استقرار أسعار الذهب في مصر بعد تراجع الدولار    عاجل:- السعودية تمنع دخول مكة لحاملي تأشيرات الزيارة خلال موسم الحج    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 23 مايو 2024    أسعار الدواجن واللحوم اليوم 23 مايو    فلسطين.. إصابات جراء استهداف زوارق الاحتلال الصيادين شمال غرب خان يونس    ماذا يعني اعتراف ثلاث دول أوروبية جديدة بفلسطين كدولة؟    باحثة ب«المصري للفكر والدراسات»: قلق دولي بعد وفاة الرئيس الإيراني    العثور على ملفات حساسة في غرفة نوم ترامب بعد تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي    ليلة التتويج.. موعد مباراة الهلال والطائي اليوم في دوري روشن السعودي والقنوات الناقلة    تعليم الجيزة تكشف حقيقة تسريب امتحان الدراسات الاجتماعية بالجيزة    أخبار مصر: منع دخول الزائرين مكة، قصة مقال مشبوه ل CNN ضد مصر، لبيب يتحدث عن إمام عاشور، أسعار الشقق بعد بيع أراض للأجانب    محمد صلاح يثير الجدل مجددًا بنشر غلاف كتاب "محاط بالحمقى"    اللعب للزمالك.. تريزيجيه يحسم الجدل: لن ألعب في مصر إلا للأهلي (فيديو)    نشرة «المصري اليوم» الصباحية..قلق في الأهلي بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة الترجي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم قبل ساعات من اجتماع البنك المركزي.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    رحيل نجم الزمالك عن الفريق: يتقاضى 900 ألف دولار سنويا    أول دولة أوروبية تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو.. ما هي؟    ناقد رياضي: الأهلي قادر على تجاوز الترجي لهذا السبب    والد إحدى ضحايا «معدية أبو غالب»: «روان كانت أحن قلب وعمرها ما قالت لي لأ» (فيديو)    سيارة الشعب.. انخفاض أسعار بي واي دي F3 حتى 80 ألف جنيها    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    وأذن في الناس بالحج، رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادا للركن الأعظم (صور)    رئيس الزمالك: شيكابالا قائد وأسطورة ونحضر لما بعد اعتزاله    ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 11 بعد استشهاد طفل فلسطيني    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    محافظ بورسعيد يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 85.1%    ضبط دقيق بلدي مدعم "بماكينة طحين" قبل تدويرها في كفر الشيخ    المطرب اللبناني ريان يعلن إصابته بالسرطان (فيديو)    بالأسم فقط.. نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2024 (الرابط والموعد والخطوات)    4 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة.. بينها بر الوالدين وجلسة الضحى    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23 مايو في محافظات مصر    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    تشييع جثمان ضحية جديدة في حادث «معدية أبو غالب» وسط انهيار الأهالي    بالأرقام.. ننشر أسماء الفائزين بعضوية اتحاد الغرف السياحية | صور    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    سي إن إن: تغيير مصر شروط وقف إطلاق النار في غزة فاجأ المفاوضين    محمد الغباري: مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    مختار مختار : علامة استفهام حول عدم وجود بديل لعلي معلول في الأهلي    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    طالب يشرع في قتل زميله بالسكين بالقليوبية    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الذى سيطبق طوارئ مرسي في السويس.. ملف خاص من السويس
نشر في الدستور الأصلي يوم 29 - 01 - 2013

همٌ يبكى وهمٌ يضحك.. الأول هو حال مصر الذى وصلنا إليه فى ظل حكم الإخوان، والثانى هو ما قاله الرئيس محمد مرسى فى خطابه مساء أول من أمس، والذى ينضم إلى خطاباته التى لا تغنى ولا تسمن من جوع.

الرئيس أعلن عودة الطوارئ فى السويس ومدن القناة، لمدة 30 يوما، وفرض حظر التجول خلال شهر الطوارئ من التاسعة مساء. والحجة التى يسوقها هى حقن دماء المصريين والسيطرة على السويس والقبض على البلطجية والخارجين عن النظام دون أن يكلف الرئيس نفسه مشقة التفكير فى السبب الحقيقى للهتاف ضده والمناداة بسقوطه ورحيله. ويبقى معه قرار لن يجد فى السويس من سيطبقه بسبب ضعف نظامه وسوء إدارته، ومن ثم فإن الاستبداد والقمع اللذين كان يفرضهما مبارك على المصريين لن يستطيع ابن الإخوان تطبيقهما على أرض الواقع.. أى أن مرسى فشل أيضا فى أن يكون ديكتاتورًا.

