سامي قمصان يتحدث عن.. رحيل كولر.. المشاركة في كأس العالم للأندية.. وفرصة عماد النحاس    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    حريق مطعم بمنطقة مصر الجديدة فى تغطية خاصة لليوم السابع (فيديو)    بالتردد.. تعرف على مواعيد وقنوات عرض مسلسل «المدينة البعيدة» الحلقة 25    الكاتب أشرف العشماوي عن أزمة صنع الله أبراهيم: حتى اليوم صوتًا يصعب ترويضه    شفافية في الذبح والتوزيع.. الأوقاف: صك الأضحية يصل كاملًا للمستحقين دون مصاريف    ديروط يستضيف طنطا في ختام مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    موعد مباراة برشلونة وريال مدريد في الدوري الإسباني    تعليق مثير من نجم الأهلي السابق على أزمة زيزو والزمالك    وزيرة التضامن: وقف دعم «تكافل وكرام» لرب الأسرة المدان جنائيًا واستقطاعه للمخالفين    إخلاء عقار بالكامل بعد الحريق.. إصابات وحالة وفاة في حادث مصر الجديدة    تامر أمين بعد انخفاض عددها بشكل كبير: الحمير راحت فين؟ (فيديو)    بوتين: أوكرانيا اخترقت وقف الضربات على منشآت الطاقة    ارتفاع ملحوظ.. أسعار الفراخ البيضاء اليوم الأحد 11 مايو 2025 بمطروح    سهير رمزي تكشف مفاجأة عن زواج بوسي شلبي ومحمود عبد العزيز    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    بوتين: أوكرانيا حاولت ترهيب القادة القادمين لموسكو لحضور احتفالات يوم النصر    إنتهاء أزمة البحارة العالقين المصريين قبالة الشارقة..الإمارات ترفض الحل لشهور: أين هيبة السيسى ؟    نشرة التوك شو| "التضامن" تطلق ..مشروع تمكين ب 10 مليارات جنيه وملاك الإيجار القديم: سنحصل على حقوقن    الأرصاد تكشف موعد انخفاض الموجة الحارة    إخلاء عقار من 5 طوابق فى طوخ بعد ظهور شروخ وتصدعات    كارثة منتصف الليل كادت تلتهم "مصر الجديدة".. والحماية المدنية تنقذ الموقف في اللحظات الأخيرة    إصابة شاب صدمه قطار فى أبو تشت بقنا    وزير التعليم: إجراءات مشددة لامتحانات الثانوية العامة.. وتعميم الوجبات المدرسية الساخنة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأحد 11 مايو 2025    انطلاق النسخة الثانية من دوري الشركات بمشاركة 24 فريقًا باستاد القاهرة الدولي    "التعليم": تنفيذ برامج تنمية مهارات القراءة والكتابة خلال الفترة الصيفية    غلطة غير مقصودة.. أحمد فهمي يحسم الجدل حول عودته لطليقته هنا الزاهد    ورثة محمود عبد العزيز يصدرون بيانًا تفصيليًا بشأن النزاع القانوني مع بوسي شلبي    أحمد فهمى يعتذر عن منشور له نشره بالخطأ    مثال للزوجة الوفية الصابرة.. نبيلة عبيد تدافع عن بوسي شلبي    إعلان اتفاق "وقف إطلاق النار" بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية    وزير الصحة: 215 مليار جنيه لتطوير 1255 مشروعًا بالقطاع الصحي في 8 سنوات    إجراء 12 عملية جراحة وجه وفكين والقضاء على قوائم الانتظار بمستشفيي قويسنا وبركة السبع    «التعاون الخليجي» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي وطريقة استخراجها مستعجل من المنزل    حكام مباريات الأحد في الجولة السادسة من المرحلة النهائية للدوري المصري    محافظة سوهاج تكشف حقيقة تعيين سائق نائباً لرئيس مركز    مصابون فلسطينيون في قصف للاحتلال استهدف منزلا شمال غزة    انتهاء هدنة عيد النصر بين روسيا وأوكرانيا    وزيرة التضامن ترد على مقولة «الحكومة مش شايفانا»: لدينا قاعدة بيانات تضم 17 مليون أسرة    في أهمية صناعة الناخب ومحاولة إنتاجه من أجل استقرار واستمرار الوطن    أمانة العضوية المركزية ب"مستقبل وطن" تعقد اجتماعا تنظيميا مع أمنائها في المحافظات وتكرم 8 حققت المستهدف التنظيمي    ضع راحتك في المقدمة وابتعد عن العشوائية.. حظ برج الجدي اليوم 11 مايو    راموس يقود باريس سان جيرمان لاكتساح مونبلييه برباعية    «أتمنى تدريب بيراميدز».. تصريحات نارية من بيسيرو بعد رحيله عن الزمالك    خالد الغندور: مباراة مودرن سبورت تحسم مصير تامر مصطفى مع الإسماعيلي    أبرزها الإجهاد والتوتر في بيئة العمل.. أسباب زيادة أمراض القلب والذبحة الصدرية عند الشباب    تبدأ قبلها بأسابيع وتجاهلها يقلل فرص نجاتك.. علامات مبكرة ل الأزمة القلبية (انتبه لها!)    منها «الشيكولاتة ومخلل الكرنب».. 6 أطعمة سيئة مفيدة للأمعاء    وزيرا خارجية السعودية وبريطانيا يبحثان مستجدات الأوضاع    بوتين يعبر عن قلقه بشأن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي    سعر الذهب اليوم الأحد 11 مايو محليًا وعالميًا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير (تفاصيل)    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 11 مايو 2025 (آخر تحديث)    عالم أزهري: خواطر النفس أثناء الصلاة لا تبطلها.. والنبي تذكّر أمرًا دنيويًا وهو يصلي    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الذى سيطبق طوارئ مرسي في السويس.. ملف خاص من السويس
نشر في الدستور الأصلي يوم 29 - 01 - 2013

