أصدرت القوات المسلحة السودانية بيانا، اليوم الخميس، بعد الأحداث الأخيرة، التي شهدتها السودان مؤخرًا من اعتصامات واحتجاجات. وقال وزير الدفاع السوداني عوض محمد ابن عوف، إن اللجنة الأمنية العليا المكونة من القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات ظلت تتابع منذ فترة طويلة ما يجري في مؤسسات الحكم من سوء الإدارة وغياب العدل في المعاملات وانسداد الأفق أمام الشعب خاصة الشباب وانعدام الأمل في تساوي الفرص لأبناء الشعب الواحد وقطاعاته المختلفة". وأضاف أن أفراد الأمن عاشوا في الفترة الأخيرة ما عاشه فقراء الشعب رغم تعدد وتنوع موارد الوطن، وقد كان صبر أهل السودان فوق تحمل البشر وكان شعب مسامحا وكريما وتخطى تلك المراحل بمهارة وحكمة. وأعلن عوض محمد بن عوف وزير الدفاع السودانى، حالة الطوارئ، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شئون البلاد، لفترة انتقالية مدتها عامين. ولفت إلى أن اللجنة الأمنية وجدت أنه لا بد من أن تقدم اعتذارًا عن الخسائر فى الأنفس أثناء المظاهرات، وتتمنى الشفاء للجرحى والمصابين، لأن المنظومة الأمنية عليها مسئولية الدفاع عن الشعب السودانى. واستطرد: "لقد تابعت منذ السادس من إبريل ما جرى للقوات المسلحة وما بدر من إحداث جروف فى تلك المؤسسة، وحذرت اللجنة الأمنية من خطورتها"، معلنا عن سقوط النظام السودانى والتحفظ على رأس النظام عمر البشير فى مكان آمن، لافتًا إلى أنه تم تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى الحكم لفترة انتقالية مدتها عامين، وتعطيل العمل بدستور جمهورية السودان 2005. وأضاف وزير الدفاع السودانى، خلال كلمته بالبيان المعلن منذ قليل، أنه تم إعلان الطوارئ لمدة 3 أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة 10 مساءً وحتى الساعة الرابعة صباحًا. واستطرد أنه تم غلق الأجواء لمدة 24 ساعة فى كل أنحاء البلاد، لحين إشعار آخر، وحل مؤسسة الرئاسة وحل مجلس الوزراء، على أن يكلف وكلاء الوزراء بتسييرها. وأكد عوض محمد بن عوف، وزير الدفاع السوداني، أن بلاده ملتزمة بكل المواثيق والاتفاقيات بكل مسمياتها المحلية والإقليمية والدولية، إضافةً إلى التزامها باستمرار عمل السفارات والبعثات والهيئات الدبلوماسية والمنظمات المعتمدة لدى السودان، وسفارات السودان الخارجية. ولفت إلى أن بلاده ملتزمة بصون كرامة وحقوق الإنسان، وعلاقات حسن الجوار، والحرص على علاقات دولية متوازنة تراعي مصالح السودان العليا وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وأكد "بن عوف" أنهم ملتزمون بتأمين الوحدات العسكرية والمناطق الحيوية والجسور وأماكن العبادة، وتأمين واستمرار المرافق والاتصالات والموانئ والحركة الجوية، والخدمات بكافة أنواعها. وتابع أن العمل مستمر بشكل طبيعي بالسلطة القضائية ومكوناتها والمحكمة الدستورية والنيابة العامة، داعيا حاملى السلاح والحركات المسلحة للانضمام لحضن الوطن والمساهمة فى بنائها والمحافظة على الحياة العامة للمواطنين وصيانة العرض والشرف، ومنع الانفلات ومحاربة الجريمة، وإعلان وقف إطلاق النار فى كافة أنحاء البلاد، والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين فورًا وتهيئة المناخ للانتقال السلمي للسلطة وإجراء انتخابات نزيهة بانتهاء الفترة الانتقالية. وأكد عوض محمد بن عوف، وزير الدفاع السوداني، أن المجلس العسكري الانتقالي الذي سوف يجري تشكيله لإدارة أمور البلاد بعد سقوط النظام يتحمل مسؤولية الحفاظ على سلامة المواطن والوطن. ووجه "بن عوف" خلال بيان القوات المسلحة السودانية، المواطنين بتحمل المسؤولية والإجراءات الأمنية المشددة، مشاركة منه في أمن وسلامة الوطن.