فى السطور القليلة التالية ترصد «الدستور الأصلي» مجموعة من المشاهد المبكية المضحكة فى بلد الغريب:

1- المحافظ هرب.. ومدير الأمن متهم بقتل الشهداء

لا يوجد أحد يحكم محافظة السويس. الرجل الطبيعى الذى يفترض أن يكون هو حاكم المحافظة، هرب بعيدا عن السويس. إنه سمير عجلان محافظ المدينة الباسلة وهو لواء جيش سابق، وهو إخوانى أيضا. الثوار أكدوا أنه لم يكن موجودا فى السويس مع بداية ذكرى ثورة 25 يناير التى أسفرت حتى الآن عن 9 شهداء جدد فى المحافظة وهناك رواية أخرى تقول إنهم 11.

مبنى المحافظة الذى شهد على دماء جديدة فى السويس كان خاليا يوم 25 يناير، حيث تجمع عنده الثوار ودخله البعض قبل أن يبدأ الاشتباك مع الشرطة التى قامت بتحطيم الأخضر واليابس فى محيط مبنى المحافظة من عمارات ومحالٍ تجارية وسيارات وفقا لرواية أهالى المنطقة المحيطة بالمحافظة، بتحريض من نقيب يدعى ماجد وآخر يدعى شريف الشربينى فى شرطة مكافحة الشغب، بعد استشهاد المجند محمد شعبان شبل أحد أفراد الأمن المركزى، أمام مبنى المحافظة. ولا أحد يعلم حتى الآن من الذى أطلق عليه ما يعرف فى السويس ب«البراشوت»، الذى أودى بحياته على الفور.

فى اليوم التالى للأحداث الدامية وهو 26 يناير ذهب الثوار إلى مديرية الأمن واتهموا مدير أمن السويس عادل رفعت بأنه مسؤول عن سقوط شهداء جدد لعدم قدرته على تأمين المظاهرة التى لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 5000 متظاهر، بعد أن وعدهم قبل سقوط الشهداء بتأمين المتظاهرين، وإخلاء محيط مبنى المحافظة من قوات الأمن حتى لا يحدث أى احتكاك بين المتظاهرين والشرطة. لدرجة أن مدير الأمن فى هذا اليوم سلم المشاركين فى المظاهرة مفتاح مبنى المحافظة ودخل بعض الثوار إلى المبنى لاستخدام الإذاعة الخاصة بالمبنى وتهدئة الثوار وإبلاغهم بأن الشرطة ستنسحب وبعد ذلك قامت الشرطة بسحل وضرب المتظاهرين وقتل 8 منهم وفقا للعدد الرسمى لمستشفى السويس العام.

ليس هذا فحسب، حيث تعرضت أشهر عمارات السويس وتسمى «كامبورس» وهى فى محيط الأحداث لمحاولة تدمير. حيث قام جنود شرطة مكافحة الشغب بالزى الكاكى بكسر ماسورة الغاز الطبيعى فيها فى محاولة لإشعال النيران بالعمارة، قبل أن يسيطر الأهالى على الموقف، بينما كل أصابع الاتهام تتجه نحو مدير الأمن المسؤول عن الأمن فى محافظة لا يؤمنها إلا الله.

2-الشرطة.. مافيش حد هنا بالاسم ده!

الشرطة «المفروض» أنها فى خدمة الشعب، لكن الواقع أنه لا توجد شرطة فى محافظة السويس. حقيقة يمكن إضافتها إلى عجائب الدنيا السبعة.. المحافظة التى وصل عدد سكانها إلى نحو مليون نسمة لا يوجد من يؤمنهم من الأخطار فضلا عن المصانع والشركات الكثيرة فى السويس التى تحتاج إلى حماية من السرقة والنهب. لكن الحقيقة التى لا ينكرها أحد أنه لا توجد شرطة فى السويس.

المحافظة الباسلة تتكون من 5 أحياء: هى الأربعين والجناين والسويس وفيصل وعتاقة، ولكل حى قسم شرطة باسمه.

منذ يومين تم إحراق قسم السويس بالكامل، وبعد أن وصل الخبر إلى قسم الأربعين هرب منه الضباط والموظفون والمجندون لتبقى جدرانه خالية.