همٌ يبكى وهمٌ يضحك.. الأول هو حال مصر الذى وصلنا إليه فى ظل حكم الإخوان، والثانى هو ما قاله الرئيس محمد مرسى فى خطابه مساء أول من أمس، والذى ينضم إلى خطاباته التى لا تغنى ولا تسمن من جوع.

الرئيس أعلن عودة الطوارئ فى السويس ومدن القناة، لمدة 30 يوما، وفرض حظر التجول خلال شهر الطوارئ من التاسعة مساء. والحجة التى يسوقها هى حقن دماء المصريين والسيطرة على السويس والقبض على البلطجية والخارجين عن النظام دون أن يكلف الرئيس نفسه مشقة التفكير فى السبب الحقيقى للهتاف ضده والمناداة بسقوطه ورحيله. ويبقى معه قرار لن يجد فى السويس من سيطبقه بسبب ضعف نظامه وسوء إدارته، ومن ثم فإن الاستبداد والقمع اللذين كان يفرضهما مبارك على المصريين لن يستطيع ابن الإخوان تطبيقهما على أرض الواقع.. أى أن مرسى فشل أيضا فى أن يكون ديكتاتورًا.

فى السطور القليلة التالية ترصد «الدستور الأصلي» مجموعة من المشاهد المبكية المضحكة فى بلد الغريب:

1- المحافظ هرب.. ومدير الأمن متهم بقتل الشهداء

لا يوجد أحد يحكم محافظة السويس. الرجل الطبيعى الذى يفترض أن يكون هو حاكم المحافظة، هرب بعيدا عن السويس. إنه سمير عجلان محافظ المدينة الباسلة وهو لواء جيش سابق، وهو إخوانى أيضا. الثوار أكدوا أنه لم يكن موجودا فى السويس مع بداية ذكرى ثورة 25 يناير التى أسفرت حتى الآن عن 9 شهداء جدد فى المحافظة وهناك رواية أخرى تقول إنهم 11.

