بالحقائق ويتواصل معهم مباشرة ، ويعلن عن رؤية واضحة تبين إلى أين هو ذاهب بمصر". واوضح الكاتب الصحفى إن هناك مشكلتين أساسيتين أمام الرئيس محمد مرسي ، الاولى من المعارضة التي لم تلتزم بأساسيات الحوار الحقيقي ومسيطرة على الإلاعلام ، وهذا يحتاج إلى توافق حتى يتجاوزها أو تنشكف وتظهر أنها لا تبحث عن الحلول ". وأضاف "أما المشكلة الثانية الاساسية مع الناس الذين ما زال لديهم آمال في تغيير واقعهم إلى الافضل بعد الثورة ، فأبسط حقوقهم رؤية واضحة لمصر تبعث الأمل في التغيير" وأكد أنه من خلال الممارسة الديموقراطية من أحزاب سياسية حقيقية وعمل انتخابات محلية وحرية صحافة ونقابات ، يتعافى المجتمع وتخرج قيادات حقيقية تقود المجتمع ، ليست القيادات التي صنعها الاعلام كما هو الآن. وتابع قائلا " نحن ندفع ثمن غياب الديموقراطية , وحدث فينا ما يسمى سياسية التشوه النفسي والسياسي والاجتماعي , وعلاج هذا يستدعي وقتا ووعيا وممارسة وقيادة حكيمة".