قسم شرطة الجناين تم إحراقه بالكامل، وقسم شرطة فيصل لم يكن أفضل حالا وتم إحراقه أيضا، ويبقى قسم شرطة عتاقة الذى يقع فى منطقة بعيدة عن الأهالى والمناطق السكانية، وبه أكبر سجن فى المحافظة. وقامت الشرطة بضرب أحد المساجين أمس الأول بالنار، يدعى شوله، بعد ظن الجنود أنه يحاول الهروب. كما تم إصابة مسجون آخر ويدعى محمد السيد راضى فى ذراعه، والراوية لمسجون اسمه رمضان اتصل بأحد أقاربه يبلغه بما يحدث فى قسم شرطة عتاقة.

إذا حدثت جريمة فى السويس فلن يستطيع المجنى عليه تحرير محضر بالواقعة لعدم وجود قسم شرطة يمارس عمله، وهو ما يسهّل ارتكاب الجريمة فى المحافظة فى ظل رعب من المواطنين لعدم وجود أى مظاهر من الأمن أو الأمان فى المناطق السكانية الحديثة التى تم بناؤها مؤخرا على أطراف المدينة فى اتجاه محافظة القاهرة. ليستمر الخلل الأمنى داخل المحافظة، وهو لم ينصلح حاله على مدار عامين منذ 25 يناير 2011. ويؤكد الأهالى أن الشرطة مستمرة فى انتقامها من شعب السويس الذى كان الشرارة الأولى للثورة التى أسقطت نظامًا كانت الشرطة تحميه، فضلا عن أنها كانت لا تتعامل مع البلطجى باعتباره مجرمًا، وإنما حليف لها يساعدها فى حماية نظامها القمعى ويروع المواطنين.

3-الجيش.. بسم الله الرحمن الرحيم: الإجابة: «محايد»

الجيش نزل..الجيش نزل..مشهد تكرر منذ عامين وتكرر الآن رغم أن نظام رحل ونظام آخر يحاول التمسك بكل آفات النظام السابق كى يرحل مثله.

قوات الجيش نزلت إلى السويس بعد سقوط شهداء أمام مبنى المحافظة الجمعة الماضية لكن الجيش لم ينزل لفرض الأمن فى السويس حتى الآن وتأمين المظاهرات، وإنما نزل لتأمين مبانٍ وجدران تسمى منشأت عامة وحيوية لا يوجد بها أحد، تاركا الثوار والأهالى لا يحميهم إلا الله.

بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة محايد.. شعار ترفعه قوات الجيش الموجودة فى شوارع السويس التى لا تحتك بأحد، ولا أحد يحتك بها. مجرد ديكور أو منظر فى الشوارع يبعث بإشارات إلى الإعلام لإعلان خبر أن الجيش قد نزل إلى السويس لفرض الأمن وحماية المظاهرات والأهالى بعد أن قالت السويس على الشرطة يا رحمن يا رحيم.

حظر التجول بدأ صباح أمس بعد منتصف الليل وفقا لتعليمات الرئيس، ولكن لم تلتزم به السويس وظل الثوار فى الشوارع يهتفون ضد مرسى وجماعته، ولم يتحرك الجيش أو يقول لهم «ماذا تفعلون؟.. ولا حتى إن حظر التجول بدأ وعليكم الرحيل». رغم أنه خلال حظر التجول إذا خالف أحد الأوامر ومواعيد الحظر وتم قتله فلا يحاسب من قلته وفقا للقانون. لكن الجيش لا يريد أن يدخل فى المشهد السياسى المعقد فى الوقت الحالى تاركا للرئيس حرية التصرف. صحيح أن العسكر وقت حكمهم لمصر بعد الثورة لم يكونوا أفضل حالا من مرسى، لكن على الأقل فإن جزءًا كبيرًا من الشعب لا يزال يحترم الجيش بعد أن فقد احترامه لرئيس الجمهورية الذى لا يرعى مصالح إلا جماعته. ومن ثمّ خرج الجيش مثلما خرجت الشرطة والمحافظ ومدير الأمن من مسألة تطبيق قانون الطوارئ على شعب السويس ويبقى قرار الرئيس مجرد حبر على ورق، وكلام قاله فى التليفزيون لم يستفد منه النظام إلا أنه أشعل الشارع المشتعل أساسا.

والسؤال الذى يطرح نفسه: هل أعلن الرئيس الطوارئ فى السويس ويعلم أنه لن يتم تنفيذها أو تطبيقها أم أنه لا يعلم ذلك؟..أى إجابة لا تصب فى مصلحة محمد مرسى بأى حال من الأحوال.