مبنى المحافظة الذى شهد على دماء جديدة فى السويس كان خاليا يوم 25 يناير، حيث تجمع عنده الثوار ودخله البعض قبل أن يبدأ الاشتباك مع الشرطة التى قامت بتحطيم الأخضر واليابس فى محيط مبنى المحافظة من عمارات ومحالٍ تجارية وسيارات وفقا لرواية أهالى المنطقة المحيطة بالمحافظة، بتحريض من نقيب يدعى ماجد وآخر يدعى شريف الشربينى فى شرطة مكافحة الشغب، بعد استشهاد المجند محمد شعبان شبل أحد أفراد الأمن المركزى، أمام مبنى المحافظة. ولا أحد يعلم حتى الآن من الذى أطلق عليه ما يعرف فى السويس ب«البراشوت»، الذى أودى بحياته على الفور.

فى اليوم التالى للأحداث الدامية وهو 26 يناير ذهب الثوار إلى مديرية الأمن واتهموا مدير أمن السويس عادل رفعت بأنه مسؤول عن سقوط شهداء جدد لعدم قدرته على تأمين المظاهرة التى لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 5000 متظاهر، بعد أن وعدهم قبل سقوط الشهداء بتأمين المتظاهرين، وإخلاء محيط مبنى المحافظة من قوات الأمن حتى لا يحدث أى احتكاك بين المتظاهرين والشرطة. لدرجة أن مدير الأمن فى هذا اليوم سلم المشاركين فى المظاهرة مفتاح مبنى المحافظة ودخل بعض الثوار إلى المبنى لاستخدام الإذاعة الخاصة بالمبنى وتهدئة الثوار وإبلاغهم بأن الشرطة ستنسحب وبعد ذلك قامت الشرطة بسحل وضرب المتظاهرين وقتل 8 منهم وفقا للعدد الرسمى لمستشفى السويس العام.

ليس هذا فحسب، حيث تعرضت أشهر عمارات السويس وتسمى «كامبورس» وهى فى محيط الأحداث لمحاولة تدمير. حيث قام جنود شرطة مكافحة الشغب بالزى الكاكى بكسر ماسورة الغاز الطبيعى فيها فى محاولة لإشعال النيران بالعمارة، قبل أن يسيطر الأهالى على الموقف، بينما كل أصابع الاتهام تتجه نحو مدير الأمن المسؤول عن الأمن فى محافظة لا يؤمنها إلا الله.

2-الشرطة.. مافيش حد هنا بالاسم ده!

الشرطة «المفروض» أنها فى خدمة الشعب، لكن الواقع أنه لا توجد شرطة فى محافظة السويس. حقيقة يمكن إضافتها إلى عجائب الدنيا السبعة.. المحافظة التى وصل عدد سكانها إلى نحو مليون نسمة لا يوجد من يؤمنهم من الأخطار فضلا عن المصانع والشركات الكثيرة فى السويس التى تحتاج إلى حماية من السرقة والنهب. لكن الحقيقة التى لا ينكرها أحد أنه لا توجد شرطة فى السويس.

المحافظة الباسلة تتكون من 5 أحياء: هى الأربعين والجناين والسويس وفيصل وعتاقة، ولكل حى قسم شرطة باسمه.

منذ يومين تم إحراق قسم السويس بالكامل، وبعد أن وصل الخبر إلى قسم الأربعين هرب منه الضباط والموظفون والمجندون لتبقى جدرانه خالية.

قسم شرطة الجناين تم إحراقه بالكامل، وقسم شرطة فيصل لم يكن أفضل حالا وتم إحراقه أيضا، ويبقى قسم شرطة عتاقة الذى يقع فى منطقة بعيدة عن الأهالى والمناطق السكانية، وبه أكبر سجن فى المحافظة. وقامت الشرطة بضرب أحد المساجين أمس الأول بالنار، يدعى شوله، بعد ظن الجنود أنه يحاول الهروب. كما تم إصابة مسجون آخر ويدعى محمد السيد راضى فى ذراعه، والراوية لمسجون اسمه رمضان اتصل بأحد أقاربه يبلغه بما يحدث فى قسم شرطة عتاقة.

