هل ارتكب مبارك جريمة لأنه تنحى؟.. هل كان من الأفضل لمصر أن يبقى حتى «سبتمبر»؟.. لماذا تنحى مبارك بهذه السرعة؟.. «بشار» مثلاً لم يتخذ قرار التنحى، رغم مرور عامين، ورغم نزيف الدم.. قرأت أمس فى «المصرى اليوم» رواية جديدة عن التنحى.. قيل إن طنطاوى، وعنان، وسليمان، وشفيق، طلبوا منه ترك السلطة يوم 8 فبراير.. هل كانت استجابته جريمة فى حق مصر؟! من المفارقات أن مبارك فى لحظة التنحى طلب من رجاله أن يأخذوا بالهم من البلد، ومن الشعب.. من المفارقات أنه لم يستمر ليحرقها.. لم يركب رأسه ويعاند شعبه.. لم يطرح فكرة انتخابات رئاسية مبكرة.. لم يطرح فكرة الاستفتاء الشعبى على رحيله.. جائز كان مأخوذاً بما جرى فى تونس.. ربما كان مخضوضاً من تحرك الشعب.. جريمة أنه لم يتنازل لرئيس المحكمة الدستورية العليا! شاءت الأقدار أن يعيش مبارك.. لا أُعدم ولا انتحر.. عاش ليرى ما يجرى لنا على يد الإخوان.. عاش ليرى أنه كان على حق فى بعض حكمه.. عاش ليرى مطالب الشعب بإسقاط مرسى فى ذكرى التنحى.. قد يعيش أكثر حتى يرافقه فى السجن، أو يخرج مبارك حراً طليقاً.. لا شىء عليه.. لو هناك عدل فإما أن يخرج مبارك من السجن أو يدخل مرسى.. هل جريمة مبارك أنه تنحى؟! أعود لأقرأ سطور «المصرى اليوم» جيداً.. مبارك وهو يتنحى كان خايف على البلد.. خايف على مصير الشعب مع الإخوان.. كان معروفاً أنها ستؤول لهم.. عمر سليمان قال ذلك فى أول مفاوضات له مع شباب الثورة.. قال أعرف أنه لا يعنيكم سجن مبارك أو بقاؤه فى بيته؟.. تم الترتيب مع الإخوان.. الفارق أن مرسى لا يعنيه ما يحدث للبلد ولا للشعب.. يعنيه فقط أمر الجماعة! حزن مبارك الآن أكبر من حزنه على سجنه.. حزن المشير طنطاوى أكبر.. سلمها بيضة مقشرة للإخوان.. الثوار أكثر حزناً لأنهم يبدأون من الصفر.. زملاؤهم قُتلوا وشُردوا.. انتقموا من الثوار لتحيا الجماعة.. شهادة شريف البحيرى رصاصة فى قلب الجماعة.. يقتلون شباب الثورة.. قتلوا الجندى وغيره.. عندهم سلاح يفوق الجيش.. هذا هو الفارق بين حسنى السجين، ومرسى الرئيس! أتذكر الآن وجه عمر سليمان عند إلقاء بيان التنحى.. كان مرعباً وحزيناً وكئيباً أيضاً.. عرفنا اليوم لماذا كان سليمان زائغ البصر؟.. لم يكن حزيناً فقط على سقوط مبارك، كان يتألم لأنه يعلم ما تؤول إليه البلاد.. لا أبرئ مبارك، ولا عمر سليمان.. لا أبرئ فتحى سرور، ولا صفوت الشريف.. هم الذين أعدموا الأحزاب لصالح حزب كارتونى، وجماعة أوهمونا كل يوم أنها محظورة! لا أدرى ما يقوله المشير طنطاوى حالياً؟.. ماذا يقول الفريق عنان؟.. هل يرضيهما ما يحدث للثوار فى الجبل الأحمر؟.. أى صفقة أبرماها للخروج الآمن؟.. هل يقتنعان بأنهما كانا يحميان الثورة؟.. مبارك ترك البلاد للجيش.. المجلس العسكرى ترك البلاد للإخوان.. هذه جريمة مبارك، وجريمة المشير.. ثورة ومن أول السطر.. ماذا لو تركها مبارك لمجلس رئاسى ولم يكلف «العسكر»؟! جريمة مبارك أن نظامه كان خرااااافة.. جريمة «العسكر» أنهم خرااااافة.. جريمة الثوار أنهم غادروا الميدان بعد التنحى.. لا آلت الأمور إلى الدستور، ولا آلت إلى الثورة.. بعد عامين حصل مبارك على براءة الشارع.. طالب الثوار بإسقاط مرسى شخصياً فى ذكرى التنحى.. يذهب إلى المصير نفسه(!) نقلاً عن المصرى اليوم