4- الثوار..مظاهرات ومسيرات تبدأ فى التاسعة مساء ولا عزاء لحظر التجول

وبينما يلملم الرئيس أوراق خطابه الذى أعلن فيه فرض حالة الطوارئ على محافظة السويس وحظر التجول بعد التاسعة مساء تجمع الثوار فى ميدان الشهداء بحى الأربعين لرفض حالة الطوارئ ورفض حظر التجول ومطالبة الرئيس بالرحيل وهتفوا «ياللى بتفرض الطوارئ.. بكرة ييجى يوم وتفارق» و«الطوارئ فين..السوايسة أهم». ورغم أن الوقت كان متأخرا فإن أعداد المظاهرة كانت تزيد مع مرور الوقت ولسان حال الجميع يسقط يسقط حكم المرشد.

الثوار فى السويس فسروا قرار مرسى بفرض حظر التجول على محافظات السويس والإسماعيلية وبورسعيد إنما هو تمهيد من النظام الحالى لكسر شوكة المحافظات الثلاث استعدادا لبيع قناة السويس لدولة قطر التى أصبحت حليفًا للنظام الحالى.

كما تكتل شباب السويس الذى يضم جميع القوى السياسية فى المحافظة، وخرج ببيان فور خطاب مرسى أكد فيه رفض شعب السويس حالة الطوارئ وحظر التجول وإعلانهم تنظيم المظاهرات يوميا اعتبارا من التاسعة مساء، وهو موعد بداية حظر التجول الذى ينتهى يوميا فى السادسة من صباح كل يوم، وأعلن تكتل شباب السويس أن مرسى لم يخرج بحلول حقيقة للأزمة التى كان النظام الحالى بأفعاله سببًا فيها بتهميشه للفصائل الأخرى، ومحاولات سيطرته على الحكم وانفراده به دون أن يعرف كيف يحكم.

الباعة المتجولون فى السويس أعلنوا أنهم لن يغادروا الشارع خلال فترة حظر التجول لأنهم يرفضون هذا القرار، ولن يستسلموا للقرار، وقال أحد الباعة ل«التحرير»: أنا قاعد آكل عيش، اللى عاوز ييجى يموتنى،العمر واحد والرب واحد.

الثوار أكدوا أن مرسى لا يريد حل الأزمة الحالية التى تزداد اشتعالا بقراراته الغريبة التى لا تساعد على تهدئة الشارع، وإنما اشتعاله مع جديد وخصوصا أن هناك دماءً جديدة سقطت على الأرض وساعدت على تجديد كل المواجع التى كانت تحاول الأيام أن تداويها فى السويس، لكن نظام الإخوان المستبد مثل نظام مبارك لا يسعى مطلقا إلى مداوة جروح شعب السويس الذى دائما يقدم دماء وشهداء فى ثورة بدأت منذ عامين ولا تزال مستمرة.

5-الأهالى.. عودة اللجان الشعبية

احمى نفسك بنفسك.. شعار أهالى محافظة السويس التى انهارت فيها المؤسسة الأمنية

فى الشوارع يسير منادى يقول فى الميكروفون يوميا يا أهالى السويس الكرام انزلوا احموا البيوت والعمارات، وفورا يستجيب الأهالى إلى دعوة تُعيد مشاهد 25 يناير 2011 بعد عامين من رحيلها، الشرطة وضعت الأهالى فى مشهد لا يحسدوا عليه بعد أن تركوا أعمالهم وتفرغوا لحماية ممتلكاتهم خصوصا السيارات التى تختفى فى السويس بشكل مبالغ فيه، ويضطر المواطن السويسى للرضوخ للسارق ودفع مبلغ مالى كبير له حتى تعود إليه سيارته.

أهالى السويس هم الطرف الوحيد فى المحافظة الذى بدأ فى تطبيق الطوارئ ولكن ليست طوارئ محمد مرسى وإنما هى طوارئ ضد حالة انعدام الأمن فى السويس فضلا عن الطوارئ التى أعلنها السوايسة تجاه حب محمد مرسى رئيس الجمهورية، أو تأييده رغم أنه نسبة كبيرة داخل محافظة السويس منحت صوتها لمحمد مرسى وهو ما ظهر واضحا خصوصا فى جولة الإعادة بعد أن أعلنت السويس رفضها الكامل لأحمد شفيق.