إذا حدثت جريمة فى السويس فلن يستطيع المجنى عليه تحرير محضر بالواقعة لعدم وجود قسم شرطة يمارس عمله، وهو ما يسهّل ارتكاب الجريمة فى المحافظة فى ظل رعب من المواطنين لعدم وجود أى مظاهر من الأمن أو الأمان فى المناطق السكانية الحديثة التى تم بناؤها مؤخرا على أطراف المدينة فى اتجاه محافظة القاهرة. ليستمر الخلل الأمنى داخل المحافظة، وهو لم ينصلح حاله على مدار عامين منذ 25 يناير 2011. ويؤكد الأهالى أن الشرطة مستمرة فى انتقامها من شعب السويس الذى كان الشرارة الأولى للثورة التى أسقطت نظامًا كانت الشرطة تحميه، فضلا عن أنها كانت لا تتعامل مع البلطجى باعتباره مجرمًا، وإنما حليف لها يساعدها فى حماية نظامها القمعى ويروع المواطنين.

3-الجيش.. بسم الله الرحمن الرحيم: الإجابة: «محايد»

الجيش نزل..الجيش نزل..مشهد تكرر منذ عامين وتكرر الآن رغم أن نظام رحل ونظام آخر يحاول التمسك بكل آفات النظام السابق كى يرحل مثله.

قوات الجيش نزلت إلى السويس بعد سقوط شهداء أمام مبنى المحافظة الجمعة الماضية لكن الجيش لم ينزل لفرض الأمن فى السويس حتى الآن وتأمين المظاهرات، وإنما نزل لتأمين مبانٍ وجدران تسمى منشأت عامة وحيوية لا يوجد بها أحد، تاركا الثوار والأهالى لا يحميهم إلا الله.

بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة محايد.. شعار ترفعه قوات الجيش الموجودة فى شوارع السويس التى لا تحتك بأحد، ولا أحد يحتك بها. مجرد ديكور أو منظر فى الشوارع يبعث بإشارات إلى الإعلام لإعلان خبر أن الجيش قد نزل إلى السويس لفرض الأمن وحماية المظاهرات والأهالى بعد أن قالت السويس على الشرطة يا رحمن يا رحيم.

حظر التجول بدأ صباح أمس بعد منتصف الليل وفقا لتعليمات الرئيس، ولكن لم تلتزم به السويس وظل الثوار فى الشوارع يهتفون ضد مرسى وجماعته، ولم يتحرك الجيش أو يقول لهم «ماذا تفعلون؟.. ولا حتى إن حظر التجول بدأ وعليكم الرحيل». رغم أنه خلال حظر التجول إذا خالف أحد الأوامر ومواعيد الحظر وتم قتله فلا يحاسب من قلته وفقا للقانون. لكن الجيش لا يريد أن يدخل فى المشهد السياسى المعقد فى الوقت الحالى تاركا للرئيس حرية التصرف. صحيح أن العسكر وقت حكمهم لمصر بعد الثورة لم يكونوا أفضل حالا من مرسى، لكن على الأقل فإن جزءًا كبيرًا من الشعب لا يزال يحترم الجيش بعد أن فقد احترامه لرئيس الجمهورية الذى لا يرعى مصالح إلا جماعته. ومن ثمّ خرج الجيش مثلما خرجت الشرطة والمحافظ ومدير الأمن من مسألة تطبيق قانون الطوارئ على شعب السويس ويبقى قرار الرئيس مجرد حبر على ورق، وكلام قاله فى التليفزيون لم يستفد منه النظام إلا أنه أشعل الشارع المشتعل أساسا.

والسؤال الذى يطرح نفسه: هل أعلن الرئيس الطوارئ فى السويس ويعلم أنه لن يتم تنفيذها أو تطبيقها أم أنه لا يعلم ذلك؟..أى إجابة لا تصب فى مصلحة محمد مرسى بأى حال من الأحوال.

4- الثوار..مظاهرات ومسيرات تبدأ فى التاسعة مساء ولا عزاء لحظر التجول

وبينما يلملم الرئيس أوراق خطابه الذى أعلن فيه فرض حالة الطوارئ على محافظة السويس وحظر التجول بعد التاسعة مساء تجمع الثوار فى ميدان الشهداء بحى الأربعين لرفض حالة الطوارئ ورفض حظر التجول ومطالبة الرئيس بالرحيل وهتفوا «ياللى بتفرض الطوارئ.. بكرة ييجى يوم وتفارق» و«الطوارئ فين..السوايسة أهم». ورغم أن الوقت كان متأخرا فإن أعداد المظاهرة كانت تزيد مع مرور الوقت ولسان حال الجميع يسقط يسقط حكم المرشد.

