- نتائج الانتخابات الأوروبية تشير إلى تقدم الشعبويين واليمين المتطرف والخضر - حزب مارين لوبان يتقدم على ماكرون في فرنسا - قلق من الخارطة السياسية الجديدة للبرلمان الأوروبي تعد نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي لهذا العام نهاية لحقبة الثنائية الحزبية السارية منذ 40 عاما تقريبا في البرلمان الذي يضم 751 مقعدا، حيث تشير النتائج إلى تقدم الأحزاب الشعبوية واليمين المتطرف وكذلك الخضر، الأمر الذي يجعل التوافق بين تلك الكتل أمر شبه معقد، وسيظهر ذلك جيدا في السباق على خلافة رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. وأظهرت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي في فرنسا تراجع حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، وتقدم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، في تحول واضح لاختيارات الشعب الفرنسي. وحقق حزب مارين لوبان تقدما واضحا بحصوله على 23.4% من الأصوات مقابل 10.2% منذ 5 سنوات، الأمر الذي يعد مصدر قلق للرئيس إيمانويل ماكرون الذي لم يغلق صفحة السترات الصفراء، وفقا لصحيفة "لوموند" الفرنسية. وصوت الفرنسيون لاختيار 79 ممثلا لهم في البرلمان الأوروبي، وكان الصراع الأكبر بين حزبي لوبان وإيمانويل ماكرون، إذ حصل كل من الحزبين على 23 مقعد بفارق أقل من 1% في نسبة الأصوات، ليحل التجمع الوطني في المركز الأول يليه حزب الجمهورية للأمام الذي يرأسه ماكرون، وفي المركز الثالث جاء حزب الخضر الفرنسي ب13 مقعد. أما الجمهوريون فحصلوا على 8 مقاعد بعد الحصول على 8.5% من الأصوات، بينما حقق حزب "تمرد فرنسا" 6 مقاعد فقط. وتعد النتيجة سيئة بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون إذ أنها الأولى منذ وصوله لحكم فرنسا في 2017، وشهدت تراجع حزبه أمام قائمة مارين لوبان، بينما تشير النتائج إلى تحقيق الأحزاب الخضراء الداعمة للبيئة أفضل نتائجها منذ 2009. من جانبه اجتمع إيمانويل ماكرون، الاثنين، في قصر الإليزيه بقادة الأغلبية لتقييم ووضع الخطوات المقبلة، بحضور إدوارد فيليب رئيس الوزراء. ويشير المحللون إلى أن مارين لوبان قد تتخذ مبادرة لحل البرلمان الفرنسي وكسب دعم المعارضين لسياسات الرئيس ماكرون لتوسيع قاعدتها السياسية، لكنها أكدت أنها لا تسعى للانتقام من ماكرون الذي هزمها في انتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2017. إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يتجه إلى بروكسل، الثلاثاء، لعقد لقاءات مع زعماء الاتحاد الأوروبي هدفه هو بناء أغلبية مؤيدة لأوروبا في الاتحاد. وحصل التجمع الوطني على 23.4% من الأصوات في فرنسا، كما حصل حزب ماتيو سالفيني في إيطاليا على 33.6% من الأصوات، وفي بريطانيا حصل حزب بريكست بزعامة نايجل فراج على 31.7% من الأصوات. أما الاحزاب الخضراء فحققت تقدما ملحوظا في عدد من الدول الأوروبية، حيث حصل حزب الخضر في ألمانيا على 20.7% من الأصوات، وفي فرنسا حصل الخضر الداعم لسياسة إيكولوجية تحافظ على البيئة على 13.4% من الأصوات، بينما حقق في فنلندا نسبة 15% من الأصوات. وتعد نسبة المشاركة في الانتخابات الأوروبية أكبر بكثير من انتخابات 2014، حيث بلغت في فرنسا نحو 50.12%. وتشير النتائج أيضا إلى تحول في خريطة البرلمان الأوروبي، حيث تراجعت مقاعد المحافظين بحصولهم على 175 مقعد في البرلمان الجديد مقابل 217 في البرلمان السابق، كما تراجعت مقاعد الديمقراطيين أيضا، في المقابل حقق اليمين المتطرف تقدما ملحوظا بالحصول على 115 مقعد وكذلك الأحزاب الخضراء التي حصلت على 77 مقعد، وأصبح الخضر "قوة لا يمكن تجاوزها". وتوقع محللون أن تؤدي الخارطة السياسية الجديدة للبرلمان الأوروبي إلى صعوبة في التوافق بين مختلف الكتل حول الإصلاحات الكبرى وتوزيع المناصب حول السلطة، معتبرين السباق لخلافة رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر سيكون أول اختبار لتلك الكتل السياسية المتفرقة.