أطلق الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس، مستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسية والتوافق المجتمعي اليوم، الأحد، "الحملة الوطنية لإزالة وصمة المرض النفساني"، تحت رعاية الجمعية المصرية للطب النفساني برئاسة الدكتور ممتاز عبد الوهاب، واتحاد الأطباء النفسانيين العرب، والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، رؤساء أقسام الطب النفساني، يأتي ذلك تحت شعار "الألم النفساني زي أي مرض.. له علاج". وأوضح "عكاشة"، أنه عندما كان رئيسًا للجمعية العالمية للطب النفساني، قامت الجمعية بحملة على مستوى العالم لإزالة الوصمة بسبب المرض النفساني، وعندما وجد الفرصة سانحة الآن للقيام بهذه الحملة في مصر قرر إطلاقها برعاية المؤسسات السابق ذكرها. وقال إن الطب النفساني يعرف بأنه أحد فروع التخصصات الطبية ويشمل اضطرابات التفكير، والعاطفة، والإدراك، والإرادة؛ مما يؤدى إلى اضطراب في الشخصية والسلوك، وقد يكون السبب خللًا في عمل الدماغ أو بسبب أمراض عضوية في الكبد، أو الكلى. وأشار إلى أن وصمة المرض النفساني بدأت عندما تم فصل الجسد عن النفس، فقدماء المصريين كان عندهم المرض النفساني مكانه في القلب أو الرحم (الهستيريا) وذكرت كل الأمراض النفسانية في بردية "إبر" المخصصة لأمراض القلب أو بردية كاهون عن أمراض الرحم (الهستيريا)، ومن ثم كانوا يعالجون على أنهم مرضى بالقلب أو بالرحم، وبالطبع لا توجد وصمة لأنه كان يعالج كمريض قلب وكلمة الطب النفساني بدأت في عام 1808 ومعناها الحرفي "العلاج الطبي للروح"، والآن العلوم العصبية (سواء السلوكية أو العضوية)، وفي القرون الوسطى كان المرض النفساني يؤول على أنه مس من الجن، أو الشياطين أو أرواح شريرة، وكانوا يعذبون ويُحرقون في أوروبا. وأضاف "عكاشة"، أن الغرض من المستشفى العقلي في هذا الوقت كان إيداع المريض لحماية المجتمع من خطورته، حيث لا يوجد أي علاج، ولكن العلاج لمعظم الأمراض النفسانية قد تم اكتشافه بالفعل، وأصبحت كل المستشفيات العامة والمستشفيات الجامعية بها أقسام للطب النفساني، إضافةً إلى مستشفيات وزارة الصحة (18 مستشفى)، والآن تتجه معظم بلاد العالم إلى بناء مستشفيات أو أقسام للطب النفساني مثل باقي التخصصات داخل المدينة، وليست على أطرافها، وأصبح المريض النفساني يعامل مثل مريض القلب، السكر والسرطان وله كل حقوق المريض، مشيرًا إلى أن 25% من المصريين يعانون ألمًا نفسيًا.