الثوار فى السويس فسروا قرار مرسى بفرض حظر التجول على محافظات السويس والإسماعيلية وبورسعيد إنما هو تمهيد من النظام الحالى لكسر شوكة المحافظات الثلاث استعدادا لبيع قناة السويس لدولة قطر التى أصبحت حليفًا للنظام الحالى.

كما تكتل شباب السويس الذى يضم جميع القوى السياسية فى المحافظة، وخرج ببيان فور خطاب مرسى أكد فيه رفض شعب السويس حالة الطوارئ وحظر التجول وإعلانهم تنظيم المظاهرات يوميا اعتبارا من التاسعة مساء، وهو موعد بداية حظر التجول الذى ينتهى يوميا فى السادسة من صباح كل يوم، وأعلن تكتل شباب السويس أن مرسى لم يخرج بحلول حقيقة للأزمة التى كان النظام الحالى بأفعاله سببًا فيها بتهميشه للفصائل الأخرى، ومحاولات سيطرته على الحكم وانفراده به دون أن يعرف كيف يحكم.

الباعة المتجولون فى السويس أعلنوا أنهم لن يغادروا الشارع خلال فترة حظر التجول لأنهم يرفضون هذا القرار، ولن يستسلموا للقرار، وقال أحد الباعة ل«التحرير»: أنا قاعد آكل عيش، اللى عاوز ييجى يموتنى،العمر واحد والرب واحد.

الثوار أكدوا أن مرسى لا يريد حل الأزمة الحالية التى تزداد اشتعالا بقراراته الغريبة التى لا تساعد على تهدئة الشارع، وإنما اشتعاله مع جديد وخصوصا أن هناك دماءً جديدة سقطت على الأرض وساعدت على تجديد كل المواجع التى كانت تحاول الأيام أن تداويها فى السويس، لكن نظام الإخوان المستبد مثل نظام مبارك لا يسعى مطلقا إلى مداوة جروح شعب السويس الذى دائما يقدم دماء وشهداء فى ثورة بدأت منذ عامين ولا تزال مستمرة.

5-الأهالى.. عودة اللجان الشعبية

احمى نفسك بنفسك.. شعار أهالى محافظة السويس التى انهارت فيها المؤسسة الأمنية

فى الشوارع يسير منادى يقول فى الميكروفون يوميا يا أهالى السويس الكرام انزلوا احموا البيوت والعمارات، وفورا يستجيب الأهالى إلى دعوة تُعيد مشاهد 25 يناير 2011 بعد عامين من رحيلها، الشرطة وضعت الأهالى فى مشهد لا يحسدوا عليه بعد أن تركوا أعمالهم وتفرغوا لحماية ممتلكاتهم خصوصا السيارات التى تختفى فى السويس بشكل مبالغ فيه، ويضطر المواطن السويسى للرضوخ للسارق ودفع مبلغ مالى كبير له حتى تعود إليه سيارته.

أهالى السويس هم الطرف الوحيد فى المحافظة الذى بدأ فى تطبيق الطوارئ ولكن ليست طوارئ محمد مرسى وإنما هى طوارئ ضد حالة انعدام الأمن فى السويس فضلا عن الطوارئ التى أعلنها السوايسة تجاه حب محمد مرسى رئيس الجمهورية، أو تأييده رغم أنه نسبة كبيرة داخل محافظة السويس منحت صوتها لمحمد مرسى وهو ما ظهر واضحا خصوصا فى جولة الإعادة بعد أن أعلنت السويس رفضها الكامل لأحمد شفيق.

السويس أيضا التى قالت نعم للدستور بنسبة 70% تدفع الآن ثمن ضريبة الاستقرار الذى أصبح غريبًا عن بلد الغريب

أهالى السويس الذين تقابلنا معهم استغربوا من قرار مرسى بحظر التجول وفرض الطوارئ فى السويس دون وجود حلول حقيقية للمشهد السياسى الذى يزداد تعقيدا بفضل جهل الإخوان بكيفية إدارة الدولة.