السويس أيضا التى قالت نعم للدستور بنسبة 70% تدفع الآن ثمن ضريبة الاستقرار الذى أصبح غريبًا عن بلد الغريب

أهالى السويس الذين تقابلنا معهم استغربوا من قرار مرسى بحظر التجول وفرض الطوارئ فى السويس دون وجود حلول حقيقية للمشهد السياسى الذى يزداد تعقيدا بفضل جهل الإخوان بكيفية إدارة الدولة.

كما استغرب الأهالى من فرض الطوارئ وحظر التجول فى السويس والإسماعيلية وبورسعيد رغم أن الوضع فى القاهرة مشتعل جدا، ومع ذلك لم يفكر الرئيس فى فرض الحظر والطوارئ فى العاصمة، وأكد الأهالى أنهم سيحمون ممتكاتهم ضد أى بلطجية أو مجرمين حلفاء للشرطة التى ربت طوال السنين الماضية جيلًا من البلطجية يحميهم ممن يعترض على ظلمهم. وجاء محمد مرسى دون أن يفكر فى تطهير الداخلية أو تحسين آدائها بل بالعكس شكر رجال الشرطة على مجهوداتهم فى حماية المواطنين، وإرساء الأمن الذى أصبح منعدمًا مثلما كان يشكر مبارك رجال شرطة حبيب العادلى الذى لا يزال تلاميذه يديرون وزارة الداخلية مع الوزير الجديد الذى تجمعه علاقات أسرية وعائلية بالرئيس مرسى مندوب الإخوان المسلمين فى مؤسسة الرئاسة، حسب معلومات غير مؤكدة تتواتر فى بلد الغريب.

6- الإخوان..الهروب الكبير

الإخوان خارج نطاق الخدمة والمشهد داخل السويس لا يشغلون بالهم بما يحدث إلى أن تصل إليهم تعليمات من مكتب إرشاد محمد مرسى رئيس الجمهورية. رغم أن السويس بها أعداد كبيرة وغفيرة من الإخوان والتيار السلفى والجماعة الإسلامية كانوا ينتشرون فى السويس كل يوم للدعاية لنظامهم الحالى، وإقناع الناس بضرورة تأييده، لأنه هو الذى يحمل الخير لمصر. وبالفعل فاز الإخوان باكتساح فى جميع الانتخابات التى تم إجراؤها فى محافظة السويس والتى كان آخرها الاستفتاء على الدستور وانتشار الدعاية الكثيفة لعبارة نعم للدستور من أجل الاستقرار الذى يعم السويس وسائر محافظات مصر بالمعنى العكسى.

النشطاء فى السويس أكدوا أن الإخوان كانوا يتولون دائما مسؤولية التهدئة إذا حدث أى احتكاكات بين الثوار والشرطة خلال جميع التظاهرات السلمية على مدار الفترة الماضية، لكن فى هذه المرة تركوا المشهد تماما وأصروا على الهروب الكبير من الأزمة مؤيدين قرار الرئيس بفرض حظر التجول وحالة الطوارئ داخل المحافظة لحماية الشعب السويسى من أعمال البلطجة دون أن يعترف أحد منهم بأن عودة حالة الطوارئ من جديد هو فشل جديد ينضم إلى سلسلة فشل طويلة لحكم الإخوان الذى فرض كلمته فى الصناديق دون أن يرفض كلمته فى الشارع لعدم معرفته بالحكم وأبسط مثال على انسحاب الإخوان من المشهد هو هروب المحافظ الإخوانى سمير عجلان لواء الجيش السابق الذى لا يعرف كيف يدير السويس لكنه معصوم من الخطأ لأنه من الإخوان المسلمين.

السلفيون والجماعة الإسلامية يسيرون وراء الإخوان ويؤيدون بقاء الرئيس حتى نهاية مدته وفرض حالة الطوارئ وحظر التجول لعودة الاستقرار للسويس لكن دون أى تحرك فى الشارع خوفا من أى احتكاكات مع السوايسة تزيد المشهد تعقيدا وتضيف مزيدا من الخسائر والشهداء وتزيد مرسى فشلا ليخرج الإخوان من مشهد تطبيق الطوارئ وحظر التجول داخل السويس. وهو القرار الذى يبدو أن مرسى سيتراجع فيه مثلما اعتاد أن يتراجع فى جميع قراراته السابقة والخاطئة حتى إن لم يتراجع فى القرار فهو حبر على ورق «يبلّه النظام الحالى ويشرب ميته» رغم مقولة الرئيس فى خطابه الأخير «ها أنا أفعل».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.