قالت مجلة التايم الأمريكية إن مدن القناة دائمًا ما كانت تمثل أزمة بالنسبة لكل الغزاة والمحتلين الذين دخلوا مصر، والآن تمثل التهديد الأكبر على النظام الإسلامي الحاكم الذي يقوده الرئيس محمد مرسي، وتهدد بتأجيج الثورة ضده مثلما فعلت مع الرئيس السابق حسي مبارك. وأشارت التايم إلى أن مدن "بورسعيد والإسماعيلية والسويس" كانت رمزًا للكرامة والشرف منذ عقود طويلة، فقد قاومت الاحتلال البريطاني ثم العدوان الثلاثي واحتلال إسرائيل لسيناء عام 1967 حتى تحقق الانتصار عام 1973. والآن أصبحت هي المحرك الرئيسي للثورة المصرية التي أطاحت بنظام مبارك، وسقط أول شهداء ثورة يناير 2011 في مدينة السويس. والآن يواجه الرئيس مرسي نفس موقف مبارك في مدن القناة، وأصبح مكروهًا هناك، وانتقل سخط وغضب القناة على مرسي إلى بقية المدن الكبرى في البلاد وعلى رأسها العاصمة القاهرة والإسكندرية ثاني كبريات المدن في مصر. ويشير الخبراء إلى أنه لم تكن مفاجئة على الإطلاق انهيار الأمن في بورسعيد، عقب إصدار الحكم يوم 6 يناير بإعدام المتهمين في ارتكاب مذبحة مشجعي النادي الأهلي التي راح ضحيتها 72 من الألتراس. وسريعا كان انهيار الشرطة مثلما حدث في ثورة 25 يناير 2011، واضطر مرسي للاستعانة بالجيش من أجل السيطرة على الوضع، تمامًا مثل فعل الرئيس السابق حسني مبارك. الموقف كان أصعب هذه المرة حيث قتل أكثر من 30 شخصًا في بورسعيد في عدة ساعات، بالإضافة إلى 9 متظاهرين في السويس، واضطر مرسي لاتخاذ إجراءات عقابية مثل فرض حظر التجول وتطبيق الطوارئ على مدن القناة، لمدة 30 يومًا وهي الخطوة الذي زادت من غضب مدن القناة.