كما استغرب الأهالى من فرض الطوارئ وحظر التجول فى السويس والإسماعيلية وبورسعيد رغم أن الوضع فى القاهرة مشتعل جدا، ومع ذلك لم يفكر الرئيس فى فرض الحظر والطوارئ فى العاصمة، وأكد الأهالى أنهم سيحمون ممتكاتهم ضد أى بلطجية أو مجرمين حلفاء للشرطة التى ربت طوال السنين الماضية جيلًا من البلطجية يحميهم ممن يعترض على ظلمهم. وجاء محمد مرسى دون أن يفكر فى تطهير الداخلية أو تحسين آدائها بل بالعكس شكر رجال الشرطة على مجهوداتهم فى حماية المواطنين، وإرساء الأمن الذى أصبح منعدمًا مثلما كان يشكر مبارك رجال شرطة حبيب العادلى الذى لا يزال تلاميذه يديرون وزارة الداخلية مع الوزير الجديد الذى تجمعه علاقات أسرية وعائلية بالرئيس مرسى مندوب الإخوان المسلمين فى مؤسسة الرئاسة، حسب معلومات غير مؤكدة تتواتر فى بلد الغريب.

6- الإخوان..الهروب الكبير

الإخوان خارج نطاق الخدمة والمشهد داخل السويس لا يشغلون بالهم بما يحدث إلى أن تصل إليهم تعليمات من مكتب إرشاد محمد مرسى رئيس الجمهورية. رغم أن السويس بها أعداد كبيرة وغفيرة من الإخوان والتيار السلفى والجماعة الإسلامية كانوا ينتشرون فى السويس كل يوم للدعاية لنظامهم الحالى، وإقناع الناس بضرورة تأييده، لأنه هو الذى يحمل الخير لمصر. وبالفعل فاز الإخوان باكتساح فى جميع الانتخابات التى تم إجراؤها فى محافظة السويس والتى كان آخرها الاستفتاء على الدستور وانتشار الدعاية الكثيفة لعبارة نعم للدستور من أجل الاستقرار الذى يعم السويس وسائر محافظات مصر بالمعنى العكسى.

النشطاء فى السويس أكدوا أن الإخوان كانوا يتولون دائما مسؤولية التهدئة إذا حدث أى احتكاكات بين الثوار والشرطة خلال جميع التظاهرات السلمية على مدار الفترة الماضية، لكن فى هذه المرة تركوا المشهد تماما وأصروا على الهروب الكبير من الأزمة مؤيدين قرار الرئيس بفرض حظر التجول وحالة الطوارئ داخل المحافظة لحماية الشعب السويسى من أعمال البلطجة دون أن يعترف أحد منهم بأن عودة حالة الطوارئ من جديد هو فشل جديد ينضم إلى سلسلة فشل طويلة لحكم الإخوان الذى فرض كلمته فى الصناديق دون أن يرفض كلمته فى الشارع لعدم معرفته بالحكم وأبسط مثال على انسحاب الإخوان من المشهد هو هروب المحافظ الإخوانى سمير عجلان لواء الجيش السابق الذى لا يعرف كيف يدير السويس لكنه معصوم من الخطأ لأنه من الإخوان المسلمين.

السلفيون والجماعة الإسلامية يسيرون وراء الإخوان ويؤيدون بقاء الرئيس حتى نهاية مدته وفرض حالة الطوارئ وحظر التجول لعودة الاستقرار للسويس لكن دون أى تحرك فى الشارع خوفا من أى احتكاكات مع السوايسة تزيد المشهد تعقيدا وتضيف مزيدا من الخسائر والشهداء وتزيد مرسى فشلا ليخرج الإخوان من مشهد تطبيق الطوارئ وحظر التجول داخل السويس. وهو القرار الذى يبدو أن مرسى سيتراجع فيه مثلما اعتاد أن يتراجع فى جميع قراراته السابقة والخاطئة حتى إن لم يتراجع فى القرار فهو حبر على ورق «يبلّه النظام الحالى ويشرب ميته» رغم مقولة الرئيس فى خطابه الأخير «ها أنا أفعل».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.